ناشط سياسي: التوظيف السياسي لجائحة كورونا يتجلى في حرب اللقاحات المستعرة

الأردن
نشر: 2021-03-29 13:29 آخر تحديث: 2023-06-18 15:28
الطبيب والناشط السياسي مازن حنا
الطبيب والناشط السياسي مازن حنا

أكد الطبيب والناشط السياسي د. مازن حنا، أن ما يجري في العالم من صراعات على لقاحات كورونا، هو أحد تجليات التوظيف السياسي لجائحة كورونا.

وقال حنا، خلال مشاركته في فقرة "أصل الحكاية" ببرنامج "دنيا يا دنيا" على قناة "رؤيا"، إن "التوظيف السياسي للوباء لم يقتصر على حرب اللقاحات الدائرة اليوم، بل بدأ التوظيف منذ لحظة ظهور الوباء في مدينة "ووهان الصينية".

وأضاف أن العالم مقسوم اليوم إلى عالمين، عالم الأغنياء، وعالم الفقراء، الفقراء فيه غير قادرين على إحداث اي فرق، لأنهم لا ينتجون الأدوية ولا اللقاحات ولا العلوم، وما عليهم إلا انتظار ما يتصدق عليهم عالم الأغنياء من فائض إنتاجهم. "صحيح أن دولًا قليلة تمكنت من امتلاك ارادتها، غير انها دول محاصرة، وليس بإمكانها أن تحدث فرقًا كبيرًا أيضًا".

وأوضح حنا "تجلى الصراع الدائر اليوم في العالم على القمة في الحرب التجارية بين أمريكا والصين، فكل دولة تحاول أن تحقق مكاسب"، لافتا إلى أن المعركة بدأت باتهام الصين بأنها من اخترع الوباء ونشره، وتنامت الحرب المستعرة بينهما فوصلت اللقاحات.

أمريكا من جانبها، استخدمت الترويع والتخويف في العالم، كأنها موجة أخرى من "المالتوسية الجديدة" (نسبة إلى العالم الإنجليزي توماس روبرت مالوتس)، الذي عاش في القرن الثامن عشر، وكان يرى أن عدد السكان يتكاثر بمتوالية هندسية"2،4،8.." كل ربع قرن، في حين أن الإنتاج الزراعي ينمو بمتوالية حسابية "1،2،3،4.."، ما يستدعي العمل على تخفيض عدد السكان، والحروب والأوبئة والأمراض كفيلة بذلك.


اقرأ أيضاً : الهواري: بدأنا نشهد مرحلة النزول في أعداد الإصابات بكورونا


وقال حنا إنه "يجري الآن عبر الترويع والتخويف من الوباء تفكيك المجتمعات، وتغذية النزعة الفردية، والجنوح إلى فكرة "الخلاص الفردي"، علمًا أن وباء كورونا، وإن كان سريع الانتشار، غير خطير مثل الأوبئة الأخرى، فمعدل الوفيات بسبب الوباء لم تتجاوز 30% من المصابين، لكن في الجدري على سبيل المثال تجاوزت 50%، وفي الإيبولا أكثر من 15%، وفي السارس 12%".

ويتابع "يتجلى التوظيف السياسي واضحا في حرب اللقاحات المستعرة، فالعالم الغني استولى على معظم ما أنتج من لقاحات، وترك الفتات للفقراء، فمع أن الشركات غير قادرة على إنتاج كميات كبيرة منه بسرعة لمواجهة الوباء والقضاء عليه"، لافتا إلى أنه "ينبغي أن يجري توزيع ما ينتج بعدالة، للمكافحة بشكل متوازٍ في كل الدول، لكنّ دولًا غنية استولت على كميات أكثر من حاجتها".

يؤكد حنا أن "حرب اللقاحات مستعرة بين الدول الغنية نفسها، وخير دليل ما حدث للقاح "أسترازينيكا" الإنجليزي، وما حدث للقاحين الروسي والصيني، وما محاولات شيطنة روسيا والصين، والقول إنهما لا يريدان تسويق اللقاح، بل نشر نفوذهما، إلا خير مثال على ما يجري في العالم".

وقال إن "الاستثمار السياسي للأوبئة والأمراض والأدوية والعلم لم يبدأ بوباء كورونا، بل جرى عبر التاريخ، ويوجد أمثلة كثيرة في هذا السياق، منها أن الجنود الإنجليز نشروا وباء الجدري بين الهنود الحمر، بعد احتلالهم أمريكا الشمالية، بأن لوثوا أغطية الجنود، وأخذوا يرمونها للهنود الحمر، فأبيدت ملايين البشر منهم من الوباء".

وأضاف حنا "من الأمثلة أيضًا ما اعترفت به وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون، حول تجريب أدوية على الناس في جواتيمالا، ما أدى إلى موت الآلاف منهم"، مشيرا إلى إن "الدول الغنية لم تتورع عن استخدام بعض التجارب على شعوبها، وحادثة الغيمة الملوثة التي ظهرت فوق سماء لوس أنجلوس، وتبين أنها تجربة لمعرفة مقدار تأثير جرثومة ما على الناس".  

أخبار ذات صلة

newsletter