التكنولوجيا تزيد الوعي بأهمية التعليم

هنا وهناك
نشر: 2014-01-13 23:18 آخر تحديث: 2016-07-22 17:40
التكنولوجيا تزيد الوعي بأهمية التعليم
التكنولوجيا تزيد الوعي بأهمية التعليم

نتيجة الطفرة الإلكترونية التي شهدتها كافة الميادين، أصبحت التكنولوجيا تقدم حلولا مناسبة لكافة شرائح المجتمع، على اختلاف طبقاته، خصوصا في مجال التعليم.

ورغم رفض الكثير في البداية واستغرابهم، إلا أن الكثير استهوتهم هذه التكنولوجيات فليجأون إليها طوعا، وعلى نطاق واسع، فحتى ربات البيوت صرن يُقبلن على هذه الوسائل السريعة.
تقول ربة المنزل علا جمال، التي لجأت للتكنولوجيا لإكمال دراستها في مجال المحاسبة "أكملت دراستي في البكالوريوس ولم أجد عملا ينفعني. وبعد زواجي وإنجاب الأطفال باتت حياتي رتيبة ومملة، فقد كبر أولادي، وملأ الفراغ حياتي، لذلك فكرت في أن أملأ هذا الفراغ بأشياء مفيدة، وأسلي نفسي، عن طريق التواصل الإلكتروني، وهو ما غيّر حياتي بطريقة إيجابية".
في هذا الشأن يقول اختصاصي علم الحاسوب، سمير عياد "يعد التعليم الإلكتروني أسلوبا من أساليب إيصال المعلومة للمتعلم، ويتم فيه استخدام آليات الاتصال الحديثة، من حاسب آلي وشبكاته، ووسائطه المتعددة، ومن صوت وصورة ورسومات، ومن آليات بحث ومكتبات إلكترونية، عن طريق بوابات الإنترنت التي لا تعد ولا تحصى، سواء كان عن بعد، أو في داخل الفصل الدراسي، أي باستخدام التقنيات بجميع أنواعها، في إيصال المعلومة للمتعلم، وبأقصر وقت وأقل جهد، وأكبر فائدة".
وفي ذات السياق يضيف قائلا: "لقد جعلت ثورة المعلومات العالم أشبه بشاشة إلكترونية صغيرة، في عصر الامتزاج بين تكنولوجيا الإعلام والمعلومات والثقافة والتكنولوجيا، وقد أصبح الاتصال إلكترونيا، وتبادل الأخبار والمعلومات بين شبكات الإنترنت والكمبيوترات حقيقة ملموسة، ما أتاح سرعة الوصول إلى مراكز العلم والمعرفة والمكتبات، والاطلاع على الجديد لحظة بلحظة."
في حين يبين اختصاصي الإعلام، د. تيسير أبو عرجة، أن انتشار التعليم الإلكتروني بات ملحوظا، وأن مفهوم التعليم الإلكتروني بدأ ينتشر منذ استخدام وسائل العرض الإلكترونية في الفصول الدراسية التقليدية، مع استخدام الوسائط المتعددة في عمليات التعليم الفصلي والتعليم الذاتي، وانتهاء ببناء المدارس الذكية، والفصول الافتراضية التي تتيح للطلبة الحضور والتفاعل مع محاضرات وندوات تقام في دول أخرى، من خلال تقنيات الإنترنت والتلفزيون التفاعلي، وهو، مثلا، ما تم تطبيقه فعليا في العديد من المدارس والجامعات والمعاهد أثناء فترة انتشار وباء انفلونزا (H1N1)عالميا.
كما ساعد تطبيق مثل هذه التكنولوجيات، المدرسين، في إعداد المواد التعليمية للطلاب، وتعويض نقص الخبرة لدى بعضهم، وذلك في الوقت التي تم فيه تقديم الحقيبة التعليمية بصورتها الإلكترونية للمدرس والطالب معا، وسهولة تحديثها مركزيا. هذا إلى جانب نشر التقنية في المجتمع، وإعطاء مفهوم أوسع للتعليم المستمر، أو التعليم عن بعد.
وتشير خبيرة التكنولوجيا، هناء الرملي، إلى أن عصر التعليم المفتوح هو أكثر العصور التي شهدت تقدما تقنيا، فالثورة الهائلة التي حدثت في الزمن القديم في تقنيات الاتصالات والمعلومات، والتي توجت أخيرا بشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) أثرت وبشكل كبير على عادات الشخص اليومية، وقد استثمر التعليم هذا التقدم بطريقة موازية في وسائله، فظهرت الاستفادة من هذه التقنيات داخل قاعة الصف، وبين أروقة المدرسة.
وتبين الرملي بأن هذا النمط من التعليم الإلكتروني توسع أكثر فأكثر خلال الأعوام الخمسة الماضية، وتكمُن ميزة هذا التعليم، في رأيها، في أنه يعتمد توفير الوقت والجهد، وكسر الكثير من العوائق الاجتماعية، كالتي تحول دون سفر الفتاة إلى الخارج، حتى من أجل الدراسة، كما هو الحال في الأردن، مثلا.
وتلفت الرملي إلى أن هذا التعليم الإلكتروني لا يتطلب بناءات مدرسية، أو صفوفا دراسية، بل إنه يلغي جميع المكونات المادية المعيقة للتعليم.
أما عن دوافع الإقبال على هذه الدراسة يقول اختصاصي علم الاجتماع، د. محمد جريبيع، أن الذي يحث الناس على استعمال هذه الوسائل الحديثة هو زيادة الوعي بين أفراد المجتمع، بأهمية التعليم، والحصول على شهادات عليا، لما تعود به من فائدة على أصحابها. وهو ما جعل الفرد الأردني يسعى إلى الحصول على شهادات عليا عن طريق الدراسة عن بعد، ويكفيه لتحقيق هذا الغرض، الاتصال بجامعته في الخارج، مرة أو مرتين فقط، خلال فترة الدراسة.
ويؤكد جريبيع أن التعليم الإلكتروني في حال اندماجه في التعليم المعتاد سيعطي نتائج قيمة، ويكون داعمًا له، ولذلك يجب التشجيع على انتشاره، سيما وقد أصبح متاحا وسهلا، وفي متناول حتى ربات البيوت، وفي ذلك ما يزيد الأسرة تعاونا وتقربا وتوازنا.الغد

أخبار ذات صلة

newsletter