تقرير: أداء مطري ضعيف في الأردن وهذا ما تحقق من الموسم
- الأردن وبعض مناطق بلاد الشام تعاني حالياً من بداية ضعيفة للموسم المطري
مع انتصاف شهر تشرين الثاني/نوفمبر، يقترب فصل الخريف تدريجياً من نهايته وفقاً للتصنيف المناخي، إذ ينتهي مع نهاية الشهر نفسه.
وفي دراسة أصدرها مركز "طقس العرب"، تم استعراض تقرير شامل يرصد الوضع المطري الحالي في الأردن حتى الآن، متضمناً عدة محاور تشمل تحليل الأداء المطري حتى الآن، وتكرار الأداء الضعيف في بداية المواسم، والعلاقة بين أداء بداية الموسم وأدائه في مراحله اللاحقة.
ويعرف الأداء المطري بأنه الكمية الفعلية للأمطار المتساقطة خلال الموسم الحالي مقارنة بما هو متوقع، والذي يتم حسابه بناءً على متوسط ما هطل خلال الثلاثين عاماً الماضية. ووفقاً لبيانات إدارة الأرصاد الجوية الأردنية، فإن الأداء المطري للموسم الحالي حتى تاريخ 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 يعاني من نقص كبير في كميات الأمطار المتوقعة في كافة مناطق المملكة.
وتوضح البيانات ذاتها أن أي منطقة في المملكة لم تقترب من المعدل المطري المتوقع، إذ تعاني معظم المناطق من شح مطري حاد. بل إن المناطق الجنوبية، مثل العقبة ومعان والطفيلة والكرك، لم تشهد أي هطولات مطرية منذ بداية الموسم. ولم يتجاوز أداء الموسم المطري في تلك المناطق نسبة 10% مقارنة بالمعدل الطبيعي المتوقع الذي يفوق عادة 90%. في حين أن النسبة الإجمالية للأمطار المتساقطة في الموسم حتى الآن لم تتجاوز 1%.
والمناطق التي توجد فيها السدود، مثل شمال ووسط المملكة، تعاني أيضاً من ضعف الأداء المطري، حيث سجلت إربد وعجلون نسبة أداء بلغت حوالي 15%، في حين بلغت في عمّان 1% فقط. وقد كان الأداء المطري أفضل نسبياً في البادية الشرقية، حيث ارتفع إلى 43%.
هل تكررت البداية الضعيفة للموسم المطري سابقاً؟
لا شك أن الأردن وبعض مناطق بلاد الشام تعاني حالياً من بداية ضعيفة للموسم المطري، إذ لم تتأثر المنطقة بأي حالات جوية رئيسية أدت إلى هطول أمطار هامة خلال الـ 45 يوماً الماضية.
وتشير السجلات المناخية إلى أن حالات الانحباس المطري ليست غريبة على مناخ الأردن، الذي يتميز بتذبذب كبير في معدلات الأمطار من عام لآخر، نتيجة وقوعه بين مناخ البحر الأبيض المتوسط والمناخ الصحراوي.
وتفيد البيانات الإحصائية الصادرة عن إدارة الأرصاد الجوية الأردنية بأن المملكة شهدت بداية ضعيفة للموسم المطري في حوالي 50 موسماً من أصل 100 موسم سابق، ما يعكس التذبذب الكبير في الأداء المطري في بداية المواسم. ويؤكد المختصون أنه لا توجد علاقة مباشرة بين هذه الانحباسات المطرية في بداية الموسم وظاهرة التغير المناخي العالمية.
النظرة المستقبلية والتوقعات
في سياق إيجابي، يؤكد خبراء "طقس العرب" أن الأداء النهائي للموسم المطري لا يعتمد فقط على هطولات فصل الخريف، فقد شهدت مواسم سابقة ضعفاً في الأمطار خلال الخريف، إلا أن الأداء السنوي الكلي انتهى بكميات أمطار قريبة أو أعلى من المعدلات الموسمية.
أسباب الانحباس المطري الحالي
يرجع السبب الرئيسي للانحباس المطري الحالي في الأردن إلى غياب الحالات الجوية بأنواعها (المنخفضات الجوية وحالات عدم الاستقرار الجوي)، خاصة تلك التي تزداد عادة في شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر. يعود ذلك إلى غياب الكتل الهوائية الباردة في طبقات الجو العليا القادمة من أوروبا، حيث أدى توزيع الأنظمة الجوية في نصف الكرة الشمالي إلى اندفاع هذه الكتل نحو جنوب شرق أوروبا دون تعمقها بشكل كافٍ نحو منطقة بلاد الشام والأردن، ما حال دون تأثر المملكة بحالات جوية هامة خلال الفترة الماضية.