نبض البلد يناقش التوعية ضد التطرف
رؤيا – معاذ أبو الهيجاء- ناقشت حلقة نبض البلد الخميس، قضية التوعية ضد التطرف، حيث استضافت كلا من وزير الاوقاف و الشؤون والمقدسات الاسلامية د.هايل داوود ، و رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية د.ناصر الخوالدة، و د. نائل الشرعة - أكاديمي وتربوي.
وقال د. هايل داود إن أئمة المساجد هم من مجتمعنا، وليس كلهم بمستوى واحد، ولكن النسبة الكبرى لدى الوزارة، لديهم إنتماء لوطنهم ودينهم، وأغلبهم على مستوى عالي من التأهيل.
وكشف داوود أن هناك فئة أو شريحة من خطباء المساجد تحمل خطابا وفكرا متطرفا، ولكن عددهم قليل جدا ، فالتشدد موجود في نسبة معينه، ولكن لا تصل إلى درجة تطرف وتشدد عصابات داعش.
واضاف أن ما يقارب الـ 40 إماما رفضوا صلاة الغائب على الشهيد معاذ الكساسبة، وذلك بعد أن اصدرت وزارة الأوقاف تعميما على المساجد بالصلاة عليه، موضحا أن بعض الائمة لم يصلي لاعتبارات فقهية، وآخرون قالوا لا نعلم إن مات شهيدا أم لا.
وتابع لقد تم حصر أسماء هؤلاء الأئمة، وسيحاسب كل إمام بحسب سببه، وقد عرفناهم من خلال الشكاوى التي تقدم بها الناس، اذ وصل الحال ببعض المواطنين محاولة الاعتداء على الأئمة الذين رفضوا الصلاة لإعتبارات عاطفية وطنية، فحادثة الشهيد معاذ كشفت وجود فئة صغيرة تحتاج إلى علاج من قبل الوزارة.
وبين أن الوزارة لديها خطة لإعداد الائمة، ورفعت لمجلس الوزراء، وهي تتناول عديد المحاور مثل نقص العدد في الائمة، وكيف نرتقي بمستوى الأئمة الذين سوف يتم تعيينهم، أو من هم موجودن حاليا ضمن كوادر الوزارة، حيث سيتم رفع مستواهم الثقافي، من خلال بعثات للجامعات على حساب الوزارة، لملء المساجد بالمثقفين والمتنورين.
وقال إن لدينا نقص في الأئمة يصل إلى 350 اماما وهذا قد يحتاج إلى 5 سنوات قادمة حتى نغطي هذا النقص.
وأكد أننا لسنا بحاجة الى اصلاح ديني، فالاسلام لا يحتناج إلى اصلاح بل نحتاج إلى ضبط كيفية فهم الدين، للارتقاء بخطابنا الديني.
ولفت إلى أن مواجهة العنف والتطرف والارهاب، تكون من خلال تعاظم الجهود وتكاثفها.
واشار إلى أن المنهاج ليست مسؤولة عن التطرف ولكن لا تؤدي دورها الكامل في التحصين ضد التطرف، وهذه ما تحتاجه المناهج المدرسية و الجامعية، فلابد من زيادة قوى الجرعات التي ياخذها الطالب.
وأوضح أنه لا يوجد نصوص متشددة فكلها وحي و لكن التشدد يأتي من فهمها، فحسب الفهم ياتي التشدد.
فيما قال د.ناصر الخوالدة بأن اللجان المشرفة على المنهاج التلعيمية يختاروا بعناية فائقة وفق امتحانات مكثفة ودورات.
واضاف إن الكتب المدرسية فيها نصوص توضع بعناية ولا يوجد نص إلا موثق بشكل كامل فالأحاديث تؤخذ من أمهات كتب الحديث، فلا يوجد اي حديث ضعيف مطلقا، حيث نختار الاحاديث التي تمس حياة الناس وفق فهم صحيح للنصوص وأخذها بحسب بسبب نزولها ، فلا يطرح اي فكر في الكتب المدرسية في الاردن إلا ما ينسجم مع الفكر الوسطي، ومن يحمل الفكر المتطرف يأخذون النصوص مبتورة عن سياقها.
وأكد أن كل مناهجنا تصاغ بطريقة تكاملية تغطي كل الجوانب لاسيما الحياتية، لأننا نعد الطالب للحياة، وليس لتخصص معين.
ودعا إلى علاج الفجوة بين المدخلات المدرسية والمدخلات الجامعية حيث ان الطالب في الجامعة يدرس نفس المواد التي درسها في المدرسة، فالمواد الجامعية هي ذاتها التي درست في المدرسة.
كما دعا الجامعات إلى اعادة النظر في متطلبات الجامعة فما يدرس مثل مادة الثقافة الاسلامية، لأن محتواها يدرس في المراحل الثانوية، فلابد من تطويرها واضافة الجديد عليها.
أما د. نائل الشرعة فأكد أن منهاجنا ليست مسؤولة عن التطرف، لانه أي التطرف وليد أوضاع معينه تشهدها أمتنا والعالم ككل، فالمنهاج تكون مبنية على اسس فلسفية، واجتماعية، ونفسية ومعرفية، وهذه الاسس جعلت كل مناهجنا في وزارة التربية، والجامعية خالية من اي تطرف أو ارهاب.
ولفت إلى أن الخلل قد يكون في تنفيذ المنهاج، مشيرا إلى أن الكتاب هو جزء من المنهاج، فالمنهاج خطوط عريضة تبني عليها كل الخطة العملية التروبية، والكتاب جزء بسيط يغطي جزء معرفيا.
وأكد أن منهاجنا في الاردن تلبي إلى حد كبير ما يحتاجه المتعلم في مراحلة الاساسية والثانوية، ويتم تطويرها ومراجعتها وتقيمها كل فترة.
وذكر أن اعداد المعلم في الجامعات لم يعد مناسبا، والمعلم ويأتي لوزارة التربية وهو ضعيف، ويبقى ضعيفا، ولذلك نجد في مدارس التربية والتعليم أن بعض الطلبة في الصف الثالث لا يعرف القراءة أو الكتابة، أو الجمع، وهذا يعني أن اعداد المعلم فيه مشكلة، مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليم والجامعة الاردنية يدرسون معا مسالة اعداد المعلم لحل هذه المشكلة.