الكاتب أحمد طملية خلال إشهار روايته "أمي وأعرفها" في منتدى عبد الحميد شومان
الكاتب أحمد طملية يشهر روايته "أمي وأعرفها" في منتدى شومان الثقافي
- ناقد: الرواية تقدم طبقات من السرد المكثف الممتع في التلقي والمحتاج إلى مخيلة القارئ ومشاركته
أشهر الكاتب والأديب أحمد طملية روايته أمي وأعرفها، مساء أمس الاثنين، في منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، وسط حضور كبير من المثقفين والأكاديميين.
اقرأ أيضاً : لجنة السينما في شومان تعرض الفيلم الهندي "عرض الفيلم الأخير"
وأمي وأعرفها الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، هي رواية أدبية لطملية، وتقع في 184 صفحة من القطع المتوسط، وتروي حكاية حي في العاصمة الأردنية عمان يعيش فيه من تهجر من فلسطين، سواء في أعقاب نكبة 1948 أو نكسة 1967.
ترصد فيه الرواية ظروفهم الاجتماعية، من خلال التركيز على شاب حالم يحلم بامرأة في البال، فيما يعيش من حوله شقاء الشتات.
تعبر عن هذا الشقاء ثلاثة أجيال فلسطينية، اختلف حالها في التعبير عن شتاتها. يتزامن ذلك مع أزمة الخليج (1990)، وكيف كان انعكاسها على أهل الحي. تظهر في الحي مشاعر الناس البسطاء: أحلامهم، طموحاتهم، ثم كيف نحتوا مسار حياتهم بعيدًا عن فلسطين. وتظهر الأم في الرواية تلعب دور بطولة، من خلال قبضها على حلم العودة،
وإصرارها على إنجاب جيل محترم، يعرف ما له وما عليه؛ جيل له الحياة، وعليه أن يعيشها بكل حب، وعليه واجب يتعين أن يقدمه بكل تضحية.
أستاذ النقد والأدب وعميد كلية الآداب في جامعة فيلادلفيا، الدكتور محمد عبيدالله وصف في حفل الإشهار الذي أداره الناقد السينمائي عدنان مدانات، الرواية، بالودودة والإنسانية في رؤيتها، وتعبيرها، وشخصياتها، وأمكنتها.
وقال، إن الرواية تقدم طبقات من السرد المكثف، الممتع في التلقي والمحتاج إلى مخيلة القارئ ومشاركته، وتشير الرواية إلى جوانب مهمة من حيوية تجربة الشتات الفلسطيني، وإلى أن تفاصيله وتعقيداته لم تستنفذ بعد، كما تشير إلى أزمات النفس الحديثة وإلى اضطرابات الهوية وتشققاتها وتأثرها بالأحداث السياسية والحروب التي نشبت بالمنطقة.
وأضاف أن الرواية متعددة الوجوه والطبقات وتستثمر إمكانات التركيب التي يسمح بها النوع الروائي، فتضيء السلوك الفردي، وتحلل السلوك الجماعي، وتظهر جانبا من تاريخ الجماعة كما تقدمه ذاكرة فرد واحد ينتمي اليها، وأثناء ذلك ترصد ما لا يمكن للتاريخ الرسمي أن يوثقه ويرصده، وتقدم كل ذلك بصياغة خاصة وبأسلوب مشوق يجمع بين المتعة والفائدة.
بدوره أشار طملية إلى أن السؤال الذي ظل عالقاً في ذهنه دائماً، لماذا لم تكتب سابقاً؟، مبينا أنه استطاع الرد على السؤال ليس في أمي وأعرفها التي نحتفي بصدورها هذا المساء، بل فيما كتبه قبل ذلك بقليل، رواية قصيرة بعنوان (على سبيل المثال)، ستصدر قريبا ضمن منشورات وزارة الثقافة.
وقال وجدت نفسي، دون إعداد مسبق، دون تخطيط، دون أن أعرف ما الذي أريد أن أكتبه بالضبط. أكتب (أمي وأعرفها). أيام قليلة، ربما تزيد قليلا عن عدد أصابع اليدين، وإذ بي أكتبها. كتبتها بيسر شديد. ساعتان فقط من وقتي كنت اخصصهما لها.
أكتب فجرا، قبل أن يطلع الصبح. اعتمد فورا ما يخطه قلمي من المرة الأولى. لا تبييض، لا مسودات. ما أكتبه اعتمده،
بل ويدهشني. كثيرا ما كنت أسأل نفسي حين أراجع ما كتبت: هل أنا الذي كتبت هذا؟
وأضاف، لم أتعب في كتابة أمي وأعرفها. لم أبذل مجهودا يذكر. الأحداث وحدها تروح وتجيء. لا أعرف كيف تجيء، وكيف تصير. كيف تتشكل الشخصيات، وكيف تحيا. وكيف انتهى أمرها. لم أكن أنا الذي أحدد مصيرها. هي، أي الشخصية، تأتي، وهي التي تحدد مصيرها. مشيرا إلى أنه كتب الرواية بطريقة التمدد، بمعنى كنت ألاحظ أن الرواية تتمدد معي.
أكتب صفحة أراجعها، تصبح خمس صفحات. أراجع ما كتبت تصبح الخمس صفحات خمسين صفحة وأكثر. وهكذا.
وختم الكاتب طملية بالقول كنت، ومن يعرفني يعرف، أشكو قلة الكتابة. الآن أسأل: من يوقفني عن الكتابة؟
الناقد السينمائي عدنان مدانات كتب على الغلاف الخلفي للرواية: إنها رواية رشيقة الجمل، عميقة المعنى، أشخاصها جدليون، متناقضون، كما الحياة. هي رواية أجيال ولدوا بعد نكبتين: نكبة فلسطين، ونكبة غزو العراق، وإلى حد ما هي رواية عن قداسة الأم.
والجدير بالذكر لأن الكاتب طملية هو عضو رابطة الكتاب الأردنيين. شغل منصب مدير منتدى عبد الحميد شومان الثقافي لسنوات قبل أن يتفرغ للكتابة.
صدرت له عام 2002 عن دار أزمنة للنشر والتوزيع مجموعة قصصية بعنوان يا ولد. وفي عام 2010، صدر له كتاب
ذروة المشهد، مقالات في السينما ضمن منشورات وزارة الثقافة.