بدء أعمال قمة قادة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل
رؤيا - الأناضول - بدأت في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم الخميس؛ أعمال قمة قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ 28، لبحث عدة قضايا مهمة أبرزها: اتحاد الطاقة، والوضع الاقتصادي في أوروبا، والشراكة الشرقية، والعلاقات مع روسيا والعقوبات المفروضة عليها، والوضع في كل من أوكرانيا وليبيا.
واستهل القادة الأوروبيون قمتهم؛ بالوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا الهجوم الإرهابي، الذي استهدف بالأمس متحفا بالعاصمة التونسية تونس.
ولقد تم التخطيط لعقد قمة ثلاثية بين كل من رئيس الوزراء اليوناني "ألكسيس تسيبراس"، والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، والرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند"، بعد أن باءت محاولات اليونان الرامية لعدم إدراج مسألة ديونها ضمن أجندة القمة، بالفشل.
وقيل إن القمة الثلاثية ستنعقد بحضور كل من "جان كلود يونكر" رئيس المفوضية الأوروبية، و"ماريو دراغي" رئيس البنك المركزي الأوروبي، و"يروين ديسلبلوم" رئيس مجموعة اليورو، لكن زعماء بعض الدول الذين لم تتم دعوتهم للاجتماع أعربوا عن استياءهم من ذلك التصرف.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي "تشارلز ميشيل": إن بلاده "غاضبة" لعدم دعوتها لحضور اجتماع اليونان، في تصريحات أدلى بها قبيل انعقاد القمة الأوروبية، مضيفا: "والحكومة البلجكية لم تفوض ألمانيا أو فرنسا؛ للتفاوض باسمها بخصوص أزمة اليونان". بينما قال رئيس لوكسمبورغ "إكسفير بتيل": "كنا نفضل أن تتم دعوتنا للاجتماع".
هذا وذكرت مصادر دبلوماسية، أن بعض القادة الأوروبيين عبروا لـ"دونالد توسك" رئيس المجلس الأوروبي؛ عن انزعاجهم من هذا التصرف، وطلبوا إمدادهم بمعلومات تفصيلية عما سيجرى في الاجتماع عقب انتهائه.
وفي تصريحات أدلت بها وهي متوجهة للقمة الأوروبية، قالت المستشارة الألمانية أنهم في الاجتماع المرتقب مع اليونان؛ لن يكون هناك أي خطوة هامة أو حل للأزمة اليونانية، مشيرة إلى أن الاجتماع لن يكون مكان اتخاذ أي قرار من هذا القبيل.
ومن جانبه طلب الرئيس الفرنسي من الحكومة اليونانية؛ الإيفاء بالتزاماتها بخصوص الإصلاحات التي تعهدت بها، مضيفا: "لا شيء خاطئ في الجهود التي تبذلها الحكومة اليونانية من أجل الفقراء والمحتاجين، لكننا نريد من الحكومة دفع ضرائب الأغنياء".
ومن المنتظر أن تناقش هذه القمة الأوروبية التي ستستمر ليومين؛ اقتراح تمديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا حتى نهاية العام الجاري، لكن نظرا للخلاف في وجهات النظر حول هذه النقطة؛ فإنه ليس من المتوقع أن يتم اتخاذ قرار في هذا الاتجاه.
وتريد "ميركل" من القمة إصدار قرار كهذا، مشددة على ضرورة أن تكون العقوبات المفروضة على روسيا، مرتبطة باتفاق "مينسك"، الذي تم التوصل إليه بين طرفي الصراع في أوكرانيا في وقت سابق الشهر الماضي، ويدعمها في هذا الرأي كل من بريطانيا ودول البلطيق.
أما العديد من الدول الأخرى مثل المجر والنمسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا؛ فهُم مع فكرة بحث مسألة تمديد تلك العقوبات من عدمه، في المباحثات التي ستتم في شهر حزيران/يونيو المقبل، على أن يوضع في عين الاعتبار التطورات في الشأن الأوكراني، خلال نقاش الأمر، بحسب قولهم.
ووجه رئيس الوزراء الأوكراني "أرسيني ياتسينيوك" نداءً إلى زعماء الاتحاد الأوروبي، دعاهم فيه إلى توحيد المواقف إزاء مسألة العقوبات المفروضة على روسيا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده رئيس الوزراء الأوكراني، في "بروكسل"، بعد لقاء جمعه مع رئيس المجلس الأوروبي "توسك"، في وقت سابق اليوم، ذكر فيه أيضا: "إذا تمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تقسيم مواقف زعماء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي؛ فسيكون ذلك بمثابة أكبر قصة نجاح يحققها في حياته السياسية، وسيتسبب ذلك التقسيم بنتائج كارثية بالنسبة للعالم الحر".
وطالب ياتسينيوك، من زعماء الاتحاد الاوروبي، تقديم الدعم الكافي لبلاده، وإرسال قوة حفظ سلام دولية، تستطيع ضبط حالة الفوضى في المناطق الشرقية من أوكرانيا، التي تشهد نزاعاً مسلحاً بين القوات الحكومية وانفصاليين موالين لموسكو.
يشار إلى أن الرئيس الأوكراني "بترو بوروشينكو"، دعا في منتصف الشهر الماضي، إلى نشر قوات حفظ سلام، تابعة للأمم المتحدة، في شرقي البلاد، لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه مؤخرا في "مينسك".