مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

المسجد الاقصى - ارشيف

1
Image 1 from gallery

في الأقصى.. مشاريع حيوية يُعرقلها الاحتلال منذ سنوات

نشر :  
14:24 2017-02-02|

لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منذ سنوات طويلة عرقلة تنفيذ مشاريع حيوية وهامة في المسجد الأقصى المبارك، وتضع قيودًا مشددة على إدخال المعدات والمواد اللازمة لأعمال الترميم والصيانة في مرافق المسجد، في محاولة لفرض سيطرتها وتدخلاتها الكاملة في شؤونه.

ويُعتبر المسجد الأقصى من أكثر المعالم قدسية عند المسلمين، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ونظرًا لأهميته ومكانته الدينية، فهو بحاجة دائمة ودورية لأعمال صيانة وترميم، كي يكون متاحًا لاستقبال آلاف المصلين على مدار الأسبوع.

ولكن سلطات الاحتلال تتعمد منع تنفيذ عشرات المشاريع الحيوية فيه، وتضع شروطًا تعجيزية أمام إدخال المواد الخاصة بتنفيذ أي مشروع.

ومن أبرز هذه المشاريع، إطفاء الحريق في الأقصى، الإنارة، التهوية، والكهرباء والبنى التحتية، حيث تبذل دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة جهودًا حثيثة من أجل العمل على تنفيذها، وإدخال المعدات اللازمة لها.

تدخل مباشر

ويقول مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لوكالة "صفا" إن سلطات الاحتلال تواصل تدخلها في شؤون الأقصى ودائرة الأوقاف، وتعطل تنفيذ ما يزيد عن 30 مشروعًا هامًا وحيويًا لصيانة وترميم مرافق الأقصى.

ويوضح أن مشاريع الإنارة والكهرباء داخل المسجد مهمة للغاية، وتتطلب تغيير الكشافات والكوابل والمصابيح، بالإضافة إلى مشاريع البنى التحتية وشبكة الإطفاء وخطوط المياه التالفة، كلها تحتاج إلى صيانة وترميم بشكل دوري.

ويشير إلى أن الاحتلال يتدخل في كافة أعمال إعمار المسجد، فهو يريد أن يفرض سيطرته وتدخلاته الكاملة وبشكل مباشر في شؤون المسجد، وهذا ما نرفضه في دائرة الأوقاف بشكل قاطع.


وحول جهود الأوقاف لوقف تدخلات الاحتلال، يؤكد الكسواني قائلًا "نحن على تواصل دائم مع وزارة الأوقاف الأردنية من أجل التدخل السريع والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته بحق الأقصى، ومنعه أعمال الصيانة والترميم فيه، لأن هناك أعمال صيانة طارئة لا تحتاج لإذن مسبق، ومراقبة إسرائيلية.

وفي خطوة هي الأولى منذ مئات السنين، استكملت دائرة الأوقاف مؤخرًا أعمال ترميم قبة المصلى القبلي في الأقصى، بما يشمل الفسيفساء والزخارف الجصية، وذلك بعد عمل دؤوب استمر أكثر من عامين بإشراف مهندسين ومختصين من إيطاليا، بالإضافة إلى استكمال ترميم القبة الداخلية لقبة الصخرة المشرفة.

قيود مشددة

ويوضح رئيس لجنة الإعمار في الأقصى بسام الحلاق لوكالة "صفا" أن هناك مشاريع بحاجة سريعة لإدخال المواد من أجل تنفيذها، ولكن شرطة الاحتلال إما تمنع إدخالها أو تأخرها، مما يعرقل سرعة الانتهاء منها، بالرغم من حاجة الأقصى الماسة لتنفيذها.

ويشير إلى أن الاحتلال يحاول أيضًا اجبارنا على أخذ تصاريح كشرط لتنفيذ أي مشروع أو إصلاح أي عطل في المسجد، لافتًا إلى أنه منذ أربع سنوات يمنع إدخال الأسلاك والمعدات اللازمة لتنفيذ مشروع إنارة قبة الصخرة من الخارج.

ولم تسمح سلطات الاحتلال حتى الآن بتنفيذ مشروع إطفاء الحرائق في الأقصى، حيث لا يوجد مركز للإطفاء، بالإضافة إلى مشروع إضاءة الأقصى وقبة الصخرة المشرفة من الخارج، وأيضًا مشروع البنية التحتية، ومولدات الكهرباء، وترميم السور الشرقي للأقصى وتبليط ساحاته.

وبدأت سلطات الاحتلال في الأشهر الأخيرة بإتباع نظام جديد داخل الأقصى، وذلك من خلال السماح لأحد موظفي "سلطة الآثار الإسرائيلية" بالتواجد للإشراف ومراقبة أعمال الترميم والصيانة، وهذا ما ترفضه لجنة الإعمار جملةً وتفصيلا، كونها تعمل تحت دائرة أوقاف وتحت الوصاية الأردنية الحامية للمقدسات.

ويضيف الحلاق "يريد الاحتلال من خلال هذه الإجراءات التدخل في شؤوننا، وفرض سيطرته علينا، ولكن نحن نرفض تدخلاته ولن نسمح بتدخل سلطة الآثار في شؤوننا، ولكن أحيانًا نضطر لإيقاف المشروع حتى لا يفرض شروطه علينا".

"ولا يحق لسلطات الاحتلال أن تتدخل في أعمال الترميم والصيانة بالمسجد الأقصى، فنحن أصحاب القرار فيه" يتابع الحلاق، ويشير إلى أن لجنة الإعمار لديها طاقم كامل متدرب للعمل على تنفيذ المشاريع.

وإلى جانب المشاريع المعطلة، تنفذ لجنة الإعمار مشاريع داخلية هامة، منها ترميم قبة الصخرة وكسوتها بألواح النحاس المذهبة، ترميم الرخام الداخلي للقبة وتلوين الأسقف الداخلية فيها، ترميم قبة الأقصى، وترميم الفسيفساء الداخلية في الأروقة ورقبة القبة وغيرها.

ولم تتوقف ممارسات الاحتلال عند منع تنفيذ المشاريع بالأقصى، بل يتعدى ذلك استهداف مدير وموظفي لجنة الإعمار، بالاعتقال والإبعاد عن الأقصى لفترات محدودة.

وبهذا الصدد، يقول الحلاق إن موظفي اللجنة يتعرضون لاعتداءات إسرائيلية مستمرة خلال أدائهم عملهم داخل الأقصى، وذلك عبر اعتقالهم وإبعادهم عن المسجد، واستدعائهم للتحقيق، وكذلك التهديد بسحب تصاريح العمل منهم

ويؤكد أن دائرة الأوقاف والحكومة الأردنية تبذلان جهودًا حثيثة من أجل الضغط على الاحتلال للسماح بتنفيذ هذه المشاريع، وإدخال المواد اللازمة لذلك، ووقف انتهاكاته بحق موظفي لجنة الإعمار.