الكشف عن أضخم مشروع تهويدي سيقام بالقرب من الأقصى المحتل
رؤيا - الراي - كشف المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى امس الأربعاء تفاصيل جديدة متعلقة بأضخم مشروع تهويدي سيقام بالقرب من المسجد الأقصى المبارك، هو مشروع «الهيكل التوراتي- مركز كيدم».
وأشار المركز في تقرير مدعم بالصور والخرائط أنه من المقرر أن تعقد أذرع الاحتلال جلسة خاصة بهذا الشأن، ومن المتوقع أن تتبنى الحكومة الاسرائيلية الجديدة هذا المشروع، مبينة أن هنا أنباء ترددت حول سعي الاحتلال لتدشينه عام 2017 ضمن احتفالاته «باليوبيل الذهبي»، بمناسبة مرور 50 عامًا على احتلال شرقي القدس والأقصى.
وبحسب الخرائط فإن المبنى الذي سيشيده الاحتلال عند مدخل حي وادي حلوة، على بعد 20 مترًا جنوب اسور المسجد الأقصى المبارك، يتضمن بناء سبع طوابق، خمسة منها فوق سطح الأرض، واثنان تحتها، على مساحة ستة دونمات، وعلى مساحة بنائية تصل الى نحو 17000 متر مربع.
وتشير مستندات تعليمات مخطط «الهيكل التوراتي» الذي يحمل مخطط رقم 13542 إلى أن المبنى سيقام على قطعة أرض حفرتها ما تسمى «سلطة الآثار الإسرائيلية» منذ سنوات طويلة، وما زالت مستمرة في عمليات الحفر، وسيشكل بعنوانه الأساس مركز استقبال رئيس لكل الوافدين والزائرين الإسرائيليين والأجانب لمنطقة محيط الأقصى والقدس القديمة وسلوان، والبراق.
وهذا يعني أنها ستكون مركز تجميع وتوزيع على كل المرافق التي يسعى الاحتلال الى تهويدها ويمرر من خلالها الروايات التلمودية، ومنها شبكة الأنفاق التي حفرها ويحفرها أسفل سلوان والأقصى ومحيطه.
ويتضح من الوثائق « لبروتوكولات مناقشة المخطط المختلفة قول رئيس بلدية الاحتلال في القدس «نير بركات» أن هذا المبنى والمشروع الاستراتيجي لمدينة القدس يخطط له استقبال نحو 10 مليون زائر سنويًا.
ومن ضمن المبنى العام ستكون طوابق مختلفة الأهداف والاستعمال، طابق كبير لعرض الآثار- من وجهة نظر احتلالية- موقف سيارات آلي وآخر عادي، يتسع بمجموعه لنحو 300 سيارة، قسم للخدمات السياحية، يتضمن استعلامات، صفوف تعليمية، عروض، مسرح، قاعة اجتماعات واسعة، مقتنيات أثرية، قسم إدارة المركز.
وسيحتوي المركز بمجمله على مساحة 400 متر مربع تجارية، كنقاط لبيع المقتنيات التذكارية أو مقهى/مطعم خفيف.
وتبيّن الصور والمستندات والخرائط أن المبنى متدرج، وسيكون له مدخل رئيس على مستوى الشارع من الجهة الشرقية الجنوبية، بمحاذاة مدخل البؤرة الاستيطانية - مركز الزوار مدينة داوود-، كما سيكون معبر تحت الأرض يوصل بين الموقعين.
كما سيكون في الطرف الغربي من المبنى في أسفله معبر وطريق تحت الأرض توصل إلى مداخل النفق الذي يحفر تحت الأرض عند مدخل حي وادي حلوة، والذي يتفرع منه الدخول إلى مساري شبكة الأنفاق، الأول يتجه شمالًا صوب الأنفاق أسفل الأقصى، وجنوبًا صوب الأنفاق أسفل سلوان.
وسيكون هناك مدخل من الجهة الشمالية الغربية على مستوى شارع حي المغاربة من الجهة الفوقا، في حين ستشكل سقوف المركز التي تصل ارتفاعاتها بمحاذاة ارتفاع سور القدس التاريخي العثماني - أقل بنحو أربع أمتار من النقطة العليا المحاذية.
وبين المركز أن المشروع المذكور أصلًا -وبحسب الوثائق- سيقام على أرض فلسطينية مقدسية مساحتها 6 دونمات، لافتًا إلى أن هذه الأرض كانت تستخدم للزراعة وخدمات أخرى قبل عام 1967، ولكن بعد ذلك وضع الاحتلال يده عليها، وقبل سنوات تم نقل صلاحية التصرف فيها إلى جمعية «العاد» لإقامة مشروع «مجمع كيدم».
ونبه مطلعون ومراقبون إلى وجود عدة مخاطر لهذا المخطط التهويدي، كونه سيقام على أرض مقدسية تمت مصادرتها، كما جرى تدمير مئات الموجودات الأثرية على مدار 12عامًا، في حين أن الحفريات أدت لحدوث تشققات وانهيارات في المنازل المجاورة والشوارع.
وبحسب الوثائق والمستندات، فان المخطط يهدف إلى السيطرة على محيط المنطقة، وتأسيس بؤرة يمكن توسيعها إلى داخل حي وادي حلوة، وهذا يعني ترحيل آلاف المقدسيين، كما سيشكل أساسًا لهجوم واقتحام جماعي واسع واستهداف مباشر للمسجد الأقصى، مشيرة إلى أن سقف البناء سيشكل نقطة مراقبة ورصد للبلدة القديمة.