تعتبر الضباع من الحيوانات القليلة او النادرة التي لها قدرة على مواجهة الأسود
كل ما ترغب بمعرفته عن حيوان الضبع المهدد بالإنقراض في الأردن
الضبع حيوان من فصيلة الثديات، مشهور بعوائه الغريب الذي يشبه ضحكة هستيرية للإنسان، فيما نقصت أعداد هذا الحيوان في الأردن كثيراً وأصبح مهدداً بالانقراض خلال السنوات الأخيرة لعدة أسباب وعوامل.
ويحصل الضبع على غذائه باصطياد الحيوانات، كما أنه يأكل بقايا الحيوانات النافقة التي يعثر عليها
والنوع الأكثر شيوعا هو الضبع المرقط أو الضبع الضاحك، وهناك أنواع أخرى منها الضبع المخطط أو الضبع البني.
الضبع حيوان مفترس من آكلة اللحوم ينتمي إلى عائلة تعرف باسمه، وبالرغم من أوجه التشابه القوية مع الكلاب في الشكل الخارجي، إلا أنه يتميز برأس ضخموأذنين كبيرتين وله فكان شديدا الصلابة وأسنان حادة جداً تزيد في قوتها عن أسنان أي حيوان آخر تجعله قادراً على تكسير عظام الحيوانات والتهامها وبنفس الوقت تعمل معدته على افراز سائل حامضي قوي يساعده في تذويب العضام وهضمها بسهولة تامة.
وتتميز أسنان فك الضبع بالقوية الشديدة التي تسحق العظام سحقا.
وظهر الضبع محدب والأقدام ذات أربعة أصابع، والأذن مستعرضة فوق القاعدة ومدببة الطرف يكسوها شعر خفيف، والعيون منحرفة الوضع وذات بريق مخيف.
والضبع حيوان كريه ذو أثر سيئ في النفوس وهو في الحقيقة مظلوم في ذلك ولكن يرجع ذلك إلى العنق الغليظ الثابت والذنب المكسو بخصل من شعر قوي خشن.
والفراء المكون من شعر طويل خشن أيضاً ولون الشعر الداكن وكل هذه الصفات الظاهرية تطبعه بطابع يبعث البغض له، ويثير الريبة فيه والاشمئزاز منه.
والضباع حيوانات ليلية ذات أصوات مزعجة تشيع الضحك البشع، وهي أكولة نهمة وتنبعث منها رائحة كريهة، ومشيتها عرجاء تقريباً ليس فيها ما يعجب.
ولهذه الحيوانات غدد لعابية كبيرة، وعلى اللسان نتوءات قرنية والمريء متسع كما أن لها غدداً على منطقة الشرج.
والأنياب في الضباع غليظة قوية وكذلك الأضراس الأمامية، لتصلح لطحن العظام.
وفي تكوين أسنان الضباع ما يمكنها من أكل بقايا الغذاء التي تتخلف عن حيوانات أخرى كالعظام وغيرها، وكذلك لها من قوة عضلات الفكين ما يجعلها أقوى فكاك الحيوانات، وهو يتميز بوجود شوكتين بجانب فكية لذا عندما يحب أن يدور يدور بكامل جسمه وليس برأسه فقط .
وتطلق الضباع أصواتاً غريبة تتراوح ما بين العويل والنباح، وأحياناً تكون أصواته مشابهة للضحك البشع ولذلك فإنها تكنى بالضباع الضاحكة وأحياناً أخرى فإنها تصدر أصواتاً رفيعة حادة تكون في غاية الإزعاج.
الحمل والولادة
تحمل أنثى الضبع مرة واحدة في العام وتنجب ثلاثة أو أربعة من الصغار.
وتتراوح مدة حمل الانثى بين 90 يوما و110 أيام وهي تضع صغيرا او صغيرين، ويتراوح وزن الواحد منهما بين 900 غرام و1600 غرام في حين يتراوح وزن الضبع البالغ بين 45 و82 كلغ.
وهو على الرغم من صعوبة ركضه الا ان سرعته تصل الى 65 كلم في الساعة ويعمر 25 سنة تقريبا.
وتعتبر الضباع من الحيوانات القليلة او النادرة التي لها قدرة على مواجهة الأسود، الى درجة انها تسرق او تختطف فريسة الاسد وتلتهمها بسرعة عالية، ويمكن للضباع ابتلاع 14 كلغم من اللحم دفعة واحدة.
وحتى وقت قريب كان العلماء يعتقدون ان الضباع خنثى أي انها تحمل الاعضاء الذكورية والانثوية معا، لكن لوحظ من خلال البحث والدراسة ان للانثى زائدة جنسية تشبه العضو الذكري.
وعلى الرغم من صفاته السيئة المعروفة عنه، الا انه يتمتع بصفات جيدة، فهو صياد ماهر وصبور وعنيد وهو من العوامل الاساسية التي تساهم في تنظيف مناطق السافانا من الجيف والبقايا المتناثرة التي يمكن ان تؤذي البيئة، وذلك نظرا لأنه يمتلك بالفعل أقوى فكوك في فصيلة الثدييات.
تنظيم معقد
ويعتقد العلماء ان التنظيم الاجتماعي لقطعان الضباع وخاصة المبرقعة منها معقد للغاية، اذ أننا نجد أحيانا مجموعة مكونة من 30 إلى 100 ضبع تسير في قطيع تقوده أنثى، ويتحدد انتماء الضبع الى القطيع ببعض السلوكيات التي تدل على خضوعه لأفراد القطيع، كأن يأتي ويتحسس ويشم اعضاءها التناسلية.
ولكي تحدد الضباع مكان وجودها او حدودها، فإنها تضع فوق العشب مادة دهنية تشبه المرهم تنتجها غدتها الشرجية.
وتتواصل الضباع فيما بينها بتصرفات وأصوات لا تصل الى أسماع الأذن البشرية.
وعندما تهاجم قطعان الضباع فريسة سهلة مثل الحمار الوحشي فإنها تلتهمه بشراهة لا مثيل لها خلال ربع ساعة فقط، وان تبقى شيء من الفريسة تدفنها في الماء او تحت الارض ثم تعود اليها عندما يصيبها الجوع.
ومن العجائب التي تذكر عن الضباع انها تصرخ او تعوي للاسفل اي باتجاه الارض وليس باتجاه الاعلى (السماء) كما تفعل الذئاب والكلاب.
في الأردن، يتواجد الضبع في المناطق الجبلية المطلة على الأغوار، ويقيم في الكهوف الطبيعية في سفوح الجبال، كما يتواجد في الصحراء ولكنه لا يتوغل فيها .