Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
شركة سويدية تبني أول بيوت في عرض البحر | رؤيا الإخباري

شركة سويدية تبني أول بيوت في عرض البحر

هنا وهناك
نشر: 2015-03-14 06:38 آخر تحديث: 2016-08-06 23:10
شركة سويدية تبني أول بيوت في عرض البحر
شركة سويدية تبني أول بيوت في عرض البحر

لجأت بعض الدول إلى ردم البحر لبناء أحياء سكنية، وبنت دول أخرى منصات طافية لعلاج أزمة السكن. لكن شركة فاتنفالس السويدية تود بناء منصة سكن معلقة شبيهة بمنصات استخراج النفط في البحر.

بيروت: تود شركة فاتنفالس السويدية الجمع بين تقنيات إنتاج الطاقة البديلة على شواطئ بحر الشمال وبين تقنيات بناء السكن المعلق على المنصات في عرض البحر. وتخطط لبناء أول منصة سكنية في العالم، على عمق 90 كيلومترًا في عرض البحر، مقابل جزيرة زولت الألمانية، ويفترض أن تتزود بالطاقة من المراوح الكهربائية العظيمة المثبتة هناك، في إطار مشروع "دان تيسك".
 
مراوح كبيرة
 
قد تصبح المنصة، بعد الانتهاء من بنائها، سكنًا للمهندسين العاملين في مشروع"دان تسيك"، قبل أن تعمم لتصبح نموذجًا عالميًا لهذا النوع في عالم المستقبل. وستتولى قوارب حديثة نقل العاملين في مشروع مراوح"دان تيسك" من مواقع العمل إلى أماكن سكنهم في الطابق الأول من المنصة. وتتحول المنصة إلى فندق سياحي متعدد الطوابق بعد انتهاء الأعمال في المشروع.
 
ويبدو أن فكرة بناء منصة السكن طرقت أذهان مهندسي المشروع وهم يلاحظون تصاعد أعداد المراوح الهوائية المنتجة للكهرباء على بحر الشمال، وتزايد أعداد العاملين فيها أيضًا. يبلغ عدد هذه المراوح اليوم 543 مروحة، سيضاف إليها خلال السنتين القادمتين نحو 220 مروحة جديدة ضخمة، يرتفع بعضها إلى 100 متر، بحسب تقرير "مؤسسة بناء المراوح على البحر". ومن المتوقع أن يزداد إنتاج الطاقة من هذه المراوح ضعفين حتى نهاية 2015، وستة أضعاف بنهاية 2020.
 
أساسات عميقة
 
كما منصات استخراج النفط في عرض البحر، سيكون لمنصة السكن الجديدة أساسات تغور عميقًا في قاع البحر، وترتفع 40 مترًا عن سطحه. وعلى مساحة سكنية تبلغ 35x 35 مترًا مربعًا، قدرها 1225 مترًا مربعًا لكل طابق، سيقام فندق يزن 2500 طن.
 
لا يقل عمر كل مروحة عن 25 سنة، وتتكون عادة من الحديد الصلب والكونكريت المسلح المقاوم للماء، لكن هذا يعني أنها ستكون بحاجة إلى صيانة وتنظيف باستمرار، وهو عمل يؤديه مئات المهندسين والعمال. يبدأ العمل في المشروع في الصيف القادم ويستمر سنة قبل أن يتمكن المهندسون من سكنه. وتتولى ورشة نوبيسكروغ الألمانية، في مدينة كيل الألمانية الشمالية المقابلة للسويد، بناء المنصة السكنية جزءًا فجزء، ومن ثم نقلها بالبواخر مسافة 90 كم قبالة الشواطئ السويدية. وذكرت مصادر الشركة أن الفندق سيبنى بشكل أجزاء كبيرة جاهزة يجري تركيبها مباشرة فوق المنصة.
 
وذكر بيتيا ستوفر، مدير مشروع المنصة السكنية، أن المنصة العملاقة ليست موقع عمل كما هي الحال مع منصات استخراج النفط. فهي منصة سكنية مريحة وفارهة عكس كابينات السكن الضيقة في منصات استخراج النفط التي يعيش فيها المهندسون والعمال كما في علب السردين. فالمنصة ستبنى كي تصبح في المستقبل فندقًا سياحيًا من الدرجة الأولى، وينتظر أن يجتذب آلاف السائحين سنويًا.
 
بحسب مواصفات البيوت
 
تتميز "كابينات" السكن في منصات استخراج النفط بصغرها وبسقوفها المنخفضة، في حين غرف وشقق منصة السكن كبيرة وسقوفها عالية، بحسب المواصفات المثبتة في قوانين السكن في السويد.
 
وأجازت الدائرة الاتحادية لبناء السفن والمنشآت العائمة بناء الفندق الجديد، لكن لا توجد حتى الآن تعليمات بناء ثابتة، لأن هذه هي التجربة الأولى، ولا تتوافر في السويد حتى الآن قوانين تتحكم بهذا النوع من السكن.
 
