"القمة العربية" على طاولة نبض البلد
رؤيا- محمد المجالي- تناولت حلقة نبض البلد التي تبث عبر فضائية رؤيا مساء السبت "القمة العربية"، واستضافت كلا من فالح الطويل – سفير أسبق و د. حسن المومني – أكاديمي وطلال الماضي – أمين عام حزب الجبهة الأردنية الموحدة.
وقال فالح الطويل "ان الحديث عن الاولويات بالنسبة للقمة العربية ليس بمكانها، وكل الأخطار التي تهدد الامة العربية حيث لا تأتي الاولويات الا عندما تتوفر لديهم كل الامكانيات".
واضاف انه لأول مرة بتاريخ القمم العربية كان البيان الختامي واقعي وعلمي ومدروس وبدون لبس وبدون ان يضيع أي موضوع، وقد اشار البيان الى ان هناك أخطار تحدق بهذه التوجهات وتحديات والبحث عن اسبابها ثم وضع الترتيبات لمواجهتها.
وشدد الطويل بأن الخطر الاسرائيلي هو الأهم، ولكن الأن لا نستطيع مواجهتها طالما لم نرتب بيتنا الداخلي، ولا نستطيع مواجهتها وهذا الحطام والركام موجود، وقد جاءت هذه القمة بعد ان بلغ السيل الزبى وعلينا ان نبدأ باليمن حيث ان التدخل الايراني كان واضح في الشأن اليمني، وان نبدأ من الهّين الذي يمكن الخلاص منه لان الصعب معقد.
وبيّن ان عناصر الحوثي هم مجموعة غير واعية وهم لا يشكلون دولة ولا حتى كمليشيا ويمثل خطرهم على باب المندب بتهديد مباشر، كما ان مصر تتعرض للخطر فقرروا بهذا الحلف ان يقوموا بسرعة بمواجهة هذا الخطر.
ولفت الطويل بأن الخطر داهم على كل الدول العربية على الاردن ومصر ودول الخليج والسودان وتونس وحتى دول المغرب، ويجب التعاطي معها دفعة واحدة حيث اننا الان نواجه ايران في اليمن وفي سوريا وفي العراق والامر بات معقدا.
وقال "الجيش السوري البري لا يعمل، وهو فقط بالطيران الحربي ويضرب بالبراميل المتفجرة والقوات الايرانية داخل سوريا تتواجد بـ10 ميايشيات وقد اخذت مكان الجيش السوري بما في ذلك حزب الله لضرب المدنيين ولمواجهة تنظيم داعش وجبهة النصرة وقد تحولت الى دولة فاشلة ولا تسيطرعلى ارضها وقد شاهدنا اليوم ما حصل في ادلب".
واضاف "اعتقد ان القوة العربية بعد اليمن ستتدخل في ليبيا لأن هناك وساطة دولية للوصول الى حل لهذا الموضوع، فالاسلحة الموجودة بشكل كبير على الارض الليبية بحيث يستطيع 10 اشخاص من تنظيم ميليشيا لقتل المدنيين، فلذلك نحتاج الى تدخل بمعنى الضغط لمساعدة الحكومة الشرعية المعترف بها في ليبيا.
واوضح ان الموضوع السوري مختلف تماما فالمجتمع الدولي والانقسامات والتحالفات في هذا السياق تجعل من الموضوع السوري يصعب حله في المدى القريب.
من جانبه قال طلال الماضي "ان الاولوية هي القضية الفلسطينية وداعش والحوثيون هم نتاج لظهور الحركات المتطرفة نتيجة الظروف الاقليمية التي عاشتها المنطقة خلال الفترة الماضية وولدت هذه الافكار المتطرفة، وعندما نبحث عن الاخطار فالخطر الرئيسي هي اسرائيل، ومن يعتقد غير ذلك فهو مصاب بالعمى السياسي، واذا نظرنا ان القضية الفلسطينية هي مسألة تخص السلطة الفلسطينية فهذا غير صحيح، فالقضية الفلسطينية اهم قضية واول قضية بالنسبة للعرب".
ولفت الماضي بأن هناك استراتيجية جديدة للمملكة العربية السعودية وممثلة بالنظام الجديد الممثل بالملك سلمان وبالتعاطي مع القضايا التي تؤثر في الامن القومي الداخلي بالنسبة للمملكة السعودية.
