الإعدام شنقًا لشقيقتين أردنيتين قتلتا رجلًا وخادمته بوحشية في أم أذينة

الأردن
نشر: 2019-10-24 15:41 آخر تحديث: 2023-06-18 15:11
تحرير: ليندا المعايعة
الصورة أرشيفية
الصورة أرشيفية

أصدرت محكمة الجنايات الكبرى الخميس حكما يقضي بإعدام شقيقتان شنقا حتى الموت لقتلهما رجلا وخادمته بداخل منزل في ام اذينة في شباط من عام 2017 على يد اخطر قاتلتين.

واعلن القرار خلال جلسة غلنية عقدت برئاسة القاضي ابراهيم ابو شما وبعضوية القاضيين خالد العبد اللات واحمد القطارنه وبحصور مدعي عام الجنايات القاضي الفاصي اسحق ابو عوض.

وجرمت المحكمة المتهمتين بجناية القتل العمد تمهيدا لجناية السرقة.

 وبالعودة إلى تفاصيل الجريمه فان الشقيقتين بالثلاثينات من عمرهما ، خططتا لارتكاب جرائم قتل اشبه بقصص الأفلام البوليسية بحق عدد من النسوة من أجل الحصول على المال إلا ان تلك المخططات فشلت، ويقع المغدور السبعيني وخادمته الفلبينية فريسة بين ايديهما.

تحقيق استمر لمدة شهرين متواصلين ،تمكن خلالها المدعي العام من مواجهتهما بالادلة خلال مرحلة الاستجواب القانوني لتعترفا بارتكبها الجريمة بعد انكارهما قتل المغدور وخادمته .

ووفق وقائع الدعوى التي تشير الى ان المتهمتين 'القاتلتين' هما شقيقتان وانهما تسكنان لوحدهما في مدينة عمان الجبيهة وذلك في شقة صغيرة ستوديو مفروشة، وأنهما دأبتا على العمل في المنازل كعاملات تنظيف باجور يومية،ونتيجة دخولهما عدة منازل واطلاعهما على رغد العيش لدى بعض ساكني تلك المنازل فقد تولدت لديهما الرغبة في الحصول على الكثير من المال بأي طريقة كانت سواء اكان ذلك بالسرقة او بقتل مالكي هذه الأموال وسرقتها.

وتجلت الخطورة الاجرامية التي بدى المتهمتان بقيامهما بتحميل كتاب الكتروني على هاتف احداهما يتضمن تدريبا لقارئيه على قواعد وأسس السيطرة على الأشخاص خلال الكلام او الافعال كما تبين أيضا ان المتهمتان سعيا حثيثا للحصول على كاميرا خفية يتم التحكم بها لاسلكيا وذلك لغايات تنفيذ مخططاتهما الاجرامية ، إلا انهما ولسبب حظر ذلك النوع من الكاميرات لم تتمكنا من الحصول عليها ،ومن ثم بدأت المتهمتان بالترتيب والإعداد لارتكاب جرائمهما حيث نشرتا بين عدة نسوة بأنهما تعملان في تنظيف المنازل ،وكانتا تحاولان اختيار ضحاياهم من كبار السن او الذين يبدو عليهم شيء من الثراء.

وتبين من خلال تسجيلات صوتية فيما بين المتهمتان ان خطتهما في تنفيذ جرائمهما تكمن في قيام احداهما بعرض نفسها كعاملة تنظيف على بعض الأشخاص وبهذه الطريقة ، تقوم بالدخول الى المنزل وكانت مهمتها تكمن في محاولة اخراج ساكني المنزل الى أي مكان والاتصال مع شقيقتها المتهمة ،والتي تكون بالخارج قرب ذلك المنزل وإخبارها بان الفرصة مواتية لدخولها ،وتقوم المتهمة بالدخول ومن ثم يصار الى ارتكاب الجرائم المخطط لها ودون ان يعلم بها حتى ساكني ذلك المنزل ، وهو الامر الذي جرى محاولة الترتيب له في منزل احدى الشاهدات ومنزل شاهدة أخرى ،كما تبين ومن خلال التحقيقات ارتباط المتهمتان بعدد كبير من الأشخاص وقيامهما بعرض اجسادهما بطريقه تعتمد على الاغراء والأوضاع الجنسية الصريحة في محاولة منهما لجذب أولئك الأشخاص لتحقيق اهداف وجرائم غير مشروعة لم يتوصل التحقيق الى ماهيتها . 

