نبض البلد يناقش التخصصات الهندسية المشبعة والراكدة في الجامعات
رؤيا – معاذ أبو الهيجاء- ناقشت حلقة نبض البلد الخميس، مسألة التخصصات الهندسية ما قبل اعلان نتائج القبول الموحد، القاء نظرة على التخصصات المشبعة والراكدة، حيث استضافت كلا من نقيب المهندسين الأردنيين ماجد الطباع، وامين عام ديوان الخدمة المدنية سامح الناصر، ومن كلية الهندسة في الجامعة الأردنية د. غازي السكر.
وقال نقيب المهندسين الأردنيين ماجد الطباع أن المهندس الأردني مشهود له بالكفاءة والتميز في الأردن والخارج وأن النقابة دأبت منذ 5 سنوات على اصدار نشرة توجه الطلبة من خلالها ليكون اختيارهم الجامعي صحيحا.
وأضاف الطباع أن الأردن زاخر بالكفاءات البشرية الهندسية المتميزة و نحن نحاول أن نبقي ذلك نقطة قوة للوطن لا عبئا عليه ، مشيرا الى ان هناك 22 جامعة تدرس الهندسة علما أنه يوجد 57 ألف طالب على مقاعد الدراسة الجامعية يدرسون الهندسة لافتا الى أن عدد منتسبي النقابة بلغ 123 ألفا و 500 مهندس اضافة الى ما يقارب 6 آلاف مهندس اردني في الخارج، ما يعني أن قرابة 180 ألف مهندس سيكونون على أرض الواقع في الأردن خلال السنوات القادمة .
ونوه الطباع الى أن دراسات النقابة الحالية أخذت بعين الاعتبار حاجة السوق موضحا أن فرص العمل في الخارج لم تعد كالسابق .
وأشار الطباع الى أننا في الأردن مقبلون على مهندس لكل خمسين مواطن و هي من أعلى النسب عالميا مشيرا الى النقابة تنظم العمل الهندسي وليست مسؤولة عن التوظيف ولكنها من خلال علاقاتها مع القطاعين الحكومي والخاص تساعد بهذا المجال وفي العام 2014 انضم 9 آلاف مهندس للنقابة وفرت النقابة فرص عمل لـ 4600 منهم و هذا الرقم كبير .
وشدد الطباع الى أننا بحاجة لتوجيه الأبناء للمهن المساعدة كالفنيين وغيرهم علما أننا في السوق المحلي نفتقر بشدة لهذه المهن مما يضطرنا للجوء الى الخارج وهذا يرهق الوطن .
و اوضح الطباع أنه يوجد 6 تخصصات هندسية رئيسية في النقابة و كل تخصص يندرج تحته تخصصات فرعية عديدة لافتا الى أن شعبة هندسة الكهرباء هي من أكبر الشعب عددا حيث تضم 46 ألف و 400 مهندس وتحتوي على العديد من التخصصات الراكدة من أهمها هندسة الاتصالات والحاسوب اللذان يعانيان ركودا كبيرا .
ولمواجهة مشكلة الركود في تخصصي هندسة الاتصالات والحاسوب أوضح الطباع أن النقابة استحدثت برنامجا تدريبيا للتخصصين مدته 60 ساعة لتتيح لدارسيهما العمل في مجال الكهرباء البور و بعدها يؤدي المتدرب امتحانا مام يتيح له فرصة العمل بشكل أفضل .
وفيما يتعلق بمشكلة مخرجات التعليم أوضح الطباع انه لدينا مشكلة بمخرجات التعليم فهناك فجوة بين المخرجات واحتياجات السوق الفعلية ، وأعددنا عدة برامج بالتنسيق مع القطاع الصناعي والجامعات يتضمن تعزيز الابداع في مشاريع التخرج التي يتقدم بها الطلبة ليكون اقرب للواقع وقمنا برصد جوائز لتشجيع الابداع والتنافس ، كما ان النقابة وقعت العديد من الاتفاقيات مع القطاعين الحكومي والخاص لاعطاء فرص لحديثي التخرج لنؤهلهم للخبرة .
