المنسف رمز ضيافة الأردنيين وافطار اول ايام رمضان
رؤيا- بترا - يحرص كثير من العائلات على ان يكون المنسف الوجبة الاولى في اول أيام الشهر الفضيل.
والمنسف أكلة انفرد بها الاردن منذ 3 آلاف سنة خلت وكان المنسف وما زال مرتبطا بالاردني اينما حل أو ارتحل.
ويحبذ الاردنيون تناول المنسف في أول ايام رمضان حبا بان يدخلوا الشهر بطعام أبيض " اللبن والارز والخبز " لاعتبار ان العناصر تلك أساسيات ثلاثة في المنسف اضافة الى اللحم .
ويؤكد الخمسيني محمود الخصاونة ان أطفال الاردنيين ذكورا واناثا يتذوقون المنسف منذ نعومة أظفارهم ويعتادون على أكله وهم في سنين أعمارهم الاولى وباتت الاجيال المتعاقبة تتناوله بشهية .
ووضع الاردنيون شروطا عدة عند تناول المنسف منها استخدام يد واحدة وعدم جواز استخدام كل اليد عند تجهيز اللقمة واقتصارها على ثلاثة اصابع باليد اليمنى .
وعابوا النفخ على اللقمة حتى لو كانت ساخنة جدا أو كشف ارضية سدر المنسف في أثناء الاكل وعدم مد اليد على الراس لاكل اللسان او اي جزء منه اذا كان في الحضور رجل كبير وذو شان واقف على المنسف اضافة الى عدم الحديث وفي الفم طعام.
وشملت ادبيات تناول المنسف أكل قطعة اللحم الموالية لك كاملة وعدم ملامسة الاصابع للفم في اثناء الاكل وتقديم اللحم لجارك على المنسف اذا كانت كمية اللحم امامه قليلة او فيها عظام.
ومنع الاردنيون المعزب من تناول الطعام مع الضيوف ليكون دوره التنقل من منسف الى آخر و" فت " اللحم أمامهم وتقديم اللبن والترحيب بهم وترديد عبارة " المعزب رباح " أي هو الرابح لان ضيوفه تناولوا طعامه.
كما طالبوا الواقف على المنسف اذا كان ذا شأن او كبيرا في السن عدم مغادرة المنسف والانتظار حتى اكمال الجميع طعامهم اضافة الى عدم نثر الطعام على الطاولة او على الملابس في اثناء الاكل مثلما تجهيز اللقمة جيدا قبل تناولها.
وتعود حكاية المنسف الى الملك المؤابي العربي الاردني ميشع الذي نسف كل العهود مع اليهود العبرانيين قبل اكثر من 3 آلاف سنة وانتصر عليهم في اول معركة ضد اليهود في التاريخ بعد ان أطاعه شعبه بطهي اللحم باللبن في يوم حدده سابقا.
والملك ميشع كان حاكم مملكة مؤاب الممتدة من نهر الزرقاء حتى الحجاز وغربي النهر وشرقيه ، وكان يحكمها من مكان قلعة الكرك حاليا.
ويؤكد عالم التاريخ والأدب الدكتور يحيى العبابنة في روايته " قربان مؤاب " ان النسف جاء بعد تمادي اليهود العبرانيين على العرب المؤابيين وعدم التزامهم بكل العهود مع الملك ميشع، مشيرا الى تحريمم العقيدة اليهودية تحريما قاطعا طهي اللحم باللبن كما ورد في الاصحاح 17 هذا التحريم الصريح والواضح.