وتبين انه ونتيجة تصميم المشتكى عليهما على جني المال بكل الطرق ورغم فشلهما في بعض الأحيان ، إلا انهما لم تيأسا من ذلك وبقيتا تتابعان محاولة البحث عن فريستهما المنشودة ، وأثناء خضم هذه الاحداث كان المغدور السبعيني يسكن هانئا بعيشه في منزله في منطقة ام اذينة، وبرفقته خادمته المغدورة بينما يقيم باقي افراد عائلته في دولة الامارات العربية ويزوروه بين الفينة والأخرى أبناء شقيقته الشاهدان ،وكانت لديه امرأة تحضر الى منزله لإعداد الطعام مقابل الاجر، واراد المغدور استبدالها باخرى فقام بنشر اعلان على موقع الكتروني يطلب فيه امراة لاعداد الطعام طباخة مقابل راتب شهري وذيل ذلك الإعلان برقم هاتفه ،وما كان يدري انه ينعي نفسه بإعلانه هذا ،اذا ما وقعت اعين المتهمتان على هذ الإعلان حتى قامت احداهما بالاتصال مع المغدور.

ومن خلال تلك المكالمة الهاتفية علمت المتهمتان بان المغدور طاعن في السن وانه يسكن برفقة خادمته الفلبينية ولا ثالث لهما ،ووجدا ان محاولتهما الاجرامية ستنجح في هذه المرة اذ ان ظروف عيش المغدور مناسبة لجرائمهما ،وبقي امامهما فقط التأكد من ثراء المغدور وذلك لا يتم الا بالمعاينة الحسية من خلال زيارة منزل المغدور ، وبالفعل قامت احداهما بالترتيب مع المغدور للحضور الى منزله بحجة معرفة تفاصيل العمل ومكانه وتم الاتفاق على ان يكون يوم 20-1-2017 موعدا للزيارة، حيث قامت المتهمتان بالتوجه الى منزل المغدور ودخلت المشتكى عليها ابتداء وبقيت المتهمه الأخرى خارجا بانتظار مكالمة او رسالة من المتهمة ، وعرفتا تفاصيل العمل ونمط حياة المغدور وتأكدتا من عدم وجود اي شخص يساكنه باستثناء خادمته، وقامت بالتجول في المنزل واثناء تجولهما شاهدتا خزنه قاصة كبيرة الحجم في غرفة نوم المغدور ، وفي تلك اللحظة قررتا الاستماتة في سبيل الحصول على المال المتوقع داخل هذه الخزنه وغادرتا المنزل تحملان معهما خطة اجرامية سعيا الى ان تكون محكمة ، وأخذتا وعلى مدى رقابة الأسبوعين تفكران في كيفية تنفيذ جريمتهما ووسائلها وموعدها والإجراءات الواجب اتخاذها عقب التنفيذ لاخفاء أي اثر يذكر يدل عليهما .

وكانتا خلال تلك الفترة على تواصل مع المغدور لإشغاله وإيهامه باستعدادهما للعمل من خلال المتهمة ،حتى لا تفوتان الفرصة ويقوم المغدور بإحضار طباخه غيرهما ، وفي نهاية الامر توصلتا الى ضرورة قتل المغدور وخادمته والاستيلاء على أمواله التي في الخزنة وطمس الأدلة بإحراق منزله وكان موعد التنفيذ بتاريخ 5-2-2017 وقبل هذا الموعد بيومين او ثلاثة قامت احداهما بالاتصال مع سائق تاكسي كانت قد تعرفت عليه في احدى المرات ،وطلبت منه الحضور الى منزلها بحجة ان ينقلها الى احد الأماكن ولدى حضور الشاهد المذكور قامت احداهما بالركوب معه وطلبت منه الذهاب بها الى احد مطاعم الوجبات السريعة وقامت بشراء الطعام ومن ثم وفي طريق عودتها الى منزلها طلبت من الشاهد التوقف بالقرب من احدى محطات الوقود لتعبئة الكاز وقد استهجن الشاهد طلبها وسالها عن حاجتها بالكاز فأخبرته كذبا بأنها تريد وضعه في مدفاة كاز في منزلها على الرغم من عدم وجود مثل هذه المدفأة في المنزل .

