الرئيس ترمب يتناول وجبته المفضلة شريحة لحم (ستيك) مع الكاتشب
ماذا أعدت الرياض على مائدة عشاء ترمب في السعودية؟
من حسن الضيافة أن يشعر الضيف كأنه في بيته، وهذا ما جهد المضيفون لأجله لئلا يشعر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالغربة حينما يجلس على مائدة العشاء التي ستقام احتفاءً بزيارته للمملكة العربية السعودية، فإلى جانب المأكولات التقليدية السعودية، فإن الرئيس الأمريكي على موعد مع أكلته المفضلة: شريحة لحم (ستيك) مع الكاتشب، حسبما ذكرت الإندبندنت البريطانية.
وفي السعودية تقول الأوساط المطلعة على تدابير رحلة ترمب إن فِرق إعداد الطعام ستقدم للرئيس أطباقاً من شرائح اللحم المشوي (الستيك) مع صلصة الطماطم (الكاتشب) إلى جانب جبال الأرز واللحم التي لا تغيب عن الموائد السعودية، وستكون جميع اللحوم مذبوحة ذبحاً حلالاً حسب الشريعة الإسلامية.
وقد أصرت المصادر التي اطلعت الإندبندنت على تدابير ضيافة ترمب في المملكة العربية السعودية على عدم ذكر اسمها؛ نظراً لأنها غير مخولة للإدلاء بتلك التفاصيل الحساسة.
وكان ممثلو الوفود الأجنبية في قمتي حلف الأطلسي (الناتو) ومجموعة الدول الصناعية السبع (G٧) قد تناهى إليها أن الرئيس الأمريكي الجديد لا يحبذ العروض التقديمية الطويلة، كما أنه يفضل كثرة وسائل الإيضاح البصرية فيها.
وفي كلٍّ من محطاته الـ٥ التي سيتوقف فيها أثناء أولى رحلاته خارج البلاد، عمل فريق ترامب أسابيع من أجل تخصيص مساحة وقتية يومية كي يستريح الرئيس فيها من عناء جدوله المضني الحافل بالمشاغل.
كل هذه الجهود تعد جزءاً من المساعي الدولية الرامية لإشعار الرئيس الأميركي "البيتوتي" بالراحة في أسفاره وتنقلاته المتعِبة خارج بلده، خاصة أن الكثير بات على المحك بعد الجدل الذي دار حول احتمال وجود علاقة جمعت حملته الانتخابية بروسيا.
وحتى قبل أن تتحول رحلة ترمب من رحلة أوروبية سريعة إلى سفرة طويلة تدوم ٩ أيام، كان الانفعال يسيطر على فريق مساعدي البيت الأبيض خشية ما قد يلاقيه الرئيس من ضغوط ومشقات في ترحاله خارج البلاد، مثل اختلاف المناطق الزمنية والفنادق غير المألوفة والمأكولات الغريبة المحلية.
حتى أن مسؤولين اثنين عبّرا عن خشيتهما من أن مكابدة الرئيس للمشقة في رحلة واحدة أمرٌ كفيلٌ بأن يعهد بمهام تنقلاته وجولاته الدولية المستقبلية إلى نائبه مايك بينس.
لكن برنامج رحلته الأخيرة حافلٌ لا يفرش له دروبَ الدبلوماسية الدولية في المغترب بريش النعام الوثير. فبعد مغادرته يوم الجمعة في رحلة ستستغرق الليل بطوله على متن طائرة الرئاسة Air Force One، سيطير ترمب من السعودية إلى فلسطين المحتلة ومنها إلى الفاتيكان، ثم ختام الرحلة بقمتين في بروكسل وصقلية، حيث لقاءات القمم تكون زاخرة بالبروتوكولات الجدية والرصينة التي تتطلب من القادة الانهماك مطولاً في جلسات عامة تحضرها جميع الوفود، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في وقت سابق إنه سيزور ٣ دول في أول جولة خارجية له، من بينها السعودية وفلسطين المحتلة، في خطوة تنمّ عن نيته الخوض مباشرة في دبلوماسية الشرق الأوسط المعقدة. وفق ما ذكر هاف بوست عربي.
وهذه الرحلة تمثل المرة الأولى منذ توليه الرئاسة التي يقضي فيها الرئيس ليله بعيداً عن البيت الأبيض في مؤسسات فندقية لا تحمل اسمه، حيث إنه بنزوله في منتجعاته ومؤسساته التي يملكها لا يحصل فقط على حق التباهي وحسب، بل يشتري راحته أيضاً؛ لأن جميع الموظفين يحفظون عن ظهر قلب كل ما يحبذه في وجباته ودرجات الحرارة التحديدية التي يفضلها في كل غرفة؛ كذلك يكون الرئيس محاطاً برفاق العمر والمعارف الذين يحظى جميعهم بعضوية هذه المنتجعات التي يملكها الرئيس.
أما الرحلة الوحيدة التي سافر فيها ترمب خارج البلاد حينما كان مرشحاً رئاسياً فكانت إلى اسكتلندا لافتتاح منتجع جديد للعب الغولف، حيث صحبه الصحفيون في جولة متنقلة على أرض الملعب، وقال لهم إن هذا المنتجع سيستفيد إن هبطت عملة بريطانيا بُعيد قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي.
ويرافق ترمب كل كبار مسؤولي البيت الأبيض تقريباً في رحلته هذه، كذلك ستكون السيدة الأولى ميلانيا ترمب حاضرة على رأس فعالياتها الخاصة التي ستقيمها في كل محطة.
ومن بين الزوجين ترامب، تتمتع السيدة ترمب بالخبرة والتجربة الأثرى في مجال الأسفار حول العالم؛ فقد عاشت وعملت عارضة أزياء في كل من باريس وميلانو قبل الانتقال إلى نيويورك، ناهيك عن طلاقتها في عدة لغات.
وقبل زواج الاثنين استقلا طائرة إلى سلوفينيا كي يتسنى لامبراطور عقارات نيويورك أن يتعرف على أهل عروسه المستقبلية، وكانت تلك الرحلة – التي استمرت يوماً واحداً - المرة الوحيدة التي وطئت فيها أقدام ترامب بلاد زوجته.
وتنحدر السيدة الأولى المستقبلية من بلدة سيونتسا، التي تضم حوالي ٤٥٠٠ نسمة، وكانت قد عاشت فيها سنين عمرها العشرين الأولى، قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة لتحقيق حلمها بأن تصبح عارضة أزياء، وفق ما ذكر تقرير سابق لهاف بوست عربي.
والعام الماضي قال ترمب لصحيفة النيويورك تايمز: "على الأقل أستطيع القول إني ذهبت".
لم يكن السفر الدولي يوماً من أولى أولويات ترمب، ففي زيجته الأولى كان دوماً ما يبقى ويتخلف عن مرافقة زوجته إيفانا حينما تصحب أبناءه في زيارات لبلدها الأم، تشيكوسلوفاكيا سابقاً.
ولا يخلو سجل أسفاره من لقاءات متباعدة جمعته بشركاء أعماله خارج البلاد، إلا أن معظم أسفاره تقوده إلى منتجع مارالاغو في منطقة بالم بيتش –أو ساحل النخيل- بولاية فلوريدا، فضلاً عن عقارات أخرى يملكها داخل الولايات المتحدة.