رئيس الوزراء يرعى حفل اطلاق مشروع شمس معان
رؤيا - بترا - رعى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور مساء اليوم الاثنين، حفل إطلاق مشروع شمس معان، لتوليد الكهرباء من الخلايا الشمسية الكهروضوئية بحضور سمو الاميرة سمية بنت الحسن.
كما حضر حفل الاطلاق الذي اقيم بفندق حياة عمان عدد من الوزراء والنواب والأعيان وشيوخ ووجهاء محافظة معان.
واكد رئيس الوزراء خلال حفل الاطلاق، ان مشروع شركة شمس معان لتوليد الكهرباء من الخلايا الشمسية الكهروضوئية يعتبر أضخم مشروع ليس في الاردن فقط وانما على مستوى منطقة الشرق الاوسط.
كما اكد ان تنفيذ هذا المشروع الريادي في معان يأتي تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، بإنشاء مشاريع ريادية في المحافظات، مثلما يأتي في الوقت الذي تتوجه فيه الحكومة للتركيز على مشاريع الطاقة البديلة، خصوصا بعد ان عانى الاردن كثيرا من تبعات الربيع العربي المتمثل خصوصا بانقطاع الغاز المصري الذي اوقع خسائر قدرت بـ 3 مليارات دينار.
واشار الى ان الاردن كان سباقا وفي طليعة الدول العربية التي اصدرت في عام 2012 قانون الطاقة المتجددة كما قامت الحكومة باصدار انظمة وتعليمات توفر البيئة التشريعية المناسبة، لافتا الى انه رافق هذه التشريعات توجه استراتيجي شمولي من خلال الاستراتيجية الوطنية للطاقة للاعوام 2015 - 2020.
ولفت الى ان الحكومة تقوم حاليا بتشجيع المشاريع التي تقوم او حتى تستخدم الطاقة البديلة في انتاجها كما تقوم بتقديم الحوافز اللازمة لمستخدمي الطاقة البديلة بما في ذلك حوافز للمستمثرين في توليد الكهرباء وكذلك للمستخدمين.
واشار الى ان وزارتي التخطيط والتعاون الدولي والنقل، قامتا مؤخرا بإنشاء مشروع تركيب الخلايا الشمسية المولدة للطاقة الكهربائية، ما يدلل على اهتمام الحكومة بالطاقة البديلة.
واكد رئيس الوزراء، ان ما يزيد من اهمية هذا المشروع هو وجوده في مدينة معان التي تصنف انها من اكثر المناطق في العالم التي تتعرض لأشعة الشمس، كما ان هناك مزايا تنافسية اخرى في مجال الطاقة المتجددة من حيث الطبيعة المنبسطة للارض والارتفاع عن سطح البحر واعتدال الحرارة وانخفاض نسبة الرطوبة والغبار نسبيا، بالاضافة الى القرب الجغرافي من شبكة الضغط العالي والمتوسط الوطنية لنقل الكهرباء وكذلك الطرق الرئيسة.
وقال: كما يأتي هذا المشروع في محافظة تصنف من اكثر محافظات المملكة حاجة للمشاريع بوجود نسبة فقر مرتفعة، لافتا الى ان هذا المشروع من المتوقع ان يوفر اكثر من 500 فرصة عمل خلال فترة البناء والتركيب، وحوالي 50 فرصة عمل دائمة بالاضافة الى نقل العلم والتكنولوجيا والمعرفة.
واعرب النسور عن الشكر والتقدير للجهات المستثمرة في هذا المشروع وهي شركة نبراس القطرية المملوكة لشركة الكهرباء والمياه القطرية، وشركة قطر للبترول الدولية المحدودة وشركة قطر القابضة ومجموعة متسوبيشي اليابانية، وشركة قعوار للطاقة.
وثمن مساهمة اليابان بهذا المشروع، مؤكدا انها شريك استراتيجي ومهم للاردن، خاصة في مجالات الطاقة حيث ستسهم من خلال هذا المشروع في اضاءة مصباح واحد من كل 6 مصابيح تضاء في المملكة، اضافة الى ان مجموع الطاقة الكهربائية المولدة من هذا المشروع ومن مشروع التوليد الخاص الثالث يبلغ نحو 625 ميجا واط.
