البحر الميت في خطر
رؤيا - يعاني البحر الميت، تراجعا كبيرا في مستوى المياه يصل الى 80 سم سنويا، تاركا خلفه حفرا كبيرة على جانبيه.
ويعود سبب تشكل الحفر التي يصفها خبراء بـ"المخيفة"، إلى نقص مياه البحر الميت، شديد الملوحة، جراء التبخر وعدم تزوده بمياه نهر الأردن بشكل كافي وقلة معدل الأمطار خلال السنوات الـ 20 الماضية.
ونقلت وكالة الاناضول عن نائب المدير العام والمتحدث باسم سلطة المصادر الطبيعية بسام الطراونة، إن البحر الميت في خطر نظرا لأن لتراجع مستوى مياهه المالحة بواقع 80 سم سنويا، كما أن تزوده بمياه عذبة من مياه الأمطار يعمل على إذابة طبقات الملح الكبيرة مما ساعد على تشكل فراغات تطورت بعد فترات إلى حفر يصر قطرها الى 10 متر.
وأضاف الطراونة أن "زيادة تبخر مياه البحر الميت قد تقود لأن يصبح البحر عبارة عن محلول ملحي ثقيل"، دون أن يحدد وقت لذلك.
ولفت الطراونة إلى أن "البحر لم يعد يتغذى بالشكل المطلوب من نهر الأردن الذي يعد الرافد الأساسي له لأن السلطات الاسرائيلية تسحب مياه النهر باتجاه بحيرة طبريا".
وفي الوقت الذي اعتبر فيه الطراونة أن مشروع ناقل مياه البحر المزمع إقامته خلال السنوات القادمة سيسهم جزئيا برفع مستوى مياه البحر، قال سفيان التل، خبير الأمم المتحدة السابق، في مجالي المياه والبيئة، إن هذا المشروع "لن يرفع مستوى مياه البحر الا سنتيمترات قليلة".
ووقع الجانب الفلسطيني والأردني والإسرائيلي نهاية العام الماضي، بواشنطن، وبدعم من البنك الدولي، المرحلة الأولى من اتفاقية مشروع مد قناة لنقل مياه من البحر الأحمر للبحر الميت وهو ما عرف بـ"ناقل البحرين".
وأشار التل في حديث للأناضول إلى أن البحر "لن يجف كون اللسان الجنوبي للبحر الذي يتعرض لتراجع في مستواه، سبق وأن جف في مرات عبر التاريخ"، لافتا إلى "وجود خارطة فسيفسائية بيزنطية في محافظة مادبا المطلة على البحر تدل على ذلك بأنها صورت البحر دون الجزء الجنوبي، اضافة الى دراسات أخرى تثبت ذلك".
وأوضح الخبير المائي أن "أولى خطوات إعادة البحر الميت إلى مستواه هو إعادة نهر الأردن الذي تستحوذ عليه اسرائيل الى سابق عهده"، لافتا إلى أن "المنطقة التي تتعرض لتغيير مناخي بالفترة الحالية غير مستثنية من موجات أمطار غير متوقعة".
والبحر الميت وكان يسمى قديما "بحر لوط " هو بحيرة يعتبر سطحها أعمق نقطة في العالم على اليابسة حيث يقع على عمق 417 متر تحت سطح البحر، وله عبر التاريخ ذكر في جميع الحضارات التي سكنت حوله، وكلها تنعته بصورة أو بأخرى بصفات تعود إلى شدة ملوحة هذا البحر أو خلوه من الكائنات المائية.