صورة مجهرية لفيروسات
ما هي "سلالة كاليفورنيا" من فيروس كورونا؟
اكتشف العلماء سلالة جديدة لفيروس كورونا في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، لكن حتى الآن، لا يُعرف الكثير عن هذه النسخة المتحورة.
ويخشى المتخصصون من قدرة النسخة الجديدة على الانتشار بشكل أسرع، مقارنة بالنسخ الأخرى التي ظهرت سابقاً، ما يعني زيادة حالات الإصابة، وبالتالي زيادة الحاجة إلى وحدات الرعاية المركزة، فضلاً عن إمكانية تسبب النسخة الجديدة بالمزيد من حالات الوفاة.
أكثر ما هو معروف عن هذا الشكل الجديد من الفيروس يأتي من ورقة بحثية، لم تتم مراجعتها وتأكيدها بشكل نهائي من جانب متخصصين، منشورة على موقع "ميدريكس" المتخصص في نشر الأبحاث العلمية.
وظهرت النسخة المتحورة من الفيروس لأول مرة العام الماضي بالمناطق الجنوبية لولاية كاليفورنيا الأمريكية، ولكن يعتقد العلماء بوجود نوعين من الفيروس المتحور، لكل منهما طفرة مختلفة عن الآخر.
ويشير مؤلفو الدراسة، العاملون بمركز "سيدارز سايناي" الطبي بمدينة لوس أنجلوس، إلى النسخة الجديدة من الفيروس باسم "CAL.20C".
ويتزامن انتشار هذه السلالة من الفيروس مع ارتفاع معدل الإصابات في تلك المنطقة، حيث تسببت النسخة المتحورة من فيروس كورونا في 24 بالمئة من الإصابات التي تم تسجيلها في لوس أنجلوس، وفقاً للدراسة.
وبحسب ما نقلته "الجزيرة. نت" فقد تم اكتشاف هذه السلالة في 19 دولة، وتتركز في كاليفورنيا، وذلك وفقا لتقرير في الغارديان للكاتبة مانفي سينغ نقل عن دراستين، ويطلق عليها (B.1.427/B.1.429)، وقد لفتت انتباه العلماء لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وتنتمي إلى سلالة يُعتقد أنها ظهرت في مايو/أيار الماضي.
ويحتوي التحور على ثلاث طفرات تغير شكل البروتين المسمى "السنبلة" (Spike) على سطح فيروس كورونا، وهو بروتين موجود في الجزء الخارجي من الفيروس، ويلعب دورا مهما في مساعدة الفيروس على دخول الخلايا.
السلالات الأخرى -بما في ذلك تلك التي تم اكتشافها أول مرة في المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا والبرازيل- لديها أيضا طفرات في بروتين السنبلة. ويشعر الباحثون بالقلق من أن هذه التغييرات قد تجعل من الصعب على الجهاز المناعي التعرف على الفيروس بسرعة وإيقافه.
وحذر الباحث في الأمراض المعدية تشارلز تشيو -وهو طبيب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وهو من قاد هذا البحث- من أن النتائج كانت بمثابة تحذير، وذلك في تصريح لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" (Los Angeles Times). ولم يرد تشيو على طلبات متعددة من صحيفة الغارديان للتعليق.
وقالت الكاتبة سينغ إنه لم تخبرنا أي من الدراستين عن سبب ارتفاع معدلات انتقال العدوى، ويمكن أن يصبح الفيروس أكثر شيوعا بسبب بعض الحظ، أو لأنه أكثر قابلية للانتقال قليلا.
وقال ويليام هاناغ عالم الأوبئة في كلية "هارفارد تي إتش تشان" (Harvard T.H. Chan) للصحة العامة "لا أعتقد أن هناك أي شك في أن هذا النسبة أصبحت أكثر شيوعا في كاليفورنيا، لكني أعتقد أن كمية العينات في كاليفورنيا ليست كافية لتحديد السبب بشكل كامل، وأعتقد أننا يجب أن نكون حذرين".
وأشار هاناغ إلى أنه على الرغم من أن متغير كاليفورنيا أصبح الآن أكثر شيوعا في الولاية فإن الباحثين يعتقدون أنه كان موجودا على الأرجح منذ مايو/أيار على الأقل، ويقول "عليك أن تسأل نفسك لماذا هو موجود منذ فترة طويلة ولم يفاجأ بالعالم".
وقالت مونيكا غاندي -خبيرة الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو- "أنا لست مذعورة، ولا يجب أن تصاب أيضا بالذعر".
بالمقابل قالت ميرديث وادمان في تقرير في مجلة العلوم إن سلالة كاليفورنيا يبدو أنها أكثر قابلية للانتقال إلى حد ما وتزيد من خطر دخول المرضى إلى وحدة العناية المركزة (ICU) والوفاة.
ويبدو أن السلالة الجديدة تتيح للبروتين الخاص بالفيروس اختراق ”المستقبلات" في جسم الإنسان بشكل أسرع. وسجل الباحثون أن التأثير الكامل لسلالة "CAL.20C"، سواء من حيث قوة العدوى أو درجة مقاومة الأجسام المضادة في الجسم لها، هو أمر غير معلوم حتى اللحظة.
ومنذ اكتشاف فيروسات سارس-كورونا، وهي تتحور لتظهر طفرات وسلالات جديدة منها.ويعتبر التحور الأهم للفيروس هو الذي تم اكتشافه في الفترة ما بين نهاية شهر كانون الثاني/يناير ومطلع شباط/فبراير عام 2020، في مدينة ووهان الصينية، والذي أدى إلى جائحة كورونا، لتصبح تلك السلالة من الفيروس هي الأكثر انتشاراً حول العالم.
لكن توالت سلالات أخرى من الفيروس في الظهور بالدنمارك ثم المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، كما تم اكتشاف طفرات جديدة في اليابان والبرازيل.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن جميع الفيروسات تتطور بمرور الوقت، ولذلك ينصح دائماً باتخاذ كافة التدابير الوقائية بغض النظر عن طبيعة السلالة المنتشرة من فيروس كورونا.