الاردن رفض مد المعارضة السورية باسلحة عبر اراضيه
رؤيا - رصد - التحفظ الأردني على جزء من شحنة مضادات للطائرات، حاولت السعودية تقديمها للمجموعات المعارضة المسلحة في سورية، يظهر مجددا ان الأردن يغادر بهدوء المنطقة المتاحة للسيناريو السعودي ضد النظام السوري، ويقرر عدم المجازفة عندما يتعلق الأمر بالأمن الوطني الأردني حتى لمصلحة حسابات سياسية من أي نوع.
وقالت صحيفة العرب اليوم إن هذا التحفظ جاء بقرار أمني حازم على شحنة مضادات للطائرات مولتها السعودية، وكان يفترض أن تنقل لفصائل المعارضة في سورية .
وأجرى مسؤولون أردنيون طوال الأسابيع الثلاثة الماضية إتصالات مكثفة مع عدة جهات رفض خلالها السماح بعبور شحنات من السلاح المضاد للطيران لمصلحة مقاتلين وثوار سوريين.
وتعاملت عمّان طوال الوقت مع ضغوط عنيفة من السعودية وبعض المؤسسات الأمريكية، حتى يتسنى نقل أسلحة متخصصة في مضادات الطيران لمصلحة ثوار داخل سورية.
لكن الأردن رفض بصورة قطعية السماح بتمرير مثل هذه المضادات عبر أراضيه، حتى تحت صيغة تسليمها لمهربين متخصصين وفقا لمعلومات خاصة جدا حصلت عليها "العرب اليوم".
صفقة مضادات الطيران تحاول السعودية تأمينها للمقاتلين السوريين، أملا في تحقيق توازن عسكري في الميدان كاستراتيجية بديلة.
ومن المرجح حسب مصادر مطلعة جدا ان الموقف الأردني أزعج السلطات السعودية التي اعتمدت على تدعيم واسناد قوات الجيش السوري الحر بمضادات للطيران، لإحداث فارق في البعد العملياتي الميداني داخل قواعد الاشتباك مع سورية.
ويبدو أن بعض مضادات الطيران وصلت فعلا وتحفظ عليها الأردن بعد إتصالات رفيعة المستوى، أقنع خلالها مؤسسات أمريكية وافقت على القرار الأردني في النهاية.
وفي سياق التعامل مع هذه المسألة تحديدا شدد الأردن على شرح وجهة نظره المهنية والعسكرية بالخصوص على أساس أنه لا يستطيع السماح لهذا النوع من السلاح بالتجول في حدود الأردن الشمالية، لانه سيشكل خطرا مؤثرا في الأمن القومي والحدودي الأردني ضمن قواعد الاشتباك العسكرية.
وركز الموقف العسكري الأردني على أن الحدود والأراضي الأردنية قد لا تكون في مأمن من قواعد الإشتباك مع الطيران السوري في حال الرد على مضادات للطيران يمكن أن تطلق على الطائرات السورية المقاتلة.
ورفض مختصون أردنيون ضمانات قدمتها وزارة الدفاع السعودية بالخصوص على أساس نقل مضادات الطيران لمناطق بعيدة عن الأردن، وقالت سلطات عمّان في إجتماعات مكثفة خلف الكواليس انها لا تستطيع المجازفة بمثل هذا الأمر، ولا يمكنها الموافقة على وجود سلاح ثقيل من حيث المبدأ في مناطق درعا المحاذية للأردن.
وكان مسؤول عسكري أردني قد صرح منتصف الأسبوع الماضي بان الحدود مشتعلة، وقال حسين زيود قائد حرس الحدود الأردني لصحافيين خلال جولة ميدانية بان الإرهاب أصبح يشكل خطرا حقيقيا على الأردن.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد ابلغ وفدا أردنيا قابله الأسبوع الماضي في دمشق بأنه يتفهم حجم الضغوط الامريكية والسعودية على الأردن محذرا من أن الأردن في مرمى خطر الجماعات الإرهابية .