 


اقرأ أيضاً : 15 عامًا "أشغال مؤقتة" لأردني مارس الجنس مع قريبته موهمها بالزواج


وقام الشاهد بتنفيذ رغبتها غير قانع بإجابتها ومن ثم اوصلها الى منزلها ،وبتاريخ 5-2-2017 قامت احدى المتهمتان بالاتصال مع المغدور وأخبرته بأنها ستقوم بالحضور اليه للاتفاق على العمل لديه كطباخة وتم تحديد الموعد بان يكون قرابة الخامسة والنصف مساء، وبالفعل قامت المشتكى عليهما بالذهاب الى منزل المغدور بعد ان اخذت احداهما الكاز الذي قامت بشرائه مسبقا ودخلتا منزل المغدور الذي قام باستقبالهما واعد لهما القهوة من خلال خادمته المغدورة كما قدم لهما الشوكولاته وأثناء ذلك قام المغدور بالدخول الى غرفة نومه لسبب لم يتبين وعندها اشارت المتهمتان  لبعضهما باشارة بدء التنفيذ لجريمتهما النكراء .

وكانت كل منهما تحمل أداة راضه لم يتمكن التحقيق من معرفتها ولحقا بالمغدور في غرفة نومه وبغفلة منه قامتا بضربه ضربات متتالية وقوية على راسه والذي حاول جاهدا الدفاع عن نفسه بالإمساك بشعر احداهما الا ان ضرباتهما كانت اقوى من مقاومة، وتمكنتا منه حيث سقط وقد فارق الحياة.

وفي هذه الاثناء كانت الخادمة قد حضرت من فورها على صراخ المغدور الا ان المتهمتين وبذات الأدوات الراضة قامتا بضربها على رأسها والتي حاولت الهرب من باب المطبخ إلا انهما لحقتا بها وقامت احداهما بأخذ سكين المطبخ وطعنتها عدة طعنت في خاصرتها ،الا ان المغدورة قامت بالهرب باتجاه غرف النوم الداخلية ولحقت المتهمتان بها وقامتا بإلقائها ارضا وتثبيت رأسها على الأرض وضربها عدة ضربات بقوة على راسها الى ان خرج دماغها من رأسها وفارقت الحياة .

ومن ثم قامتا بالدخول الى غرفة النوم ونزعتا بنطلون المغدور الذي كان يرتديه ويضع فيه محفظته وأخذتا مبلغ 700 دينار وقامتا بمحاولة خلع الخزنة الحديدية بعد ان قامتا بدفعها باتجاه السرير إلا انهما فشلتا في فتحها وبعد ذلك قامت احدهما بارتداء بنطلون من داخل احدى غرف النوم فوق بنطالها وفعلت كذلك المتهمه  الأخرى وذلك لاخفاء دماء المغدورين التي تلطخت به ملابسهما ومن ثم اخذتا هاتف المغدور وإشعال النار بعد سكب الكاز لاخفاء جميع الأدلة من خلفهما وغادرتا المنزل ،وفي الطريق قامتا بالقاء هاتف المغدور وذهبتا الى منزلهما وهناك قامت احداهما بخلع البنطال كذلك الأخرى الذي لبستاه ممن شقة المغدور والقيا بهذه الملابس في احدى الحاويات،وقامتا بتسليم الشقة المفروشة لحارس العمارة االتي تسكنان بها.

وقامت احداهما بالاتصال مع سائق تاكسي تعرفه من السابق منتصف ليلة الجريمة لكي يقوم بتأمينها وشقيقتها بمنزل والذي رفض الحضور الا ان احدى المتهمتان اتصلت مع سائق التاكسي المذكور سابقا والشاهد في القضية وطلبت منه نقلهما الى الرصيفه وقامتا بالذهاب الى منزل صديقة لهما وأمضيتا ليلتهما في منزلها دون ان يخبراها بجريمتهما .

وفي اليوم التالي ونتيجة استدلال رجال الشرطة على مكان وجودهما قامتا بالهرب من منزل الشاهدة الى منزل والدتهما في مخيم الزرقاء، وبذات اليوم قامت احداهما بأخذ بطاقة الصراف الالي الخاصة بشقيقتها المتهمة وكانت تحل معها المبلغ المسروق 700 دينار وقامت بإيداعه ومن ثم ومباشرة سحب المبلغ مرة أخرى وذلك بهدف تبديل أوراق النقد من اجل طمس الأدلة المادية على تلك الأوراق والتي تعود للمغدور، ومن اجل عدم تتبع تسلسل ارقام النقدية ومن ثم عادت الى شقيقتها المتهمه في منزل والدتها وبذات اليوم تم القاء القبض عليهما واستجوابهما حيث انكرتا الجرم المرتكب من قبلها ابتداء.

إلا انه وبعد ممارسة الاستجواب القانوني عليهما من حيث مواجهتهما بالادلة المادية ومناقشتهما مناقشة تفصيلية اعترفتا بالجرائم المسندة اليهما .

أخبار ذات صلة

newsletter