أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية والفنية الدكتور نواف العجارمة
نواف العجارمة: مناهجنا ما كتبت يوما بأيد غير أردنية
كتب أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية والفنية الدكتور نواف العجارمة على صفحته الخاصة عبر"فيس بوك" ردا على ما جاء في مقال للفريق موسى العدوان والتي كانت بعنوان (دور المعلم والتعليم في نهضة الأمة).
وتاليا رد العجاجاء فيه:
في الرد على مقال العم العزيز سعادة الفريق موسى باشا العدوان أبي ماجد حفظه الله ورعاه: بعنوان:( دور المعلم والتعليم في نهضة الأمة)…
خالص التحايا ووافر الاعتزاز بقامتك العسكرية الرفيعة التي تشاركنا هم الوطن، وهم التربية والتعليم، وهم الحلم الجميل الذي لا يغادر أهداب العين، ولا يبارح سويداء القلب.
ولأننا أنصار الحق نيمم وجوهنا حيث سطع بنوره، كان حريا بنا أن نتوقف عند بعض النقاط، لا من باب الرد والجدل، لكن من باب التوضيح، وإجلاء الحقيقة، لا يشوبها ظن ولا يخالطها ادعاء.
ولعل من المناسب أن نبدأ بما يواجهه حقل التعليم في أردننا الحبيب من تحديات مشتركة مرت بها الإنسانية جمعاء، إضافة إلى الفجوة التي يواجهها العالم العربي كعالم نام بين ما تتطلع إليه الأهداف، وبين ما يفرضه الواقع من تحديات مادية وبشرية وسياسية تحول دون تحقيق هذه الأهداف بالسرعة المنشودة، وبالنوعية المرضية. ناهيك عن تحديات شرف بها الله هذا الثرى الطيب الذي ما أوصد أبوابه يوما في وجه لاجئ أو مهاجر على امتداد ما يزيد عن نصف قرن، توالت فيه الهجرات بأعداد ما كان لبلد أن يتسع لها، إلا إن كان بحجم بعض الورد. وكان آخرها اللجوء السوري الذي كان تحديا عميق التأثير، إذ أبت أعراف النشاما إلا أن يدرس الأشقاء السوريون على أيدي معلمينا المؤهلين الأكفاء، وعلى المقاعد نفسها التي يدرس عليها الأردنيون، وأن يتشاركوا معهم المنهاج خبزا للمعرفة، والغرف الصفية حلقات للنور، متحملين هذا التحدي بقلوب يملؤها الرجاء أن نكون على قدر الاستفاضة، دونما تقصير. ونحن لا نملك أن ننكر وجود التحديات لأنها جزء من واقعنا، لكننا نتطلع إلى كل العقول النيرة التي يمكنها أن تسعف هذا الواقع، وترأب تصدعاته، وتسد فجواته بما تقدمه من أفكار داعمة بناءة، تشد العزائم، وتوقظ الهمم.
ومع ذلك فإن هذه التحديات ما زادتنا إلا تمسكا بمبادئنا وثوابتنا وخطوطنا العريضة في القيم والأخلاق ومبادئ السلوك، ومناهجنا ما كتبت يوما بأيد غير أردنية؛ إذ إن لدينا من الكفاءات المتخصصة المبدعة في هذا المجال ما يغنينا عن الاستعانة بغيرنا، وما يكفي لأن يكون النواة الأولى لمناهج كثير من الدول الشقيقة. ولدينا من الاستقلالية السياسية العلمية القيمية، ما يحصننا من التبعية لأي جهة تفرض علينا ما نضمنه مناهجنا، وما نملأ به عقول أبنائنا ووجدانهم، وإن كانت الإشارة هنا تخص مناهج كولينز في العلوم والرياضيات، وهي قضية قديمة، فإننا نؤكد على أن استعانتنا بها لم تزد عما قمت به سيادة الباشا من استعانتك بما أوردته عن "المارشال مونتغمري" في كتابه "الطريق إلى القيادة"، فما كل استعانة تفريط بالمبادئ، ولا كل تضمين تبعية؛ إذ يفرض علينا الانفجار المعرفي أن ننفتح بعين المتبصر على ما يحيط بنا من صور التطور في مجال المناهج. نضيف إلى هذا أن العلوم والرياضيات من العلوم البحتة، التي تأتي فيها القيم في الحدود الدنيا بما تسمح به الموضوعات. أما مباحثنا الإنسانية فهي نتاج جهد أردني خالص، بمعارفها، ومهاراتها، وقيمها واتجاهاتها، وصنيع خبرات إدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم والمركز الوطني للمناهج.
أما المعلم الأردني فهو محط تقدير من وزارته ودولته، ومليكه، ولم نقف يوما موقف المعارض له، بل كنا على الدوام خير عون له، وما المكرمة الملكية السامية في تعليم نسبة من أبناء المعلمين في الجامعات، وما برامج التنمية المهنية المستمرة، وأنظمة الرتب والحوافز إلا ترجمة حقيقية لمساندة المعلم في تطوير أدائه، وتنمية مهاراته والارتقاء بمستواه، ما ينعكس إيجابا على نوعية التعليم المقدم لأبنائنا، وعلى دخل المعلم؛ ما يزيد من أمنه الوظيفي، وينعكس إيجابا على الجانب الاقتصادي من حياته، جنبا إلى جنب مع تحسن نوعية الخدمة التي يقدمها. وما كنا يوما ضد نقابة المعلمين، لكننا كنا في صف الوطن دائما، هو أولى أولوياتنا، ندني من يدنيه ونقصي من يقصيه.