وقال رئيس مجلس ادارة شركة شمس معان لتوليد الطاقة كريم قعوار، ان مشروع شمس معان من المشاريع الرائدة في مجال الطاقة المتجددة في الأردن، مشيرا الى ان هذا العام سيمثل نقطة للالتزام القوي بإيجاد الحلول العملية لمشكلة الطاقة في الأردن، لاسيما وان المشروع تم تصميمه طبقاً لأعلى المعايير العالمية وباستخدام الخلايا الضوئية المستدامة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.
واضاف ان الأردن يتمتع بإشعاعات شمسية تزيد عن 2000 كيلو وات / ساعة، لكل متر مربع سنوياً في منطقة معان وهي من أعلى النسب العالمية، مؤكدا الاهمية القصوى لهذا المشروع الحيوي بالنسبة للأردن ومستقبل الطاقة النظيفة فيه.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نبراس للطاقة خالد جولو، ان مشروع محطة شمس معان يعتبر توسعا للاستثمارات القطرية في مجال توليد الكهرباء في الاردن، في ظل وجود فرص الاستثمار الوافرة والنمو المتزايد للطلب على الطاقة على المستوى العالمي، مؤكدا ان شركة نبراس ستعمل على الاستفادة من مواردها وقدرتها بصورة فعالة بتقديم حلول متكاملة وموثوقة باستخدام مصادر متعددة وبأسعار تنافسية.
من جهته قال رئيس مجلس الادارة في شركة ميتسوبيشي ميكييو ساساكي، ان مرحلة بناء مشروع شمس معان تعتبر الاضخم في الاردن بعد ان حققنا نجاحا في مشروع التوليد الخاص الثالث IPP3 خلال نيسان الماضي، والذي يعتبر الاضخم عالميا، وافضل مصنع لتوليد الطاقة بمحركات الديزل بقدرة توليد تصل الى 573 ميجاواط والذي نجح بدخول موسوعة جينيس للارقام القياسية.
وقال نائب الرئيس والمدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط في شركة فيرست سولار أحد شركاء المشروع أحمد ندا، إلى ان المشروع يشكل نقلة رائدة ومهمة للأردن في مجال الطاقة النظيفة.
وأضاف: "يشهد العالم في وقتنا الحالي تحولاً هائلاً في تعريف طرق وأساليب توليد الطاقة، مشيرا الى انه وللمرة الأولى أصبحت الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة حقيقة بفعل طلب السوق ووفق أجندات مستدامة.
وقال ان مشروع شمس معان خير مثال لهذا التوجه الذي يؤدي إلى تحقيق استقلالية الطاقة بما يلعبه من دور هام في دفع عجلة النمو والتطور.
ويعتبر المشروع محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة توليدية تصل الى 5ر52 ميجاواط باستخدام الخلايا الشمسية الكهروضوئية، لاسيما وانه سينتج طاقة نظيفة مصدرها الشمس بحلول نهاية 2016 بناء على الاتفاقية الموقعة مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية.
كما يعتبر المشروع احد اضخم المحطات في المنطقة والاكبر في الاردن يتم تطويره بملكية خاصة حيث بلغ حجم الاستثمارات فيه حوالي 170 مليون دولا تقريبا.
يشار الى ان المشروع الذي اقيم على مساحة 2 مليون متر مربع سينتج من خلال أحدث التقنيات المستخدمة في هذا المجال، 160ميجاوات/ ساعة سنوياً، بما يعادل 1 واحد بالمئة من إنتاج الأردن الحالي للطاقة الكهربائية، كما سيمنع من خلال هذه التقنيات انبعاث 90 ألف طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون، اضافة الى الأثر الايجابي الذي سيلمسه المواطن على الجانبين الاجتماعي والاقتصادي لمنطقة الجنوب.