محتجون في شرق أوكرانيا يستولون على مقرات حكومية ويطالبون باستفتاءات حول وضع أقاليمهم
رؤيا - قامت الشرطة في مدينة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا بمحاصرة مقر إدارة مقاطعة دونيتسك بعد قيام نحو 200 من المتظاهرين بالاستيلاء عليه يوم الأحد 6 أبريل /نيسان. ونقلت قناة "1+1" المحلية عن النشطاء الموالين لروسيا أنهم قرروا تشكيل "مجلس شعبي للمقاطعة"، معربين عن عزمهم الاعتصام في المبنى حتى انعقاد مؤتمر في المدينة بمشاركة ممثلين عن أقاليم أخرى من شرق أوكرانيا وجنوبها. وأفاد النشطاء بأن قوافل من قوات الشرطة تتوجه نحو مقر الإدارة.
فيما قالت وسائل إعلام محلية إن مئات من المتظاهرين يستعدون لإقامة مخيمات في محيط المبنى. وكان نحو 2000 شخص تظاهروا في المدينة اليوم رافعين أعلاما روسية وأخرى تابعة لحركة "الكتلة الروسية" المحلية. وطالب المتظاهرون بتحديد موعد استفتاء حول الوضع القانوني لمقاطعة دونيتسك، كما أعربوا عن تضامنهم مع عناصر قوة "بيركوت" الأمنية الخاصة التي أمرت السلطات الجديدة في كييف بحلها بعد مواجهات بين عناصر هذه القوة والمحتجين وسط العاصمة الأوكرانية في شهر فبراير/شباط الماضي.
وتلبية لمطالب المحتجين، قامت هيئة الأمن الأوكرانية بالإفراج عن نشطاء تم احتجازهم على يد الأمن سابقا. وكان نشطاء نظموا مظاهرة منفردة في مكان آخر من المدينة، مطالبين باستقالة السلطات الجديدة في كييف وإعطاء اللغة الروسية صفة لغة رسمية ثانية، إضافة إلى مطلب الإفراج عن زعيمهم ألكسندر خاريتونوف الذي أعلن نفسه "محافظا شعبيا" لمقاطعة لوغانسك. وأعلن المتظاهرون عن تأسيس "مجلس التنسيق الشعبي" من أجل "مقاومة الظلم والفوضى السائدين في البلاد". وكان خاريتونوف قد اعتقل في 14 مارس /آذار الماضي على يد عناصر هيئة الأمن الأوكرانية بتهمة ضلوعه في "محاولة لإسقاط النظام الدستوري" في اوكرانيا.
هذا وفي مدينة أوديسا جنوب اوكرانيا خرج الآلاف إلى الشوارع متحدين أوامر السلطات، احتجاجا على القمع السياسي في البلاد. وتجمع المتظاهرون في أحد الميادين بوسط المدينة، حيث أقاموا خيما ييجري فيها جمع التواقيع دعما لإجراء استفتاء حول إعطاء اللغة الروسية صفة لغة رسمية، وفك مركزية السلطة وتحديد نهج البلاد في سياستها الخارجية. كما طالب المتظاهرون بالإفراج عن نشطاء محليين احتجزهم الأمن الأوكراني بحجة "المساس بوحدة أراضي البلاد". هذا وشهدت مدينة دنيبروبتروفسك في شرق أوكرانيا أيضا مظاهرات صغيرة لكل من مؤيدي سلطات كييف ومعارضيها الموالين لروسيا الذين طالبوا بتنظيم استفتاء حول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي (يضم روسيا وبيلاروس وكازاخستان)، داعين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المزمع إجراؤها في 25 مايو/أيار القادم، كما أحرقوا علم الاتحاد الأوروبي.
هذا وشهدت مدينة خاركوف ايضا الواقعة في شرق اوكرانيا تظاهرتين لدعم تحويل أوكرانيا إلى دولة فدرالية، نظمتهما حركتا "الكتلة الأوكرانية الشرقية" و"جنوب الشرق". ورفع المشاركون فيهما أعلام كل من روسيا وأوكرانيا والحزب الشيوعي الأوكراني، هاتفين "استيقظ أيها الشعب الأوكراني" و"نعم لاتحاد الشعبين الشقيقين". كما طالب المتظاهرون بإجراء استفتاء حول الوضع القانوني للمناطق الشرقية من البلاد واضفاء الصفة الرسمية على اللغة الروسية في اوكرانيا. واشتبك متظاهرون موالون لروسيا مع نشطاء يعتقد أنهم من عناصر تنظيم "القطاع الأيمن" الأوكراني القومي المتطرف بالقرب من مسرح وسط المدينة.
وحدثت الاشتباكات بعد أن اقترب شخصان من المشاركين في مسيرة موالية لروسيا وسط المدينة وأبلغاهم بوجود مجموعة من نشطاء "القطاع الأيمن" قرب المسرح. وفصل حاجز من رجال الشرطة بين المتظاهرين من كلا الجانبين. وفي المساء استولى المحتجون على مقر ادارة مقاطعة خاركوف ورفعوا العلم الروسي فوق المبنى. وفي مدينة لوغانسك شرق أوكرانيا سيطر محتجون موالون لروسيا على مبنى لهيئة الأمن الأوكرانية. وقالت إحدى القنوات التلفزيونية الأوكرانية إن عددا من المتظاهرين وعناصر الأمن أصيبوا بجروح أثناء عملية اقتحام المبنى.