احد الضحايا
منفذ هجوم لاس فيغاس أحبط خطة لمكافحة الإرهاب
تمكن منفذ هجوم لاس فيغاس ستيفن بادوك من اختراق خطة اعتمدتها شرطة لاس فيغاس في عام ٢٠٠٩ ذات طابع عسكري للتدريب ومكافحة الإرهاب، أطلقت عليها برنامج قدرات الهجوم المتعدد لمكافحة الإرهاب الذي يطلق عليه اختصارا (ماكتاك) بهدف مساعدتها في التعامل مع الهجمات.
ويقول مسؤولون محليون وخبراء أمنيون إن مدينة لاس فيغاس قضت سنوات تخطط للأسوأ فدربت قوات الأمن الخاصة بها وفقا لبرنامج لمكافحة الإرهاب اعتمدته عام ٢٠٠٩ لمواجهة عمليات إطلاق النار بشكل عشوائي والهجمات الكيماوية والتفجيرات الانتحارية واقتحام الطائرات للمباني.
لكن المسؤولين يقولون إن حين وقع هجوم ليل الأحد الذي راح ضحيته ٥٨ قتيلا ومئات المصابين في حفل موسيقي بالهواء الطلق في المدينة وجدت الشرطة أنه ليس لديها سوى خيارات محدودة لوقف المسلح سريعا.
ويسلط هذا الضوء على الصعوبات التي تواجهها المدن الأميركية لحماية المواطنين من هجمات يمكن أن تأخذ أشكالا لا يمكن توقعها.
تقول الشرطة إن الزوايا والمسافات ووجود آلاف الناس جعلت التصدي له مستحيلا.
قال روبرت تشمبرلين عضو قوة مكافحة الإرهاب بشرطة لاس فيغاس "أظهر ضباطنا درجة رائعة من ضبط النفس. يمكنهم إطلاق النار من على هذه المسافة. القيام بذلك غير آمن".
وأضاف "أنت تطلق النار على ارتفاع ٣٢ طابقا من على مسافة ٥٠٠ متر. مسار طلقاتنا... حتى لو صوبنا بدقة ستصعد إلى السقف ثم إلى الطابق التالي".
ومضى قائلا إن الضباط "كانوا يعلمون أن عليهم أن يطبقوا عليه وهذا هو ما فعلوه".
في عام ٢٠٠٩ اعتمدت شرطة لاس فيغاس خطة جديدة ذات طابع عسكري للتدريب ومكافحة الإرهاب أطلقت عليها برنامج قدرات الهجوم المتعدد لمكافحة الإرهاب الذي يطلق عليه اختصارا (ماكتاك) بهدف مساعدتها في التعامل مع الهجمات.
قال مسؤولون إن الشرطة وضعت الخطة بعد هجوم مومباي عام ٢٠٠٨ الذي قتل خلاله متشددون تربطهم صلات بتنظيم القاعدة ١٦٦ شخصا في سلسلة عمليات إطلاق رصاص وتفجيرات منسقة على مدار أربعة أيام.
وقال أعضاء في فريق (ماكتاك) لرويترز في مقابلة هذا الأسبوع إن البرنامج يتطلب من ضباط إدارات إنفاذ القانون المختلفة بالمنطقة تلقي نفس التدريب للتصدي للهجمات.
وأتاح هذا التدريب لرجال الأمن من إدارات مختلفة الاندماج سريعا للتصدي للهجمات، وتكوين وحدات صغيرة وتوجيه الرصاص إلى موقع المسلح من زوايا مختلفة في حالة الهجمات بالأعيرة النارية.
وبالنسبة لهجوم الأحد عقد تواجد بادوك على ارتفاع في فندق مزدحم اتخاذ الإجراءات التي تدرب عليها الضباط جيدا، أولا لأن كان من الصعب تحديد موقعه وثانيا بسبب الخطر الذي كان سيتعرض له المارة إذا ردت الشرطة بإطلاق النار.
وأشاد عضوا مجلس المدينة ريكي بارلو وستيف سيروكا بتعامل الشرطة مع هجوم الأحد لكنهما اعترفا بأن المسلح كان خصما صعبا وبأن الاستعداد لكل أنواع الهجمات ليس سهلا.
إقرأ أيضاً: صديقة مرتكب مجزرة لاس فيغاس تنفي اي علم لها بمخططه
وقال بارلو "شخص يطلق الرصاص من على ارتفاع على حشد تحته. بالطبع درسنا ذلك. لكن السؤال يصبح: كيف يمكن الوقاية من ذلك؟"
وقال سيروكا إن الكثير من الفنادق في لاس فيغاس مزودة بتكنولوجيا لرصد سقوط ما يقذف من الشرفات مثل أعقاب السجائر وتحديد الغرفة التي سقط منها لكنه قال إنه لا توجد شرفات في فندق ماندالاي باي الذي نفذ فيه بادوك جريمته.
وعبر سيروكا، وهو كولونيل سابق في القوات الجوية الأميركية شارك في حربي الخليج، عن أسفه لطول المدة التي أطلق فيها بادوك النار على الحشد وقال "تسع دقائق تصبح دهرا حين تتعرض لإطلاق الرصاص".
ومضى قائلا "هناك مقولة قديمة: لا يمكن أن تتوقع كل احتمال".