نبض البلد : غزة .. هدنة بطعم النصر
رؤيا – رصد – معاذ ابو الهيجاء – تناولت حلقة نبض البلد الخميس التي تبث عبر فضائية رؤيا اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة ، وتقييم نتائج العدوان ومكاسب الشعب الفلسطيني من الحرب .
واستضافت الحلقة كلا من الخبير الاستراتيجي سعد ابو رية ، وفالح الطويل استاذ العلوم السياسية ، و عبر الاقمار الصناعية الكاتب والمحلل السياسي من غزة هاني حبيب .
وقال الخبير الاستراتيجي سعد ابو رية أن الاحتلال الاسرائيلي هو الذي اراد الحرب كأداة من أجل تحقيق اهداف منها تدمير المصالحة الفلسطينية، الا انه فشل بهذا الهدف فظهر الفلسطينيون أكثر توحدا في القاهرة، وفصائل المقاومة كلها التابعة لفتح و لحماس تصرفت كأنها تأتمر بأمر مركزي واحد على الارض.
واضاف ابو رية ان دولة الاحتلال كانت تهدف الى نزع سلاح حماس بقتل المدنيين كما في الشجاعية ورفح لأنها تعرف أنها لا تقدر على نزع سلاح حماس، إلا بقتل المدنيين من اجل اجبار حماس تحت الضغط على نزع سلاحها وهذا ايضا فشلت في تحقيقه وكانت المقاومة حاسمة فقتلت كثيرا من صفوف اليهود.
واشار الى أن كل من يراقب ما يجري في دولة الاحتلال بعد الهدنة يرى حصول خلاف كبير بينهم وصراع داخلي وأن هناك خلافا كبيرا جدا ولو اجريت انتخابات لفشل اللكيود و نتنياهو.
وعن ضمانات بقاء المصالحة الفلسطينية قال ابو رية ان هناك ضمان يمنع حماس من تدمير المصالحة وحماس تعلم أن هدف اسرائيل تدمير المصالحة فإن قامت حماس بتدمير المصالحة فكأنها قامت بحرب بالنيابة عن الاحتلال واهل غزة لا يقبلون بتدمير المصالحة باعتبار تدميرها هدف اسرائيلي استراتيجي، وسوف يؤدي إلى تدمير سلاح حماس في النهاية.
وأكد على أن حماس كسبت حملة عالمية ضد الاحتلال وهي مقاطعة وتعرية ممارساته التي بدأت تظهر شيئا فشيئا ، حتى الولايات المتحدة رفضت تزويد اسرائيل بالصواريخ الدقيقة حتى أن كثير من اليهود بداوا بالتفكير بالهجرة / مشيرا الى أن الحرب تميزت هذه المرة بتوحد المحاور العربية والان حماس لا تستطيع أن تنحاز لأي دولة عربية لان كل الدول العربية كان موقفها داعم لها.
واضاف ابو رية ان دولة الاحتلال لم تحقق كل اهدافها وليس امامها سوى الحرب والفلسطينيون محاصرون في الضفة و غزة فكانت الحرب هي الوسيلة الوحيدة للخروج عن الشرعية الدولية ، وحين أوقفت دولة الاحتلال عداونها كان بأمر جاء من الخارج من الاتحاد الاوروبي وامريكا التي لم تعد تقبل مثل هكذا عدوان وهذه خسارة لها ، وأضاف ان اسرائيل لم تعد تستطيع خرق قواعد القانون الدولي وكثير من ممارستها لم تعد مقبولة مثل السابق ، وان الاحتلال خسر ولم يعد العالم يدعمه كما كان في السابق، ويجب ان يتوقف عن الممارسات العبثية وهي قتل الشعب الفلسطيني بالسلاح الاوروبي الامريكي.
وحول المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية اشار ابو دية إلى أن الاحتلال يجيد فن التهرب من الالتزامات و لابد من موقف عربي موحد بالتعاون مع كل شعوب العالم و مؤسسات المجتمع الدولي لاعطاءها زخم من أجل الضغط على اسرائيل ، ونوه إلى أن عدم الوحدة الفلسطينية كان تضعف الموقف العربي وهو ما أدى لعدم وجود موقف عربي موحد داعم للقضية الفلسطينية.
من جانبه قال فالح الطويل أستاذ العلوم السياسية الهدنة هي وقف قتال بعد الحرب وياتي بعدها سلام لابد أن نعمل عليها بالمستقبل ، فقد فرضت الهدنة من الامم المتحدة من أجل نواحي انسانية ولم تكن من حماس أو الاحتلال فلم يستطع اي طرف ان يفرض الهدنة فلا يوجد غالب ولا مغلوب والاحتلال اقوى ولكن لم يعرف كيف يدير الحرب ، حيث بدأ العدوان من أجل القضاء على الانفاق وهي 32 نفق منها 14 تحت اسرائيل.
وأضاف الطويل ان الخسائر التي تكبدتها غزة كانت اكبر خسائر في كل الحروب الماضية ، مشيرا الى ان حماس كسبت مكاسب اقليمية حيث زادت 6 اميال في البحر بينما كانت 3 اميال وكسبت اراضي زراعية تبلغ 200 متر .وسوف يكون هناك اعادة فتح مطار غزة، بالاضافة الى أن 40 الف موظف سوف يأخذوا رواتبهم من حكومة الوحدة الوطنية .
واشار الى ان كل المساعادت وادارة الحدود ستأتي عبر السلطة الفلسطينية فلا يمكن لحماس أن تفكر في الخروج عن المصالحه.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب ان الهدف الاسرائيلي هو مواجهة الاستحقاق الوطني الفلسطيني لضرب حكومة الوفاق الوطني وضرب الوحدة الفلسطينية ولكن خاب هذا الظن وتوحدت الجهود في وفد واحد في القاهرة و اصبحت اقوى من اي وقت مضى.
واضاف حبيب خلال لقاء عبر الاقمار الصناعية من قطاع غزة في برنامج نبض البلد انه لابد من البناء على ما تم انجازه لارتقاء بالوحدة وتعزيزها بالمستقبل لاعادة بناء القطاع وعلى القيادة الفلسطينية الاشراف على بناء غزة خصوصا أن المعابر التي سوف تفتح ستكون باشراف القيادة الفلسطينية في الضفة.
واشار حبيب الى ان ابرز التحديات بعد الهدنة هي اعادة اعمار غزة وهو بند بالغ الخطورة حيث دمرت البنية الاقتصادية و الصحية و التعليمية والبشرية، وتحتاج أموالا وجهود كبيرة ، بالاضافة الى اعادة الوحدة الوطنية لصفوف الشعب الفلسطيني.
ولفت الى ان هناك كان دورا مصريا واضحا للتوصل للهدنة الاخيرة ، وهناك قضايا مهمة بعد الهدنه مثل بناء الميناء وفتح المطار واخراج الاسرى ، وعلى الجانب الفلسطيني وهي مرحلة ثانية بعد المرحلة الاولى ومنها المفاوضات من أجل انشاء دولة فلسطينية توحد الشعب الفلسطيني.