وأشار الطباع الى ان هناك اتفاقيات مع النقابة للتدريب فأصبحت المشاريع الحكومية على سبيل المثال تطلب مهندسين متدربين ، كما أننا ألزمنا كل مقاول بتعيين مهندسين من التخصصات المختلفة في حال زاد مشروعه عن 10 متر مربع .
ونوه الطباع الى ان هناك تخصصات ليس لها فرص عمل كتخصص هندسة التعدين للاناث حيث ان القانون يمنع تشغيل الاناث بالمنشآت التي لها علاقة بهذا التخصص كالمصانع ، مشيرا الى ان هندسة المساحة من التخصصات المشبعة وفرص عملها قليلة متمنيا في الوقت ذاته على الجامعات فتح تخصصات لها سوق عمل وفرص وجدوى بالنسبة للوطن والطلبة .
من جهته أكد امين عام ديوان الخدمة المدنية سامح الناصر أن المورد البشري هام ويجب استثماره بالشكل الصحيح .
وكشف الناصر عن أنه لدى ديوان الخدمة المدنية 300 ألف طلب توظيف ، و يستقبل سنويا 35 ألف طلب توظيف جديد ، مشيرا الى أن الغالبية العظمى من المتقدمين لطلبات التوظيف في الديوان هم من الاناث.
وأشار الناصر الى أن المهن التعليمية تشكل النسبة العظمى في مخزون الديوان من الطلبات المقدمة ، و أنه يوجد لدى الديوان 26 ألف طلب رتوظيف في التخصصات الهندسية أي ما يعادل 12 % من مخزون طلبات التوظيف لدى الديوان.
ولفت الناصر الى أن الديوان على تنسيق مستمر مع نقابة المهندسين الاردنيين فالاردن هو الدولة الوحيدةالتي تلزم على المهندس الانضمام للنقابة قبل أن يتقدم بطلب التوظيف ، موضحا ان الديوان يزود النقابة بقاعدة بيانات ، منوها الى انه و منذ 3 سنوات قررت الحكومة شمول تعيينات المهندسين في كافة البلديات وغيرها من الدوائر ، مشددا على ان الديوان عمل بشكل مكثف على تعميم الدراسة الصادرة عنه مؤخرا بشكل سنوي يبين فيها واقع العرض والطلب على كافة التخصصات.
ونوه الناصر الى أن التخصصات الهندسية تعتبر من التطبيقية التي يصادفها عمليات ركود و لكنها متغيرة ، ففي العام 2008 شهدنا طفرة في المشاريع ما ادى خلو الجهاز الحكومي والعديد من القطاعات من المهندسين ، وبالتالي تبقى هذه التخصصات نشطة حتى لو لم يكن لها فرص عمل في الاردن تبقى الفرص مفتوحة و بكثافة في الخارج .
وقال الناصر أنه في العام 2014 تم تعيين 576 مهندسا و استقبنا 3600 طلب توظيف هندسي علما أننا بالغنا في منح بعض المزايا بالنسبة للاناث في الحكومة ، وهناك 32 تخصص هندسي يشكلون 32 % من مخرون الديوان ، و نأمل من الجامعات الرسمية وغيرها ان تعزز قدرات الطلبة وهم على مقاعد الدراسة موضحا أن الجهاز الحكومي يأخذ على عاتقه عملية تدريب الطلبة ، و المسؤولية الكبرى في هذا على جامعاتنا.
وتحدث الناصر عن تخصص الهندسة النووية مشيرا الى أنها أصبحت من التخصصات المطلوبة نظرا لوجود مشاريع ستقوم بها الحكومة و كذلك في دول الخليج .
وحول عملية التسجيل في قائمة القبول الموحد للجامعات أوضح الناصر أنه لن يسمح لاي طالب بالتسجيل الا بعد تسجيله الكترونيا انه اطلع على الدراسة الصادرة عن الديوان ، مضيفا أن المهن التعليمية على مستوى الدبلوم لم يعد لها مجال بالتوظيف.
