أصبحوا من أصحاب المليارات بعد توزيع الفلافل أون لاين
رؤيا - ايلاف - كان بوسع المستثمر في محلات بيع الوجبات السريعة أن يعيل عائلته بشكل حسن، لكن أن يصبح مليارديرًا فهذا لم يفكر فيه. الإخوان سامور، من برلين، تمكنوا خلال 7 سنوات من التحول إلى احتكار عالمي بفضل شركة "روكت انترنت" لتوزيع وجبات الأغذية.
أعلنت شركة روكت انترنت المساهمة، التي أسسها الأخوة الكسندر واوليفر ومارك سامور، شراء شركة "طلبات" الكويتية لتوزيع وجبات الغذاء مقابل 150 مليون يورو. وكانت "طلبات" توزع الأغذية في بلدان الخليج الممتدة بين الكويت والسعودية، إضافة إلى بعض بلدان حوض البحر المتوسط. قبلها، نجح الأخوة الثلاثة في شراء حصة قدرها 30 بالمئة من عملاق توزيع طلبات الأغذية الأميركي "ديليفري هيرو"، مقابل 496 مليون يورو، وبهذا يكونون قد وظفوا نحو 650 مليون يورو، أو ما يقترب من مليار دولار اميركي خلال سنوات قليلة.
تراكم عظيم
في الأعوام الماضية، امتدت أذرع روكت انترنت الأخطبوطية إلى شركات أصغر في أسبانيا وإيطاليا والبرتغال وفرنسا وغيرها في أوروبا، وإلى شركات مماثلة أصغر في باكستان وسنغافورة وماليزيا، وكلها تختص ببيع وجبات الطعام "الافتراضية" على الانترنت. وقدر المختصون في السوق سعر شركة روكت انترنت بمبلغ 1,5 مليار يورو قبل سنوات.
حصل كل هذا التراكم المالي العظيم من مبيعات السوشي والبيتزا والفلافل والهمبرغر على الانترنت خلال سنوات قليلة، بدأت مع تأسيس شركة "روكت انترنت" ببرلين في 2007. وهذا يعني أن الأخوة لا يملكون أنفًا حساسًا للبهارات والكركم فحسب، وإنما لحركة السوق أيضًا، إذ لم يفكر كثيرون غيرهم بما يمكن أن تفتحه الشبكة العنكبوتية من إمكانيات أمام قطاع المطاعم وعالم الوجبات السريعة.
وينتظر خبراء السوق أن يتحول أحد عمالقة توزيع الأغذية في العالم، أو أي اتحاد بينهم، إلى عملاق انترنت في قطاع الأغذية يشابه "إي- باي" وزالاندو وغيرهما.
منافس قوي
بلغت مبيعات روكت انترنت في 2014 نحو 670 مليون يورو. ويتوقع المختصون أن يرتفع اجمالي مبيعات القطاع على المستوى العالمي إلى 90 مليارًا في 2019، وأن تكبر حصة الشركة الألمانية منها إلى مليار يورو. يقول اوليفر سامور انه يفهم عقلية الإنسان الجائع العائد من يوم عمل مرهق، فهذا الإنسان لا يرغب، ولا وقت لديه، لتقليب صفحات الانترنت بحثًا عن وجبة طعام، وسيهرع إلى أشهر هذه الشركات للحصول على وجبة سريعة. وهذا يعد بمستقبل كبير لشركته التي ترجمت اسم "ديليفر هيرو" إلى الألمانية "ليفر هيلد". هذا يعني، ببساطة، أن من يبحث عن حبيبة سيهرع إلى فايسبوك، ومن يبحث عن بيتنزا ساخنة، سيتصل بالتأكيد بـ "ليفر هيلد".
لا يتطلب بيع الوجبات على الانترنت معرفة بالوجبات ومدى صلاحيتها ولذتها، لأن العمل يفترض وجود اسطول من السيارات والدراجات النارية والدراجات الهوائية و"تكسيات الخدمة"، إضافة إلى مئات الآلاف من الطباخين ورؤساء العمل. وهذه أمور معقدة تتطلب حنكة وقدرة عالية على الإدارة.
ومن متطلبات العمل الأخرى أن وظف سماور مبلغ 100 مليون يورو في شركة صغيرة سماها "هالو فريش" وتتولى بيع وتوزيع الخضراوت والفواكه واللحوم الجاهزة إلى من يرغب على الانترنت، لكنه احتكر بهذا متطلبات إنتاج الأغذية وتجنب أن تعتمد شركة "روكت انترنت" على شركات أخرى في عملها. وهذا يجعل من الشركة البرلينية الصغيرة ندًا لسلاسل عملاقة من بائعي الوجبات السريعة تمتد بين ماكدونالد وكنتاكي وبرغر كنغ.
ينافس دونر كباب
يشير كتاب "دونر: البضاعة السائدة في السوق الألمانية"، الذي نشره مركز الدراسات التركية، إلى أن محلات بيع الدونر (الشاورما التركي) تحقق في ألمانيا دخلًا قدره 2 مليار يورو سنويًا من بيع 408 طنًا منه يوميًا. هذا يجعل روكت انترنت منافسة أيضًا لوجبات الشاورما التركية "دونر كباب" التي تعتبر الوجبة الشعبية الأولى في تركيا وألمانيا بحكم اقامة نحو 2,8 مليون تركي في ألمانيا.
وعلق اتحاد المطاعم التركية من مركزه في ايسن (غرب) على نجاح شركة روكت انترنت بالقول: "دونر كباب سيبقى في السوق ولا ينتقل إلى الانترنت". ويعيش أكثر من 20 بالمئة من الاتراك من واردات دونر كباب في ألمانيا، وأدى تحول المطاعم التركية إلى شركات خاصة، إلى تغيير كامل بنية الاقتصاد الألماني في العقد الأخير من القرن العشرين. وكان الألماني زايل بيلين قد نشر كتابًا في التسعينات يشي بأن مبيعات دونر كباب في ألمانيا تفوقت على مبيعات مكدونالدز وبرغر كنغ وكنتاكي وفينرفالد مجتمعة. يقدر الكتاب وجود 10 آلاف مطعم لأكلة دونر السريعة، منها 500 ببرلين، تبيع مليون سندويش دونر منها ببرلين وحدها.
90 ألف مطعم
يقول اوليفر سامور إن لشركته أعمال في 24 دولة، ويتعامل مع 90 ألف مطعم ومحلات وجبات سريعة، في ثلاث قارات. في الفترة الأخيرة، أسست روكت انترنت فرعًا آسيويًا صغيرًا لها باسم "فوود لاندا"، اشترى سبع شركات لتوزيع الوجبات الطعام على الانترنت في آسيا، إضافة إلى شراء شركة "لانيفيرا روخا" في اسبانيا، و"بيتزابو" في ايطاليا. يبلغ مجموع توزيع الشركتين الأخيرتين نحو 78 مليون وجبة طعام في العام، سعرها التقديري 700 مليون يورو.
وتتحدث مصادر الشركة عن دراسة لأحوال السوق في أفريقيا وأميركا اللاتينية، بنيّة التمدد إلى قارتين أخريين. عمومًا، قدرت البورصة الألمانية سعر شركة روكت انترنت في 2010 بنحو 1,6 مليار يورو. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 7 مليارات يورو خلال خمس سنوات.