نبض البلد يناقش تجديد النخب السياسية في الاردن
رؤيا- معاذ أبو الهيجاء- ناقشت حلقة نبض الخميس، قضية تجديد النخب السياسية في الاردن، حيث استضافت كلا من استاذ علم الإجتماع د.صبري اربيحات، والكاتب والمحلل السياسي جهاد المومني.
وقال د. صبري اربيحات إن مفهوم النخبة مفهوم متداول منذ عشرات السنوات، حيث أن النخب أنواع، ولكن الحديث الاكثر عن النخب السياسية، والتي تعني أنها :" المجموعة التي تملك القدرة على التأثير في صناعة القرار"، فالنخب مجموعات تملك خبرة وموهبة، وهي تعمل بتنظيم عال دون وجود قواعد مكتوبة لتحقيق مصالحها، وتعمل على صناعة القرار.
واعتبر أن مفهوم النخبة اصبح سلبيا، لأنه يعني حصر الحكم في فئة، وهو عكس الديمقراطيات التي تفتح المجال وتوسع المشاركة الشعبية.
وبين أن تشكيل النخبة السياسية يأتي من مختلف النخب المهنية و الثقافية وغيرها، والنخبة دائما فيها صراع ومزاحمة بين اعضاءها على المصالح.
ورأى أن الاردن لا يوجد فيها نخب تملك قضايا مبلورة لدى النخب، فسلوكها ارضائي لصاحب القرار، وتكتسب مكانه بمقدار قربكها من صاحب القرار او الاحياء أنها قريبة، فهي مباراة بين مجموعة اعضاء الطبقة الذين تشكلت من عدة عوامل كل شخصية تحاول أن تقدم سيرتها الذاتية أكثر من التركيز على الافكار و البرامج المطروحة، فهي تعبير عن الاستعداد للخدمة للتوظيف، أكثر من تقديم مقترحات نخبوية فعالة.
ولفت إلى أن النخب فيها ثلاث صراعات نخب صاعدة "تنافس، و نخب مستقرة والتي في مواقع الخدمة، والنخب الآفلة التي انتهت، فالاولى طرحها ثوري، و الثانية تبريري، والثالثة متشآئمة، وهي موجود في ساحتنا الاردنية، ولكن حين تصل النخب الصاعدة لمحل القرار يصبح نهجها تبريري، والموجودة حين تصبح افلة تبدأ بالتشاؤوم.
واكد أنه ولم يتطور لدينا اطروحات فكرية ناضجة تشكل بدائل لتحديد أين نسير، إنما ننتظر التوجيهات كيف نسير.
وقال إن المثقفين لم يتم توطيعهم جميعا، ولكن طوع بعضهم، من خلال الاغراءات.
وعن الاحزاب ودورها في صناعة النخب أوضح بأن الحركة الحزبية ليست اصيلة فمعظم الاحزاب، تقوم على عقلية مورثه بأنهم ابناء زعماء سابقون ويعتقدون أن لهم استحقاق ومن خلال الاحزاب يريدون استعادتها.
وأضاف بان الانتهازيون في الاحزاب يخرجون منها من أجل السلطة، والانتهازيين ويستجيبون لأي مصلحه، فلا يوجد مبادئ وقيم نحاول الحفاظ عليها، و ترتبط بقضايا المجتمع.
واشار إلى انه لا يوجد تقسيم للعمل على مستوى النخبة أو غيرها، فأي شخص يمكن أن يزعم انه صاحب استحقاق لأي منصب، لأن المسالة ترجع لنوعية الخطاب الذي يقدمه وليس الكفاءة والمقدرة.
وقال إن هناك ضبابية في العمل فلا يوجد نمط معين نسير عليه نحو هدف معين، بل اعمال عشوائية متباينة ومتفاوته لا تقطع مسافة نحو التقدم.
وذهب إلى القول بأن خطاب التغيير لا نجد له اي شيء يدلل عليه ما أوجد يأس عند الناس، فالتكرار استفحل في الانتخابات البلرمانية فحين تبدا الحملات الانتخابية ويقدم المرشحون المشاريع لا يتم الوفاء لهم ما اوجد حالة احباط عندهم.
وأكد أن هناك غياب للرؤيا في ما يتعلق باستقالة وزير الداخلية، ومدير الامن العام وقائد قوات الدرك، فكان يجب ان يخرجوا ببيان يظهروا فيه لماذا تمت الاستقالات حتى يدرك الناس الاسباب، بدل ان يتركوا كل يفهم ما حصل كما يريد، فغياب التنسيق في كل المؤسسات موجود ، فلابد من رسالة واضحه تبين للناس، عندها سنعرف سبب ، ولذلك كان على ورئيس الورزاء ان يكون أكثر وضوحا في هذه المسألة.