أما د. غازي السكر فقال إن هناك تكدسا في عدد المهندسين، وبطالة، وهذا ينعكس ايضا على الجامعات فهناك تكدس في عدد الطلبة في كليات الهندسة ،مضيفا أن بعض التخصصات الهندسية لها في سوق العمل فرص كتخصص الهندسة المدنية و المعمارية، حيث ان بعض جامعات الأطراف قبلت طلبة في تخصصات الهندسة بمعدل %80 بعام 2014 .
وبين أن هناك تخصصات هندسية غير مطلوبة في سوق العمل مثل تخصص هندسة البيئة، والهندسة النووية، والجولوجية، حيث ان خريجي هذه التخصصات لا يجدون فرص عمل إلا بسوق الخليج، رغم ان هذا السوق بات مشبعا بالتخصصات الهندسية.
وتساءل هل الدولة تبحث عن الاعداد أم عن النوعية، فالاعداد متوفرة ولكننا نريد مهندسا بجودة عالية، فإن كنا نريد تصدير مهندسين لانه السوق مشبع فنريد مهندسا على مستوى عال، فلا يقبل وجود 70 طالب هندسة في القاعة، بل نحتاج إلى اعداد قليلة كي يسيطر عليها، فمثلا في بعض تخصصات الهندسة الكهربائية يصل عدد الطلاب الى 60 طالبا، وايضا في متطلب الكلية يصل عدد الطلاب إلى 140 طالبا في القاعة الواحدة، فكيف يمكن ضمان توصيل المعلومة والسيطرة بشكل صحيح؟ .
وحول اسباب ضعف خريجي الهندسة نوه إلى أن المسؤولية مشتركة في ضعف المهندسين ، وذلك لان المهندسيت يحتاجون إلى تدريب في سوق العمل، حيث ان أي مهندس قبل أن يتخرج ، لديه شهرين تدريب هندسي، ولكن هذا التدريب هو حبر على ورق، ومعدوم، فالجامعات لا تتابع هذا التدريب، وهو غير موجود في الشركات والمؤسسات ، والربط مع نقابة المهندسين غير موجود، مطالبا النقابة بالتدخل والضغط على الشركات والمؤسسات لاجبارها على تدريب الطلبة.
واضاف بان الطالب لا يعمل شيئا في الشركات، لان الشركة غير مؤهله بأن يكون لديها برنامج تدريبي فلابد من وجود برنامج تدريبي للطالب.
ودعا الطلاب الى الاقبال على التخصصات العملية و المهنية والابتعاد عن التخصصات النظرية، لان سوق العمل مشيع بها.
وختم حديثه بالقول إن المختبرات في اغلب جامعاتنا غير مؤهله، و منذ 20 عاما لم تُحدث لتواكب التطور المستمر في هذا العلم.
بدوره كشف مدير وحدة تنسيق القبول الموحد د. غالب الحوراني في اتصال هاتفي مع البرنامج بأن معدلات القبول هذا العام في تخصصات الهندسة ستنخفض بنسبة 1.4 علامة مقارنة بالتخصصات العليا من العام الماضي.
وبين بان هناك 90 تخصصا هندسيا في الجامعات الاردنية الرسمية والتي عددها تسعة، وهذه التخصصات بعض منها خاصة في جامعات الجنوب تقبل بمعدل 80% لتخصص الهندسة ،وهذا الامر سيتكرر العام الحالي.
وأوضح بان العدد المنسب في تخصصات الهندسة لهذا العام لجميع الجامعات الحكومية هو 5000 آلاف قبول موحد.
وأكد على أن السوق الآن يحتاج إلى الخريج المتميز، فالخريج المتميز يجد فرصة عمل بترحيب بسوق العمل، لافتا إلى أن فرص العمل ضيقة وقليلة، ولكن الشخص الذي يلتحق بتخصص يجب ان يكون لديه رغبة جامحة به حتى يبدع وإن أبدع سيجد عملا بشكل سريع، مشيرا إلى ان أي سوق عمل بعد 5 سنوات لا يمكن التنبؤ به مطلقا.