جانب من الندوة
محاضرة بعنوان "الفلسفة بين النظر والعمل" في منتدى شومان الثقافي
- النشار: يخطئ من يظن أن دور الفلسفة قد تضاءل في عصر العلم، لأنه ببساطة لا علم بلا فلسفة
استضاف منتدى عبد الحميد شومان، مساء أمس الاثنين، رئيس الجمعية الفلسفية المصرية، الدكتور مصطفى النشار، في محاضرة بعنوان " الفلسفة بين النظر والتطبيق " أدارها رئيس جمعية الثقافة الفلسفية، الدكتور أحمد ماضي.
اقرأ أيضاً : "مهرجان جرش للثقافة والفنون" يوقع اتفاقية دعم وشراكة مع "مؤسسة عبد الحميد شومان"
وقدم الدكتور النشار ايجازا حول ماهية الفلسفة عبر العصور؛ والاسئلة التي تراود العقل الإنساني حول الفلسفة، مشيرا إلى أن هذه التساؤلات تتجدد بحسب الزمان والظروف، حيث يظهر الدور المتجدد لفلاسفة كل عصر؛ فهم يعبرون عن هذه التساؤلات ويكشفون من خلالها عن مواطن الضعف والقصور ومن ثم يحاولون إيجاد السبل لحلها حتى تصبح حياة الإنسان في هذا العصر أو ذاك أكثر اقترابا من الكمال المنشود حسب ظروف كل عصر.
وقال النشار، "يخطئ من يظن أن دور الفلسفة قد تضاءل في عصر العلم، لأنه ببساطة لا علم بلا فلسفة، فالتقدم العلمي مرهون بوجود علماء يملكون عقليات فلسفية قادرة على تقديم الفروض العقلية الخلاقة لحل المشكلات الناتجة عن التطورات العلمية بصورتها التراكمية التقليدية".
وأضاف أن هناك علاقة لا تنفصم بين تأملات فلاسفة العصر الحالي وابداعات علمائه، فقضايا التقدم الإنساني وتحدياتها المتتالية والمتنامية يتشارك الآن في تأملها ووضع الحلول المناسبة لها الفلاسفة والعلماء على حد سواء، منوها إلى أنه "لا علم بدون فلسفة ولا فلسفة بدون علم"، حيث التشارك والتعاون بين إبداعات الفلاسفة والعلماء هو ما يقود قاطرة التقدم الإنساني دوما إلى المزيد من الإنجازات والنجاحات المبهرة.
وأوضح النشار أن خدمات الاستشارات الفلسفية اليوم تحاول تقديم العون للذين يبحثون عن فهم فلسفي لحياتهم، أو لمساعدتهم في حل مشكلات اجتماعية أو حتى عقلية، وربما تقترن بعلم النفس ليقدموا سويا استشارة متكاملة الأركان، وربما تكون الاستشارة الفلسفية بدلا من العلاج النفسي أو جزء منه، ولكن في النهاية فالغرض هو البحث عن الخير والحياة الطيبة.
وبين أن الاستشارات الفلسفية تساعد في فهم احتياجات المرء الأساسية للتواصل مع الآخرين، لاستكشاف شعوره الذاتي، وفهم ردود أفعاله العاطفية والمعرفية والسلوكية، عدا عن كونها تعمل على زيادة الوعي الذاتي، والتسلح بالمهارات اللازمة للتعامل مع أنماط الحياة المختلفة وإدارة العلاقات الإنسانية وحسن توجيهها، كما أنها تولد لديهم شعورا أكبر بالمعنى والسيطرة والتحكم في مجريات حياتهم ومن ثم الشعور بالرضا والتوازن.
وأشار النشار، إلى ان الفلاسفة ليسوا كما يتم اتهامهم من قبل البعض، بعيدين عن الواقع، مبيناً انهم طليعة النخبة المبدعة القادرة على بلورة ثقافة العصر الذي يعيشونه، وإدراك ثقافتها العامة، مع كشف طبيعة التطور الذي تتجه إليه البشرية فيما بعد، وهم الذين يحددون صورة هذا التطور وآلياته.
وكان ماضي، قد قدم في بداية الجلسة الحوارية النشار، مشيراً إلى غناه العلمي والفكري والفلسفي، ومشاركاته الفاعلة في المؤتمرات والندوات الفلسفية ووضع المناهج والمقررات والمواد الفلسفية التي يتم تدرسيها في الجامعات العربية.