250 مليون دولار قرض فرنسي ميسر للأردن
رؤيا - الغد - أكدت السفيرة الفرنسية لدى الأردن كارولين دوما على التزام بلادها بمشاركتها العسكرية في التحالف الدولي ضد عصابة "داعش" الإرهابية، وانها "لم تغير" من مستوى هذه المشاركة، و"ستبقى في التحالف" لانها تريد محاربة الإرهاب.
جاء هذا ردا على سؤال في لقاء صحفي عقدته في منزلها أمس، حول نية فرنسا البقاء في التحالف، بعيد إعلان بلجيكا الانسحاب منه. وأكدت أن بلادها تعمل مع شركائها في المنطقة وان القوات الفرنسية، تنفذ ضربات جوية في العراق فقط.
وقالت دوما، في اللقاء الذي يأتي احتفاء بعيد الثورة الفرنسية، إن "القوات الفرنسية موجودة في أكثر من موقع في المنطقة، وان مستوى مشاركتها ما يزال كما كان سابقا".
وكانت فرنسا أعلنت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عن نشر 6 طائرات ميراج في الأردن، للمشاركة في الحرب على "داعش"، لكن تقارير لاحقة، اشارت لازدياد اعداد هذه الطائرات.
كما أعلنت السفيرة رسميا عن مصادقة حكومية فرنسية على قرض ميسّر جديد للأردن بقيمة 265 مليون دولار، مبينة ان القرض يستهدف قطاعي المياه والطاقة، بحيث ان 67 مليونا ستخصص لمشاريع مياه، منها 43 مليونا لمشروع ناقل وادي العرب للمياه في إربد، و55 مليونا للطاقة، وتحديدا لمشروع الممر الأخضر لتحسين قدرة الشبكة الكهربائية.
وعلى صعيد المبادرة الفرنسية الأخيرة لاحياء عملية السلام، نفت دوما ان تكون "المبادرة فشلت"، بعيد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل "لا تقبل املاءات من الغرب بهذا الخصوص".
واوضحت دوما ان وزير الخارجية لوران فابيوس عندما زار المنطقة مؤخرا، "عرض مساعدته لجميع الأطراف، الفلسطينيين والإسرائيليين، والأردن لأنها قد تكون جزءا من اتفاق مستقبلي".
وتابعت ان فابيوس اراد الاستماع لآراء جلالة الملك عبدالله الثاني حول الأمر، وانه جاء "لعرض المساعدة، لأن فرنسا تؤمن بان الوضع على الأرض خطر ويجب الا يستمر على ما هو عليه"، واعتبرت ان محاولة احياء مفاوضات السلام، يعد "قضية مسؤولية".
كما اشارت الى ان فابيوس اراد ان يقوم بدور "الميسر"، او الذي يسهّل عملية ايجاد حل عادل ودائم يقوم على حل الدولتين والمرجعيات الدولية.
وأكدت ان بلادها على اتصال مع جميع الأطراف المعنية واللجنة العربية في جامعة الدول العربية، مقرة ان القضية "حساسة وصعبة لكننا مستمرون بالتواصل للوصول الى حل".
محليا، اشارت السفيرة الى ان بلادها قدمت 50 مليون دولار العامين الأخيرين وفي النصف الأول من العام الحالي، لدعم الأردن في مواجهة تحديات واعباء اللجوء السوري.
وشددت على عمق وقوة العلاقة بين البلدين، مشيرة إلى اهمية زيارة جلالتي الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا الأخيرة الى باريس.
واعتبرت ان اولوية فرنسا في علاقتها مع الأردن، هي مساعدة المملكة على التعامل مع الازمة السورية.
واشادت دوما بالأداء الإصلاحي الاقتصادي في الأردن، قائلة ان المملكة تستحق دعما كبيرا من فرنسا ومن شركائها لأنها قامت بخطوات اصلاحية اقتصادية، وصفتها بـ"الجريئة" خلال الأعوام الأخيرة، ما ادى لتخفيض العجز العام، ويؤدي قريبا لتخفيص الدين العام، بحسبها.
كما اشادت باستراتيجية 2025 ووصفتها بـ"الممتازة"، ما يعزز جاذبية الأردن، لافتة الى ان فرنسا تدعم الأردن ضمن برنامج صندوق النقد الدولي، وعبر مؤسسات دولية مالية، ليتم التعامل مع الأردن "بشكل خاص بسبب الأزمة التي يمر بها، باعتباره دولة ذات دخل متوسط ومتأثرة بأزمة سورية".
ونوهت الى مشروع الباص السريع الذي بدئ بتنفيذه، بدعم من قبل الحكومة الفرنسية، والتي ساهمت بمبلغ 10 ملايين دولار فيه كمنحة للأردن، و"لكنه سينفذ من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية".
على الصعيد الثقافي، لفتت الى وجود عشرات آلاف الطلبة يتكلمون الفرنسية في المدارس الأردنية، وبينت ان الفين من الطلبة الأردنيين تقدموا العام الحالي لامتحان " ديلف"، للغة الفرنسية يماثل امتحان "التوفل" الأميركي.
وبخصوص التعاون مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، أكدت أن الوكالة الفرنسية ستساعد السلطة في تحديث العقبة، من خلال دعم مادي ودعم بالخبرات الفرنسية.