أما إنجازاتنا فهي التي تشهد لنا، وهي أبعد ما يكون عمن يعمل جاهدا على الغرق في التخلف وإهمال التعليم، لا قدر الله، وإن الجهل بهذه الإنجازات لا ينفي وجودها؛ لأنها حقائق ساطعة كالشمس نفاخر بها، كنا قد أعددنا فيها نخبة من الطلبة الأردنيين المتميزين في مختلف المجالات، قادة للمستقبل كأولئك الذين أشرت إليهم سعادتك في اقتباسك. ونذكر من هذه الإنجازات على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:
نتائج الطلبة الأردنيين في مسابقات الروبوت والذكاء الاصطناعي والبرمجة والعلوم والهندسة لعام 2021:
1- مسابقة كأس العرب للبرمجة و الذكاء الاصطناعي:
الأردن يحقق لقب بطل العرب في مسابقة كأس العرب للبرمجة والذكاء الاصطناعي لعام 2021 من بين 3500 طالب من معظم الدول العربية، من خلال الطالبة المميزة لين الفتياني / قصبة عمان، وحصول الطالبة زينة نوفل / قصبة عمان على جائزة التصميم والبرمجة.
2- أسبوع البرمجة العربي بتنظيم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الإلكسو) / تونس:
حصل الأردن على جائزة المركز الثالث في مسابقة الأسبوع الذهبي لأكثر الدول نشاطا ومشاركة وتفاعلا بتسجيل 2106 مشاركة في المسابقة.
فازت مدرسة ريحانة بنت زيد الثانوية المختلطة / الزرقاء الأولى بالمركز الثاني في مسابقة المدرسة الذهبية المخصصة لأكثر المدارس نشاطا ومشاركة وتفاعلا، بعد أن سجلت المدرسة 270 مشاركة في الأسبوع العربي للبرمجة.
وفازت مدرسة الجزائر الأساسية / قصبة عمان بجائزة المركز الثاني في الزخرفة، وحصلت المدرسة على لقب فريق زخرفة العرب في المسابقة.
وفازت مدرسة فاطمة الزهراء الأساسية المختلطة / الزرقاء الأولى بالمركز الأول بجائزة المعرض الذهبي في أسبوع البرمجة العربي.
3- مسابقة فيرست جلوبل العالمية للروبوت والذكاء الاصطناعي:
شارك في المسابقة فريق مكون من 7 طلاب من مدرسة الملك عبد الله الثاني للتميز / الطفيلة، وحصلوا على شهادة مشاركة وتقدير.
4- المعرض الدولي للعلوم والهندسة ( ISEF ):
حصل الطالبان حمزة عربيات وعمر عرفة / مدرسة اليوبيل على جائزة المركز الثاني من الجوائز الكبرى على مستوى العالم للمعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF REGENERON 2021 في مجال العلوم الإنسانية والسلوكية.
وحصلت الطالبتان زينة الشريدة و جود محمد على الجائزة الخاصة Special award مقدمه من American Psychological Association.
5- أولمبياد اللغة الانجليزية ( ELO ):
حصل فريق مدرسة القادسية الثانوية للبنات / مديرية تربية عين الباشا على جائزة المركز الثالث بأولمبياد اللغة الإنجليزية، وبمشاركة ٢٥ فريق من المدارس الحكومية والمدارس الخاصة النظامين الوطني والأجنبي.
نضيف إلى ما سبق فوز الطالب الأردني عبد الله أبو خلف بلقب بطل تحدي القراءة في دورته الخامسة عام 2021، وانتزاعه هذا اللقب من بين أكثر من 21 مليون متسابق، يمثلون 52 دولة، 96 ألف مدرسة.
هذا وقد أشارت نتائج الدراسة الدولية (TIMSS 2019) تحسنا واضحا ظهر في متوسط أداء طلبة الأردن في مبحثي الرياضيات والعلوم للصف الثامن؛ مقارنة بنتائج دورة (TIMSS 2015)؛ إذ نجد ارتفاعا في متوسط علامات الطلبة في الرياضيات بمعدل (34) درجة، وفي العلوم بمعدل (26) درجة، ونجد تقدما أيضا في ترتيب طلبة الأردن بمعدل (3) رتب في الرياضيات ورتبة واحدة في العلوم.
وتصدر الأردن قائمة الدول العشرة التي أظهرت تحسنا في نسبة الطلبة الذين وصلوا إلى مستوى الأداء المقبول في الرياضيات، وبمقدار من التحسن بلغ (15%)، في حين بلغ مقدار التحسن في العلوم (9%)، وجاء الأردن بالمركز الثاني من بين (13) دولة أظهرت تقدما في مبحث الرياضيات، والثالث بين (11) دولة في مبحث العلوم مقارنة بأدائها في دورة (TIMSS 2015).
إن هذه الإنجازات وغيرها هي الشاهد والشهيد علينا، إذ تظل ضمائرنا متيقظة متأهبة وإن أخذ التعب من أجفاننا سنة فأغمضناها برهة على وجل.
هذا هو همنا المشترك الذي لا يختلف عن همك، غير أن لكل منا بوحه، يصدح به كيفما شاء، شاكرا لسعادتك ما جدت به علينا من أفكار، ومن سعة صدر تتسع لنا إذا نحمل أقلامنا، ونخط بها مزيجا من آمالنا وآلامنا على الورق ...
