الملك عبدالله الثاني يجري مباحثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قصر رغدان العامر
رؤيا - بترا - عقد جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، في قصر رغدان العامر اليوم الخميس، لقاء قمة تناول العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.
وأعرب جلالته، خلال لقاء ثنائي تبعه آخر موسع، حضره كبار المسؤولين في البلدين، عن ترحيبه بزيارة الرئيس السيسي إلى المملكة، وما ستسهم به في تعزيز الأواصر الأخوية التاريخية وعلاقات التعاون الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.
وجرى خلال المباحثات تأكيد الحرص المتبادل على الارتقاء بعلاقات التعاون الثنائي إلى آفاق أوسع، واستمرار التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا، بما يسهم في تحقيق آمال وطموحات الشعبين الشقيقين، لاسيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وجدد جلالة الملك دعم الأردن الكامل لمصر ودورها المحوري المهم في محيطها العربي والإقليمي، وبما يصب في خدمة قضايا الأمة العربية، وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك.
وأعرب الرئيس المصري عن تقدير بلاده لمواقف جلالة الملك الداعمة لمصر وشعبها، والتي أكد عليها جلالته خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وشدد الرئيس السيسي على "أن هذه المواقف المشرفة والأخوية ليست غريبة على المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وقيادتها الوطنية التي تبدي دائماً مساندة ودعما لمصر، بما يمثل نموذجاً للعلاقات بين الدول العربية، التي يتعين أن تجمعها وحدة الصف لمواجهة التحديات المختلفة".
واستعرض الزعيمان مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وآليات التعامل معها، بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة، خصوصاً بعد الزيارة التي قام بها جلالة الملك إلى واشنطن مؤخراً والمباحثات التي أجراها مع المسؤولين الأمريكيين.
وعلى صعيد جهود مكافحة الإرهاب، شدد الزعيمان على أهمية وجود منهج استراتيجي شمولي وتشاركي بين مختلف الاطراف في التصدي للإرهاب، ومن يمارسه باسم الإسلام وهو منه براء.
واتفقت رؤى الجانبين بشأن أهمية العمل على إظهار الصورة السمحة للإسلام وتعاليمه، التي تنبذ العنف والتطرف وتحض على التسامح والاعتدال وقبول الآخر، حيث أكد الزعيمان ضرورة تكاتف جهود الدول العربية والإسلامية لتحقيق هذا الهدف، لافتين إلى محورية دور الأزهر الشريف باعتباره منارة لفكر الإسلام الوسطي المعتدل، فضلا عن أهمية توفير جميع سبل الدعم والمساندة له ليتمكن من أداء رسالته على الوجه الأكمل.
وفيما يتصل بجهود تحقيق السلام في المنطقة، دعا الزعيمان جميع القوى والأطراف الدولية المؤثرة إلى العمل على تهيئة الظروف الملائمة لاحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتذليل جميع العقبات التي تقف حائلا أمام استئناف المفاوضات وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وحول الأوضاع في مدينة القدس، حذر الزعيمان من خطورة المساس بالوضع القائم في المدينة، خصوصا في الحرم الشريف والمسجد الأقصى المبارك، مؤكداً جلالة الملك، في هذا السياق، استمرار الأردن على الدوام في بذل جميع الجهود دفاعا عن المدينة ومقدساتها، وذلك في إطار الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.
وخلال المباحثات، التي أكدت أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، ينهي معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة سوريا، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره، في هذا الإطار، لدور الأردن في استضافة اللاجئين السوريين واهتمامه بتوفير احتياجاتهم.
واستعرض جلالته والرئيس السيسي الأوضاع في العراق، مؤكدين ضرورة تعزيز الوفاق الوطني بين مختلف مكونات الشعب العراقي، ودعم جهود الحكومة العراقية في محاربة التنظيمات الإرهابية.
وكان جلالة الملك أقام مأدبة غداء تكريماً للرئيس الضيف والوفد المرافق، حضرها كبار المسؤولين في البلدين.
وحضر المباحثات عن الجانب الأردني رئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشار جلالة الملك مقرر مجلس السياسات الوطني، ومدير المخابرات العامة، والسفير الأردني في القاهرة، فيما حضرها عن الجانب المصري وزير الخارجية، ومستشارة رئيس الجمهورية للأمن القومي، ومدير مكتب رئيس الجمهورية، والمتحدث الرسمي لرئـاسة الجمهورية، والسفير المصري في عمان.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني في مقدمة مودعي فخامة الرئيس المصري في ختام زيارته للمملكة.
كما كان في وداع الرئيس الضيف، في مطار ماركا العسكري، عدد من كبار المسؤولين.