أوباما: العنصرية متأصلة في المجتمع الأميركي
رؤيا - د ب ا - قال الرئيس الأميركي باراك أوباما - في مقابلة أجرتها معه شبكة (بي إي تي) الأميركية، وتبث بالكامل الاثنين - إنه "بنفس قدر الألم الذي تسببه هذه الأحداث، لا يمكننا المساواة بين ما يحدث الآن وما كان يحدث منذ خمسين عامًا".
وأدى الظلم واسع النطاق ضد الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية في منتصف خمسينيات القرن الماضي إلى قيام حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
وقال أوباما "إذا تحدثت إلى والديك .. أجدادك .. أعمامك أو أخوالك .. سيخبرونك بأن الأمور كانت أفضل .. لم تكن جيدة .. لكن كانت أفضل"، مضيفاً أن الإنجازات السابقة بحاجة إلى الاعتراف بها لتحقيق مزيد من التقدم.
ورغم أن أوباما يتعرض إلى ضغوطات داخلية إلا انه يؤكد عزمه على إتخاذ خطوات قوية إلى الأمام في محاولة لمعالجة المشاكل التي يعاني منها المجتمع الأميركي، وكان كثيرون يعتقدون أن الرئيس الأميركي ذا الأصول الأفريقية ستتعرض إدارته لانتكاسة عقب فوز الجمهوريين في الانتخابات التشريعية في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، وقال محللون إن هذه النتائج ستلقي بظلها على العامين الاخيرين لاوباما في البيت الابيض. لكن يبدو أن اثرها اتى معاكسًا فجعلت الرئيس الاميركي اكثر اندفاعًا.
فبعد شهر على خسارة الاكثرية في مجلس الشيوخ لصالح الجمهوريين وسلسلة اعلانات تتعلق بالمناخ والهجرة وحيادية الانترنت، يظهر الرئيس الاميركي زخمًا مميزًا، ينعكس في واشنطن. والسؤال هنا هو إن كان سيتمكن من الحفاظ على هذه الوتيرة.
هذا دفع باللذين كانوا، في معسكره، يشتكون من قلة جرأته، الى الاشادة به. في المقابل اثارت هذه المبادرات انتقادات حادة في المعسكر الجمهوري، لكنها كشفت ذلك عن خلافات عميقة سواء في مسائل الميزانية أو الهجرة. كل هذا وسط معركة كامنة استعداداً للانتخابات الرئاسية عام 2016، يتواجه فيها حوالى 12 مرشحاً محتملاً وتيارات فكرية كثيرة.
ويبدي الرئيس في الوقت الحالي ثقته في امكان احراز تقدم على مستوى التشريعات في ملفات على غرار اصلاح نظام الضرائب أو الشراكة عبر المحيط الهادئ، وهو اتفاق للتبادل الحر يمكن له ان يعتمد فيه على دعم نواب جمهوريين.
وصرح اوباما قبل عدة ايام: "الخبر السار هو انه بالرغم من صدور نتائج الانتخابات على غير ما كنت امل، ما زالت هناك مواضيع كثيرة يمكن احراز تقدم فيها".
والفكرة تكمن في أنه فيما تنهال الانتقادات حول اختلال عمل الكونغرس، ما زال الجمهوريون بحاجة ماسة الى اضافة عدد من القوانين الى حصيلتهم مع اقتراب 2016.
لكن المعادلة ليست بهذه البساطة. ففي 2012 اعلن مراقبون عن قانون مهم يلقى اجماعًا بخصوص الهجرة، معتبرين أن الجمهوريين يحتاجونه بشكل ماس لاغراء قسم من الناخبين المتحدرين من اميركا اللاتينية الذين يزداد تأثيرهم باستمرار. لكن حزب الشاي، الجناح اليميني في الحزب الجمهوري رفع الصوت فتلاشت الامال في حدوث اصلاح كبير.
واكد زلايزر "بهذه الطريقة لا يمكن للكونغرس أن يعمل" موضحًا أن "فصيلاً من الحزب مستعد للتضحية بفرص الوصول الى البيت الابيض لصالح الهيمنة على الكونغرس".
بعد المراسيم ومشاريع القوانين سيحول اوباما اهتمامه كذلك الى 2016. فمن مصلحة الرئيس الـ44 للولايات المتحدة الذي استقبل هذا الاسبوع هيلاري كلينتون التي تعتبر الاوفر حظاً في المعسكر الديموقراطي، تجنب صعود جمهوري الى الرئاسة ليفكك اعتبارًا من 2017 كل حصيلته او حيزًا منها.
وذكر المؤرخ ارون ميلر من مركز ويلسن في واشنطن ان "هوية من سبقك ومن سيخلفك فائقة الاهمية في تقييم التاريخ لرئاستك".