مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

1
Image 1 from gallery

رحيل أول صانع للكنافة النابلسية في عمان

نشر :  
22:40 2015-06-01|

رؤيا - الغد -  للمرة الأولى، منذ ما يزيد على 60 عاما، تغلق حلويات حبيبة بفروعها الأربعة المنتشرة في عمان، أبوابها، حدادا على روح مؤسسها الحاج محمود حبيبة، الذي رحل أمس، مخلفا وراءه إرثا "اقتصاديا واجتماعيا" كبيرا كأول صانع لـ"الكنافة النابلسية" الأشهر في المدينة، والتي باتت جزءا من فولكلور عمان، ووسط بلدها تحديدا.


قدم الحاج محمود، المولود في حارة الياسمينة في نابلس العام 1927، إلى عمان العام 1948، شابا يافعا، لينقل فن صناعة الكنافة النابلسية من موطنها الأصلي "نابلس" إلى معشوقته "عمان"، ولتصبح (نابلسية - عمانية) بامتياز.


في البدايات، يقول الحاج محمود كما نقل عنه، "كنت أشمر عن ذراعي في السادسة صباحا، لأقدم أول سدر كنافة لزبائني في السادسة والنصف، أما الآن فقد أوكلت المهمة لأبنائي وأحفادي، الذين واصلوا صناعة الكنافة والحلويات بنفس الطريقة الأولى، وبنفس الجودة والمذاق".


ويضيف "كانت صناعة الحلويات في تلك الفترة تتم بطرق يدوية وبدائية، فعملت على تطوير صناعة الحلويات وتوسعتها. عملت وبمساعدة دائمة من أبنائي على تطوير صناعة الحلويات بجميع أنواعها وأشكالها، والارتقاء بها إلى أعلى درجات الذوق والتميز".


في العام 1951 قام الفقيد بتأسيس "حلويات الحاج محمود حبيبه"، في محل صغير وبسيط وسط مدينة عمان، وتحديدا في شارع الملك فيصل-  دخلة البنك العربي، حيث يعرفه كل الأردنيين تقريبا، إضافة إلى زوار المملكة من عرب وأجانب، يصطفون باستمتاع منقطع النظير، في طابور طويل، للحصول على صحن كنافة "ناعمة أو خشنة".


لا بد لزائر وسط البلد أن يمر بحلويات حبيبة.. هكذا يقول عشاق "الكنافة" الدائمون.. فلا يحلو "قاع المدينة" دون المرور بحبيبة، وتناول طبق الكنافة على الرصيف.. لنا معه ذكريات جميلة في الأفراح والأتراح معا.


كان الحاج يردد دائما: "عائلتي هي سندي. زوجتي، في أول تأسيسي محل وسط البلد، كانت تغلي الجبن، وكانت تنقّي المكسرات للكنافة. وأبنائي وأحفادي يساندونني جميعا. كلٌ منهم يقدم خدماته الملموسة. أريد لهذه الدماء الجديدة أن تكمل ما أسسته أنا".


حسن أبو علي، صاحب كشك الثقافة العربية، الملاصق لحلويات حبيبة، يقول  إن معرفته بالحاج محمود تعود لأكثر من خمسين عاما.

 

ويضيف "عرفته رجلا عصاميا واقتصاديا فذا. يحب عمان ويغار عليها. كان رجلا معطاء، يتحدث بحب وشغف عن "الكنافة"، وكان جاء بها من نابلس لعمان، التي بنى فيها صرحا اقتصاديا مميزا، حيث غزت منتجاته أسواق العالم".


ويقول أحمد صندوقة "أزور وسط البلد يوميا. وفي كل يوم أتناول المذاق الفريد الذي يعود للخلطة اللذيذة والنكهة الطيبة لكنافة حبيبة، (الناعمة أو الخشنة)".


من جهتها، تقول أم علي المزرعاوي "بوفاة مؤسس حلويات حبيبة تكون عمان فقدت أحد أشهر صانعي الحلويات فيها". وتضيف أنها ترتاد محل حبيبة للحلويات في دخلة البنك العربي منذ طفولتها، لأن حبيبة معلم من معالم وسط البلد، ولا بد لزائري قاع المدينة، المرور عليه، وتناول مذاق كنافته اللذيذة، من مختلف صنوف البشر وطبقاتهم المعيشية.


وتتابع أم علي "من تناول كنافة حبيبة لا بد أن يعود إليها، لجودتها المرتفعة والمصنعية المتقنة".