تطل كافة نوافذ الفندق على البحر وإن من واجهات مختلفة، إلا أن هذه النوافذ يمكن سدها بإحكام ضد هواء البحر المالح، كما تستخدم مكيفات الهواء المزودة بفلترات ترشح الملوحة من الهواء. ويمكن للسكان استنشاق نسيم البحر بحرية في الكورنيش الذي يحيط المبنى بمسافة 150 مترًا. وتبلغ مساحة الغرفة الواحدة نحو 12 متر مربعًا، زودت بخزانتين للملابس والمؤن والأشياء الأخرى، وهناك غرف قليلة معدة لزوجين مقارنة بالغرف الشخصية الـ50.
 
كل الغرف مزودة بحمام ومطبخ صغير وتلفزيون وثلاجة وهاتف وكومبيوتر وصلة بالانترنيت. وبما أن العاملين هناك يعملون في دفعات أمد كل منها أسبوعين، فسيكون هناك فريق من عمال الخدمات يرتفع عددهم إلى 12 شخصًا، ويتبدلون كل أسبوعين، ينهضون بخدمة الغرف والمطعم. وهناك سرير إضافي خفي، غير مخصص للزوار والأقارب، بل للطوارئ كاستقبال ناجين من كارثة بحرية، أو استضافة مهندسين حاصرتهم العاصفة في طريق عودتهم إلى اليابسة.
 
مطبخ وعيادة وملاعب
 
تخصص عيادة صغيرة في الفندق-المنصة للإشراف الصحي على العاملين والمقيمين فيه، وتم تزويدها بأحدث الأدوية والمعدات، إضافة إلى غرفة عمليات صغيرة، وغرفة عزل صغيرة. وهناك أيضا قاعة للقراءة تتوافر فيها الكتب، إلا أن الكتب الإلكترونية تشكل الجزء الأعظم من المكتبة. وقرب قاعة القراءة ثمة قاعة للسينما تعرض فيها بعض الأفلام.
 
وكي يحافظ العاملون هناك على لياقتهم البدنية والنفسية، هناك قاعة كبيرة يتوافر فيها مختلف أنواع الأجهزة الرياضية، إضافة إلى ملعب للتنس وتنس الطاولة وبقية الرياضات المناسبة للقاعات المغلقة.
 
ويجد الساكن في الطابق الأرضي مخزنًا لبيع مختلف المواد الغذائية واللوازم الضرورية، لكن الكحول ممنوع لأسباب أمنية تتعلق بسلامة العمل، ويمكن لمن يرغب التدخين خارج المبنى في الهواء الطلق. وتخطط الشركة مستقبلًا لفرش جزء من كورنيش الفندق بالرمل الناعم بغية توفير أجواء سياحية للعاملين في وقت فراغهم.
 
قبو تحت الماء
 
يستخدم السكان الماء النقي داخل دورة مغلقة بحكم وجود محطة صغيرة لمعالجة ماء الصرف، وإعادة ترشيح الماء الشرب منه، في الطابق الأسفل. ولا يجري التخلص من النفايات الصلبة، التي تتخلف عن تكرير الماء، إلا مع بقية النفايات وبواسطة البواخر.
 
يقع المطعم في آخر طابق من المبنى، أقرب إلى ماء البحر، وهناك غرف للتبريد وحفظ المواد والإغذية تحت الماء مباشرة (القبو). وتبحث شركة فاتنفالس حاليًا عن متعهد للمطبخ يقدم الوجبات بمواصفات بيئية ووفق برنامج موزون للطاقة.
في القبو محل غسيل الملابس، وغرفة تدفئة وصيانة. ولا يجري التخلص من النفايات يوميًا بواسطة الزوارق، وإنما يجري جمعها في غرفة خاصة تحت الماء بدرجة 4 مئوية كي لا تتفسخ، ليتم التخلص منه مرة في الأسبوع. وتخطط الشركة مستقبلًا، مع تحول المنصة إلى فندق، إلى تخصيص مكان في القبو لإنتاج الطاقة(غاز الميثان) من النفايات العضوية.
 
100 مليون يورو
 
ترتفع كلفة المشروع إلى 100 مليون يورو، لكن شركة فاتنفالس تعول عليه في تقليص كلفة نقل المهندسين والعاملين بين المراوح وبين المدن الشاطئية القريبة. وستعوض القوارب الصغيرة محل الطائرات المروحية التي تستخدم عادة في نقل المهندسين والمؤن، وهذا اقتصاد آخر بالكلفة. فضلًا عن ذلك، عند حصول عاصفة أو مشكلة، كارتطام سفينة بالمنصة مثلًا، يمكن للزوارق إتمام عملية الإخلاء بسرعة مقارنة بقدرات الهيليكوبترات الصغيرة. وبهذا يمكن للمشروع أن يسد جزءًا كبيرًا من كلفته قبل أن يتحول إلى فندق يحقق الأرباح.
 
يقضي المهندسون والعمال نهارهم على متون المراوح الكبيرة، التي ترتج على البحر مسافة سنتمترين عادة، ولهذا فان عودتهم إلى منصة سكن ثابتة، غير مقامة على سطح طاف، بعد العمل، مهمة جدًا لعملية استقرار أدمغتهم.

أخبار ذات صلة

newsletter