حماس واسرائيل: 5 سنوات هدنة مقابل ميناء بحري
رؤيا - العرب اليوم- حذر فلسطينيون مستقلون وفصائل سياسية من تفرد حركة حماس في ابرام اتفاق منفرد مع اسرائيل، حيث يجري الحديث عن (تهدئة لمدة 5 سنوات مقابل اجراءات وانشاء ميناء بحري برئاسة دولية).
وتتفاعل على نحو متسارع المعلومات التي تكشف عن وساطات واتصالات غير مباشرة تجري بهدف التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال مسؤول مطلع على هذه الاتصالات لوكالة فرانس برس إن العديد من الوسطاء بينهم مبعوث أممي زاروا غزة والدوحة، ونقلوا لقادة الحركة عدة أفكار لم تصل حتى الآن إلى مبادرة رسمية أو نص مكتوب.
وكانت وسائل إعلام محلية تناقلت معلومات عن اتفاق تهدئة بين حماس والاحتلال، يمكن أن يمتد لسنوات مع رفع الحصار وإنشاء مطار وميناء وإعادة إعمار قطاع غزة. لكن، موسى أبو مرزوق القيادي البارز في الحركة نفى وجود أية مبادرات رسمية من أية جهة، مشيرا إلى أن هناك أفكارا متداولة حول مشاريع غير متبلورة للتهدئة.
لكن مسؤول العلاقات الدولية في الحركة أسامة حمدان، كشف عن تسلم حركته أفكارا مكتوبة تتعلق بملف التهدئة مع إسرائيل.
وأضاف حمدان، في حوار صحافي، نشرته صحيفة (فلسطين) المحلية، الصادرة من غزة إن قيادة حركة حماس تدرس تلك الأفكار المطروحة، متوقعا أن يكون الرد على الجهة المرسلة (لم يكشف عنها) اليوم (امس).
وأوضح حمدان أن الأفكار تتعلق بموضوع استكمال ملف التهدئة مع إسرائيل، الذي أنهى حربا استمرت 51 يوما على قطاع غزة صيف عام 2014، مؤكدا أن رد حركته على أية جهة لا يخرج عن خدمة العمل الجاد لإنهاء الحصار عن غزة، وفتح المعابر جميعها، بما فيها ميناء غزة البحري.
ونفى حمدان، تطرق حركته إلى الفترة الزمنية للتهدئة، واختصارها بـ10 سنوات، مضيفا: الأمر بكليته يمكن اختصاره بوجود اتفاق تهدئة في مقابل إنهاء الحصار عن غزة.
وتوافق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، في 23 سبتمبر/ أيلول 2014، على عقد مفاوضات غير مباشرة، بوساطة مصرية، بهدف تثبيت التهدئة.
ولم يتم تحديد موعد جديد لاستئناف تلك المفاوضات حتى الساعة.
وكان إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قد قال في تصريحات له في شهر مارس الماضي، إن حركته لا تعارض مقترح الهدنة مع إسرائيل، شريطة ألا يؤدي ذلك إلى تفرّد إسرائيل بالضفة الغربية.
وحذر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم "ابو ليلى"، من تفرد حركة حماس في ابرام اتفاق منفرد مع اسرائيل، حيث يجري الحديث عن (تهدئة لمدة 5 سنوات مقابل اجراءات وانشاء ميناء بحري برئاسة دولية).
وقال عبد الكريم في تصريح له ان مثل هذه الخطوة تشكل انعكاسات خطيرة على الوضع الفلسطيني وتصب في مصلحة اسرائيل.
وأوضح عبد الكريم انه لا يوجد شيء رسمي ابلغنا به من حركة حماس غير ان التصريحات الصادرة من قيادة الحركة تشير الى مثل هذا الاتفاق.
واعتبر عبد الكريم ان ما يجري هو خرق للتوافق الوطني بين الفصائل وحركة حماس، وله تداعيات سلبية على الكل الفلسطيني ويصب باتجاه رغبة اسرائيل بانفصال قطاع غزة عن المشروع الوطني الشامل.
وكان الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس قال إن للحركة محددا واضحا في اطار التهدئة بأن يكون موضوع التهدئة متفقا عليه وطنيا والا يكون الامر بيد حماس وحدها، وأن تكون هناك ضمانات على الزام الاحتلال بشروط التهدئة، وأن تكون محدودة بسقف لا يسمح لها ان تكون تهدئة طويلة لدرجة أنها تغير أوضاع اللعبة في المنطقة.
وقام المبعوث الأممي للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بزيارة سرية لقطاع غزة قبل يومين حيث التقى عددا من قادة "حماس".
وأجرى ملادينوف مباحثات ركزت على ملفي إعادة إعمار غزة والمصالحة بين "حماس" والسلطة الفلسطينية، إضافة إلى مناقشة تثبيت هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل.