فلسطيني يلون صور التقطت للقدس ايام "النكبة".. صور
رؤيا - حافظ أبوصبرا - "في القدس لو صافحت شيخًا، أو لامست بناية، لوجدت مكتوبًا على كفيك .. يا إبن الكرام قصيدة أو إثنتين"، لطالما كانت القدس بناسها أو بناياتها ترسم في جوف كل فلسطيني، مسارً للوطن بكل الألوان حتى بصورها التي انتشرت بشكل في الأونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ليتنبه المصمم الفلسطيني من مدينة رام الله خالد كراجة للأمر، ويتذكر ما قاله البرغوثي وذكرناه البداية، لتتفشى في عقله الباطن فكرة إحياء لهذه الصور، من خلال إضفاء وحي لوني يحمل الصور الكثيرة لأن ترسم ماضي المدينة المقدسة بريشة أبناء الحاضر، ناقلين اياها للمستقبل لأجيال، لم تزر القدس قديمًا، لم تأكل كعكًا على أسوارها، ولم تلتقط صورة بكاميرا فلمية كذكرى خلال رحلة مدرسية، لم تكن تعرف القدس لا أقصاها ولا قيامتها قبل سنوات وسنوات.
الفكرة تولدت مع كراجة بخمس صور مقدسية للمدينة بأحيائها وحاراتها وبعض ما فيها، باهتة تنتظر من يحيي الجمود في إطارها، فرسم الفلسطيني من قرية صفا قرب رام الله صور القدس في أيام الزمن القدس بألوان الحاضر المبهرجة التي تحكي قصة أقدس المدن كل بقاع الأرض، تروي وتروي قصصًا منذ القدم مرت على القدس وماتت لربما بسبب انحسارها في لونين هما الأبيض والأسود، لتأتي ألوان كراجة وتحيي القدس فنيًا في صور باتت رموزًا للمدينة المحتلة تحكي تاريخها وماضيها وقصص ناسها.
كراجة يؤكد بأن مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل كبير في التعريج على قصص ومعلومات ومواضيع وصور للقدس وغيرها من مدن فلسطين التاريخية المحتلة ومدن الضفة الغربية وقطاع غزة، ما أسهم في تعريف الفلسطيني المغترب واللاجىء والنازج في التعرف على أرضه التي لم يلتقيها، وأسهم في تعريف ابن الضفة والقطاع من اللاجئين والنازجين بمدنهم الأصلية في الداخل الفلسطينيالمحتل عام 48.
وحول خطوته في تلوين صور الماضي الفلسطيني في القدس قال المصمم الفلسطيني كراجة، بأن مسؤولية نقل التراب الفلكلورية والصوري والمعلوماتي والمعرفي والتاريخي تقع على عاتق كل فلسطيني يعرف أي شيء يتعلق بفلسطين التاريخية بكيلومتراتها المربعة الممتدة على مساحة 27 ألف كيلو متر، ليساهم في تعريف من لا يعلم، من هي فلسطين وما هي فلسطين وكيف هي فلسطين، ولماذا هي فلسطين كلها من النهر الى البحر.
ربما يقول البعض بأن خمس صور غير كافية لإعداد تقرير حول فنان فلسطيني، وعن خمس صور للقدس أضحت حية ملونة بعد أن عاشت منذ التقاطها بالأبيض والأسود، عليه أن يعلم بأن كراجة هو الفلسطيني الذي يسعى نحو تراث وطنه فلسطين منذ كان صغيرًا، وهو الذي أنهى مرحلته الجامعية وقد يكون أفضل من دك كعبه فوق خشب منصات الدبكة الفلسطينية، يذهب الآن من الفلكلور إلى التراث المصور، مشيرًا لأن ما يلي صور القدس الخمسة، هو تلوين وإعادة إحياء لصور مثلها لكل مدن فلسطين التاريخية المحتلة من أم الرشراش جنوبًا حتى رأس الناقورة شمالًا عبر تدشين صفحات خاصة لكل مدينة، سعيًا منه لتلوين الحلم الفلسطيني بوطن على كامل التراب حر وعربي على بعد سبعة وستين عامًا من سرقة هذه الأرض واحتلالها.