تعبيرية
صور الـ'سيلفي' تساعدُ الأطباء في تشخيص السرطان!
قام مجموعة من العلماء بتطوير تطبيق جديد يستخدم صور الـ"سيلفي" للكشف عن العلامات المبكرة لسرطان البنكرياس لمساعدة الأطباء في التعرُّف على هذه الحالات، وقد تمكنت هذه التقنية من التشخيص الصحيح بنسبة ٨٩.٧٪ من التجارب.
تُسمى هذه التقنية BiliScreen، وتعتمد على كاميرات الهواتف الذكية لاكتشاف تغير لون بياض العين، وقد تم تطويرها عن تقنية مُستخدمة بالفعل للكشف عن اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العين) لدى الأطفال حديثي الولادة.
ويعد التنبؤ بسرطان البنكرياس واحد من أصعب التكهنات بين جميع أنواع السرطان، وفقاً لبحوث السرطان في المملكة المتحدة، وهناك أكثر من ٩٥٠٠ حالة جديدة سنوياً في المملكة المتحدة و٨٠٠. ٨ حالة وفاة، مع أقل من ١٪ من المرضى الذين يعيشون بعد أكثر من عشر سنوات من تشخيص المرض.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة أليكس مارياكاكيس: "المشكلة مع سرطان البنكرياس هو أن أعراضه تظهر في وقت متأخر للغاية ويكون المرض قد انتشر بالفعل وانتقل إلى أعضاء أخرى، مثل الكبد على وجه الخصوص".
يعود السبب في ذلك إلى عدم وجود أدوات الفحص التي تساعد في العثور على الورم قبل انتشاره، لذلك فإن البرامج الحالية تتطلب من الأطباء إجراء اختبار الدم فقط للبالغين الذين يُحتمل إصابتهم بالمرض.
إلا أن الباحثين في جامعة واشنطن يراهنون على اصفرار العين والجلد كواحد من أهم الأعراض الناجمة عن تراكم البيليروبين في الدم، والتي لا يمكن كشفهاً دائماً بالعين المجردة.
هذا، ويقول شويتاك باتل، المؤلف الرئيسي للدراسة: "إن العيون هي طريقة مثيرة للاهتمام حقاً للكشف عن كثير من علل الجسد، إذ يمكن للدموع أن تخبرنا عن مقدار الغلوكوز، ويمكن لبياض العين أن يخبرنا عن كمية البيليروبين في الدم".
ويساعد الاعتماد على تغيُّر بياض العين أكثر من الجلد الذي يصعب تحديد التغير في لونه بسبب اختلاف ألوان البشرة، بينما يعد بياض العين عاملاً محايداً في جميع الأعراق والأجناس.
يأمل الفريق في أن يتمكن المرضى من استخدام هذا التطبيق في المنزل مرة واحدة في الشهر على الأقل.
وقال مارياكاكيس: "باستخدام التطبيق في المنزل، يمكن لبعض الحالات اكتشاف إصابتهم بالمرض فى وقت مبكر بما فيه الكفاية لبدء العلاج الذي قد ينقذ حياتهم".
وبعيداً عن خصوصية التشخيص المنزلي، فإن BiliScreen يمكن أن يخفف العبء على المرضى المصابين بسرطان البنكرياس الذين يحتاجون إلى مراقبة متكررة للبيليروبين.
تجدر الإشارة إلى أن سرطان البنكرياس هو نتيجة للنمو غير الطبيعي وغير المنضبط لخلايا البنكرياس، ويحتل المركز الرابع بين الأمراض المميتة في أوروبا والولايات المتحدة.
يذكر أن هذا المرض غير مُعد، ولم يتم تحديد سبب علمي واضح لورم البنكرياس؛ إذ يصعب على الأطباء معرفة سبب إصابة شخص وعدم إصابة شخص آخر مر بنفس الظروف.
وعلى الرغم من ذلك، تُشير الإحصائيات إلى زيادة انتشار المرض وفقاً لعدة عوامل؛ إذ يصاب به غالباً الأشخاص فوق الستين عاماً، كما أن احتمالية الإصابة به تزداد مرتين أو ٣ مرات لدى المدخنين مقارنة بغيرهم، كذلك فإن مرض السكري قد يزيد من احتمالات الأورام الخبيثة في البنكرياس، وتزداد أيضاً احتمالات الإصابة لدى الرجال أكثر من النساء.
وفي الولايات المتحدة، أظهرت الإحصائيات أن المواطنين من أصول إفريقية هم الأكثر إصابة بالمرض من غيرهم من ذوي الأصول الآسيوية أو الإسبانية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تاريخ العائلة يعد مؤشراً على احتمالية ظهور المرض لدى بقية الأفراد؛ ليس فقط في حالة إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان البنكرياس، بل كذلك سرطان المبيض والقولون.
كذلك فإن التهاب البنكرياس المزمن قد يزيد من خطر ظهور الأورام الخبيثة في البنكرياس، بالإضافة إلى البدانة والتعرض للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية وتناول اللحوم بكثرة.
وهناك أيضاً عوامل غير مؤكدة مثل الإفراط في تناول القهوة والكحوليات.