واضاف بأن باب المندب بالنسبة للسعودية يشكل أهمية وهي مهدده من المشروع الفارسي المتمثل بإيران ومهدده من اليمن جنوبا والعراق شمالا.
وقال "لا بد من التعامل مع هذا المشروع لإعادة العراق الى الحضن العربي، والحوثي عصابة واصبحت تتعاطى بالشأن اليمني بكل سهولة وقد جاءت الصحوة العربية متأخرة قليلا ولكنها جاءت حيث كان الدور المصري مشغول بالقضايا الداخلية، فكان لا بد من السعودية ان تقود الموقف العربي وما حدث هو ركيزة للمشروع العربي "الحلم".
كما اوضح الماضي ان هناك 3 تهديدات تواجه منطقتنا وهي الخطر الاميركي الاسرائيلي والخطر الفارسي والخطر التركي، والسعودية مؤهلة لقيادة الحلف العربي لافتا بأن يكون هناك تصالح مع النظام العربي الرسمي.
واشار بأن بعض الدول العربية لها مصالح مع هذه الدول "التهديدات الثلاثة " ولكن المصلحة العربية هي في المشروع العربي والتحالف لمواجهة كل هذه الاخطار والتهديدات.
واكد الماضي بأن العراق يرزح تحت الاحتلال الفارسي وتحفظ العراق على الحلف العربي خلال القمة العربية ليس بالشيء الجديد وهذه القمة جاءت لتجفيف الينبوع الايراني ووضع حد لتحكمهم في المنطقة.
وبيّن ان الصورة الاشمل للانظمة العربية كان لها تحفظات على فقرات محددة في البيان الختامي للقمة ونتمنى عليها كشعوب ان تحاول بأن تتجاوز ازمة الثقة فيما بينها وان يكون هناك تحت الطاولة امور تقود الى التآمر ويدفع ثمنها في النهاية الشعوب العربية.
ولفت الماضي بأن المسؤولون العسكريون الايرانيون يقودوا الحرب في اليمن وفي العراق وفي سوريا ويقولون ان بغداد هي عاصمة الدولة الفارسية.
من جهته قال حسن المومني "ان تحديد الاولويات في القمة العربية يحددها الاعضاء الفاعلين، والتطورات في اليمن فرضت نفسها واصبحت اولوية لمركز اللاعب الرئيسي وهي السعودية.
واضاف "يفترض ان تكون القضية الفلسطينية هي الاولوية والسعودية فرضت اليمن كأولوية ومصر فرضت تشكيل القوة العربية المشتركة في هذا السياق، والرئيس الفلسطيني اعتبر القضية الفلسطينية هي الاولى، والاردن تنوع، ولا نستطيع الوقوف عند موقف عربي ثابت وهناك مراكز فاعلة في القرار العربي.
واشاؤ المومني ان كل دولة لها مفهومها بأمنها القومي، وللاسف النظام العربي عانى من التفكك وقد وجهت دعوات في السابق للعودة الى الاتحاد والاتفاق حول امن الامة العربي.
وبيّن ان الموضوع اليمني وسيطرة الحوثيين لن تتوقف عند السعودية، والحوثيين مع تحالف علي عبدالله صالح زادت في اضعاف الرئيس عبدربه منصورهادي وحكومته وهذا اعطى فرصة كبية للتدخل الايراني في اليمن.
وقال "مسألة الصحوة والرغبة العربية في احتواء ايران ومفاجأة السعودية بهذا الحلف الذي تشكل من 10 دول، وانا لا اعتقد ان السعودية تهدف الى احتلال اليمن من عاصفة الحسم وانما الهدف الممكن تحقيقه هو ارجاع هذه الجماعات الى طاولة المفاوضات، وربما سنرى خلال الاسابيع والايام القادمة تشكيل زخم يمكن تطبيقه لعمل سياقات في هذا الامر".
ونوه ان تصريحات الاميت العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي حول عاصفة الحسم بأن القوة الحالية التي تشارك في الضربات على معاقل الحوثي في اليمن ليست هي القوة المشتركة التي سيتم تأسيسها في الايام القادمة.