نبض البلد : تأثير التحالفات العربية والاقليمية على قطاع غزة
رؤيا – رصد - قاسم صالح - تناولت حلقة نبض البلد التي تبث على فضائية رؤيا التحالفات العربية والاقليمية والدولية وتأثيرها في العدوان الاسرائيلي على غزة و المفاوضات التي تجرى في العاصمة المصرية القاهرة .
واستضافت الحلقة كل من استاذ العلوم السياسية حسن المومني و الكاتب والمحلل السياسي سلطان الحطاب .
وقال استاذ العلوم السياسية حسن المومني ان الربيع العربي اوجد تحالفات عدة في المنطقة ، فضم الحلف الأول حركة الاخوان المسلمين في المنطقة وقطر وتركيا ، فيما ضم الاصطفاف الثاني الامارات العربية المتحدة والسعودية ومصر .
واضاف المومني ان هذه التحالفات كانت موجودة قبل العدوان على غزة ، الا ان الاحداث الاخيرة عززت تلك التحالفات التي ضمت الاردن والمغرب ضمن تحالف الامارات والسعودية ومصر .
وأشار المومني الى ان العدوان على غزة أوجد فرصة لقطر وتركيا للعودة لدورها في المنطقة بعد ان تراجع دورهما بعد التطورات الاخيرة وخاصة ما حصل في مصر بعد ثورة 30 حزيران وسقوط حكم الاخوان المسلمين فيها .
ولفت الى ان حالة الضعف الذي تعانيه الدول العربية ساعد تركيا لاستعادة دورها الفعال في المنطقة ، مشيرا الى ان الامر ينطبق ايضا على قطر التي تحاول العودة والتأثير في المنطقة عن طريق غزة .
ونفى المومني ان يصف موقف الاردن بالضعيف وغير الفعال ، حيث أكد ان المملكة اتخذت اجراءات فعلية للوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني كتقديم المساعدات والعون الطبي وغيرها .
واشار الى ان مسألة سحب السفير الاردني من تل ابيب وطرد سفير الاحتلال من عمان هي قضية شكلية لن تؤثر فعليا ، مشددا على ان افعال الاردن اقوى من مجرد اتخاذ اجراء " شكلي " .
واعتبر المومني ان حركة الاخوان المسلمين في الاردن تحاول استثمار العدوان على غزة لتأهيل نفسها سياسيا وشعبيا داخل الاردن .
وقال المومني خلال حلقة نبض البلد التي بثت مساء الاربعاء ان هذا العدوان الذي وقع على قطاع غزة لو حدث قبل الربيع العربي لكانت الامور اختلفت ، لأنه حينها لم تكن المنطقة العربية تشهد هذا الانقسام الذي تعاني منه نتيجة التغييرات التي احدثها الربيع العربي ، مشيرا الى ان الانقسام الطائفي الحاصل حاليا أثر بشكل سلبي على مدى فاعلية الموقف العربي من العدوان على غزة .
وعبر المومني عن عدم تفائله من المفاوضات الجارية في العاصمة المصرية القاهرة ، مبررا تشائمه ان ما اسماه " الحاضنة الاقليمية " لا تساعد في انجاح هذه المفاوضات .
واكد على ان العدوان على غزة أوجد فرصة قوية للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس لإدارة المرحلة والتكلم باسم الشعب الفلسطيني امام المجتمع الدولي للوصول الى حل يحقن دماء الشعب الفلسطيني ، مشددا على ان المجتمع الدولي هو من سيقوم بفك الحصار عن غزة وليس صواريخ حماس .
من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي سلطان الحطاب ان حماس لم تكن الطرف الوحيد الذي يقاتل في غزة ، وانما شاركت كافة أطياف الفصائل والاحزاب الفلسطينية في القتال ، لافتا الى ان حركة حماس هي فصيل وطني فلسطيني ضمن طيف المقاومة الفلسطينية .
ولفت الحطاب الى ان حركة الاخوان المسلمين تحاول باستمرار " ركوب الموجة " ، مشددا على ان المعركة السياسية التي اعقبت العدوان هي اصعب واشرس بكثير من الحرب العسكرية .
وقال ان كل الدول والجهات تحاول توظيف العدوان على غزة ضمن مصالحها ولحسابها ، مشددا على وجوب ان تقوم مصر باحتضان غزة منذ زمن بعيد ، ولذلك عندما ابتعدت مصر عن غزة وقعت الاخيرة ضحية التحالفات الاخرى .
وأضاف الحطاب انه يتفهم حرص مصر الأمني تجاه حركة الاخوان المسلمين ، معبرا عن انه شخصيا ضد ان يسمح للاخوان بالامتداد في اي دولة ، الا انه أكد على ان حالة غزة مختلفة اذ ان الشعب الفلسطيني فيها هو من يقتل وليس حماس .
وأكد الحطاب خلال حديثه في برنامج نبض البلد ان على الدول العربية ان تحدد اولوياتها وان تركز على العدو المشترك وهو الاحتلال الاسرائيلي ، والابتعاد عن المناكفات والخلافات الفردية .
وبرر الحطاب الموقف الرسمي الاردن ، حيث أكد ان " الغبار لم ينقشع بعد " وان الحكومة الاردنية تعي ماذا تفعل وتترحك ضمن منظومة عمل محددة واساسية .
واشار الى ان التطرف في المنطقة يأتي لسببين ، الأول هو العدوان الاسرائيلي الهمجي ، والثاني تقاعس الدول العربية يساعد على نمو التطرف في المنطقة ، مشيرا الى ان العرب اكتفوا بموقف المتفرج في المقاعد الخلفية على ما يجري في غزة والمنطقة بشكل عام .
ولفت الكاتب والمحلل السياسي سلطان الحطاب الى ان غزة لم تتغير ، الا ان العالم العربي وهو الذي تغير ، والخلافات العربية – العربية يدفع ثمنها الان الشعب الفلسطيني في غزة .
ووصف الحطاب التحالفات العربية بـ " المسخرة " ، حيث أكد ان العدوان على غزة أسقط ورقة التوت وكشف الاقنعة عن الدول العربية والاقليمية وحتى المجتمع الدولي .