الصورة من الفيديو
التسرب من المدارس..حينما نقذف فلذات أكبادنا إلى شوارع غير آمنة..فيديو
لم تكن هذه الفتاة تعلم أنها موهوبة، فمع أنها تركت مقاعد الدراسة، وكان يمكن لموهبتها في الرسم أن تندثر وتغوص بعيدًا، غير أنها ما أن وجدت ضالتها في مركز الدعم الاجتماعي، حتى اكتشفت مقدار شغفها بعالم الألوان، وتتطلع اليوم إلى إكمال دراستها، وتعويض ما فاتها.
وهذه الفتاة السورية، لا تختلف كثيرًا عن زميلتها، فقد انتزعتها الحرب عنوة من مدرستها وهي بعد في الصف الرابع، باستثناء أنها اكتشفت مقدار شغفها بعالم الأرقام، والبيانات الإحصائية.
هم صبية ثلاثة، لكل واحد منهم قصته الخاصة مع المدرسة، والتسرب منها، صحيح أنها تتباين في التفاصيل، بيد أنها جميعًا تلتقي في أنهم ضحايا نظام تعليمي قاصر، وواقع اجتماعي قاسٍ.
الصبية الثلاثة والفتاتان الذين كانوا قد تسربوا من مدارسهم، وجدوا ضالتهم في مركز الدعم الاجتماعي، فهل يمكن أن يكون هذا المركز الرائد بديلَا عن المدرسة؟
لكن قبل هذا وذاك، ما هو التسرب من المدارس؟ ولماذا يتسرب الطلبة منها؟ وهل الأسباب تلك وجيهة، أم أن هناك تقصيرًا ومسلكيات تدفع الطلبة إلى الهروب من المدرسة؟
وفي السياق ذاته، التكلفة الاقتصادية والاجتماعية للتسرب من المدارس، قطعًا أكثر بكثير من تكلفة المحافظة على المتسربين في مدارسهم.
كيف تعالج وزارة التربية والتعليم مشكلة التسرب من المدارس؟ وهل تكفي إجراءاتها للمعالجة؟
أعداد المتسربين كثيرة، لكن، وزارة التربية والتعليم لا تعترف، لأسباب مختلفة، إلا بأعداد قليلة، فلماذا التباين الواضح في البيانات الإحصائية؟
كل طالب يتسرب من المدرسة، إن لم يجد سوق عمل منظمه، تهضمه وتوجهه، هو مشروع خارج جديد عن القانون، فهلا عملنا معًا، وزارة التربية والتعليم والمؤسسات ذات الصلة مع المجتمعات المحلية على حماية فلذات اكبادنا وإبقائهم على مقاعد درس دافئة، تحتضنهم ولا تلفظهم.