وتاريخيا كانت النخب تصنع في المجتع، وحين نشات الدولة اصبحت تتدخل في ذلك وتدعم بعض الشخوص للقفز عن النخب، فصناعة النخبة تقوم عليها الأجهزة الامنية و الحكام الاداريون، بدأ من شيوخ العشائر الذين يتم تعينهم التسهيلات للدخول في الانتخابات.
ودعا لبناء قيم مواطنة واسعة وجعل الناس تتنافس على اراضيتها المختلفة، ولابد من تغيير منهجيتنا، وفق اسس جديدة، فكلنا ابناء الوطن ونريد ان يتقدم، وإن بقينا بنفس العبث الذي تقوم به "شلل" داخل منظومتنا السياسية فسيؤذي مستقبلنا.
وختم حديثه بالقول:" إن للإعلام دور في جسر الفجوة بين الجماهير الواسعة التي لها حق في ادارة شؤونها و النخبة التي تدير شؤونها ولذلك تحرص النخب على استخدام الاعلام فكل مجموعة نخب تدور في فلكهم عدد من الاعلاميين ويصورهم بانهم انبياء بلا رسالة.
اما جهاد المومني فأوضح أن النخب تربى من خلال الدولة، ومن خلال اختبارهم ومنحهم الفرص العملية لاثبات مدى قدرتهم على القيادة، ومع الوقت تتراكم الخبرات لديهم، وبدون ذلك تتراجع المستويات ونصبح بلا خبرات.
والنخب السياسية هي نخبة النخبة، لان السياسية تلعب دورا حاسما في ادارة البلد، وقيادة الدولة، مضيفا بان الوضع في الاردن اليوم لا يمكن أن نقول أن النخب في عنفوانها وقوتها ولا نقدر أن نقول ماتت، ولكن هي بحاجة إلى اعادة للتشغيل والتفعيل لها.
واعتبر بان هناك عمليات اقصاء و تهميش لنخب و اماتة لنخب في عز شبابها، وهي في مراحلة البلد بأمس الحاجة لها وهي تتنظر الفرص التي لا تاتي.
وحول النخب الحزبية فقال إنه لا يوجد نخب حزبية، فهي راكمت عملها خارج الدولة، أو راكمت افكارها من الخارج، فالنخب الحزبية غير قادرة على ادارة انتخابات أو الحصول على نتائج جيدة على سبيل المثال.
ولفت إلى أنه لدينا نخب سياسية، ولكن النخب الافلة لم يجري الإستفادة منها بالشكل الكافي، فلم يكن لها حاضنة على مستوى الدولة، فالاردن فقط يتخلى عن نخبه عكس الدول الأخرى، ويتم التخلي عن طواقم كاملة، رغم طاقتها وقوتها فلماذا لا يتم الاستشارة منها فقط.
واضاف إن من يمتلك المحسوبية، ومعرفة على أعلى المستويات، ياخذ عدة عضويات في الشركات و الادارات فأصبحت قضية تنفعية بحتة، فلم تعد المسألة الاستفادة من النخب بل افادتها.
ورأى بأن الاردنيون لديهم حالة من الاحباط نتيجة تراكمات للتغير السريع غير الهادف، فأطول حكومة مكثت عامين .
وأوضح بان صناعة النخب أكبر من الحكومات، ولو كنا على الطريق السوي لوجدنا النخب هي التي تصنع الحكومات، وولكن النخب تصنعها الدولة بمؤسساتها المختلفة، مضيفا بان الحكومات عندنا تقضي على النخب، فاول مهمات حكومتنا هي القضاء على النخب وتساندها مؤسسات معينة، فصناعة النخب لا تتم بقرار، فهناك فرق بين احضار صاحب خبرة، وبين النخبة التي نحتاجها وقت الحاجة.
وتساءل عن النخب الاعلامية وعن وجودها ، وماذا تفعل، ومن يدير الإعلام، فهل هناك اعلام وطني كما يريد الملك؟؟؟
وكشف لأن هناك فئات دخلاء على الإعلام وعلى النخب الإعلامية، عملت على تشويه الإعلام بمباركة رسمية، فالنخب الاعلامية الحقيقية مستثناة ويحل محلهم دخلاء، فالنخب الاعلامية تراجعت مثل شيوخ العشائر الحقيقين الذي كان" يمون" على كل عشيرته.