الطاقة الذرية: انتهاء أعمال التشغيل للمفاعل النووي البحثي

اقتصاد
نشر: 2016-10-31 11:13 آخر تحديث: 2023-06-18 15:24
تعبيرية
تعبيرية

 اعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية الدكتور خالد طوقان عن ان اعمال وفحوصات التشغيل الحار للمفاعل النووي البحثي المقام في جامعة العلوم والتكنولوجيا باستطاعة 5 ميغاواط تكللت بالنجاح واثبت خلالها المفاعل قدرة عالية على الأداء.

وقال في تصريح صحفي اليوم الاثنين، ان جهود هيئة الطاقة الذرية الأردنية في مشروع المفاعل تكللت بالنجاح وان الهيئة ستقدم الى هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن خلال شهر تشرين الثاني تقرير التشغيل الحار للمفاعل البحثي، تمهيدا لإصدار رخصة تشغيل المفاعل الذي اثبت على مدى سبعة اشهر من التشغيل الحار على الأداء دون مشاكل او عوائق.


وعرض الدكتور طوقان تسلسل عملية انشاء المفاعل ومراحل البناء والتشغيل وصولا الى مرحلة فحوصات التشغيل الحار للمفاعل وقال، ان العمل بالمشروع بدأ منذ عام 2010 حيث بدأت الاعمال الترابية بعد ان انجزت معظم الدراسات الاساسية المطلوبة للموقع الخاص بالمشروع الذي يشتمل على بناية مركز التدريب والتطوير لتدريب الطلاب والمهندسين في مختلف المجالات النووية وبناية المفاعل التي تحوي قاعة التجارب والمنظومات البحثية ودراسات تركيب المواد والمعادن وتصويرها بالابعاد الثلاثية بواسطة النيوترونات.


كما يشتمل المشروع على بناية الخدمات والتي تحوي الخلايا الحارة لانتاج النظائر المشعة للاستخدامات الطبية والصناعية والبحوث الزراعية.

وتحوي منظومة التنشيط الاشعاعي بواسطة النيوترونات التي تستخدم في مختلف الدراسات والبحوث البيئية والتشخيص في الطب الشرعي.


واكد الدكتور طوقان أهمية المفاعل المقام لغايات البحث والتعليم والتدريب وإنتاج النظائر المشعة الطبية والصناعية بالإضافة إلى العديد من التطبيقات السلمية التي من شأنها النهوض بالمستوى العلمي والتقني في المملكة.


وقال ان المفاعل البحثي يأتي أيضا في اطار توجهات المملكة لاستقطاب التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية.


وتابع الدكتور طوقان عرض مراحل إقامة المشروع وقال.. بعد اكتمال الاعمال الانشائية واعمال التركيب للاجهزة والمنظومات النووية واجراء الفحوصات الباردة (دون تحميل الوقود النووي) التي بدأت في الثامن والعشرين من شهر نيسان 2015، تم تقديم التقارير ونتائج الفحوصات الى هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن باعتبارها الجهة القطاعية المسؤولة عن امور الترخيص للمنشات النووية.


وفي الحادي والعشرين من نيسان2016 وافقت هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن على منح هيئة الطاقة الذرية الأردنية تصريح ادخال المفاعل الأردني للبحوث والتدريب في الخدمة الحارة لاختبار الأنظمة قبل منح المفاعل رخصة التشغيل.


وأضاف ان عملية المباشرة بتحميل الوقود النووي في قلب المفاعل تمت في الثالث والعشرين من شهر نيسان 2016 وبالتدريج حيث تحققت اول حالة حرجة لقلب المفاعل في الخامس والعشرين من نفس الشهر بعد ان تم تحميل 14 وحدة وقود من اليورانيوم من اصل 18 وحدة وقود نووي والتي تمثل الحمولة الكاملة لقلب المفاعل.


وبحسب الدكتور طوقان فان عملية إدخال المفاعل في الخدمة الحارة أستمرت وفق الخطط المقدمة للهيئة مدة سبعة شهور من تاريخ منح التصريح تخللها عمليات الرقابة المستمرة من جانب هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن والمعهد الكوري للأمان النووي والشركة الاستشارية الأمريكية، إضافة إلى لجنة السلامة الخاصة بالمفاعل والتي تم تشكيلها من مجموعة من الخبراء المحليين لهذه الغاية والتي كانت ترفع تقاريرها إلى رئيس الهيئة عن كل مرحلة من مراحل الإدخال في الخدمة.


وقال ان هذه العملية جاءت تمهيداً لإصدار رخصة التشغيل بعد مطابقة نتائج الإدخال في الخدمة للتشريعات النافذة والشروط الواردة في التصريح.


وأشار الدكتور طوقان الى ان مجلس مفوضي هيئة التنظيم وافق على منح التصريح بعد دراسة الطلب المقدّم من هيئة الطاقة الذرية الأردنية ومراجعة وثائق تقرير تحليل الأمان النهائي المقدّمة في عام 2014 من خلال الكوادر الفنية المتخصصة في الهيئة وبالتشارك مع المعهد الكوري للأمان النووي والشركة الاستشارية الأمريكية المتعاقدة مع الهيئة.


وأضاف ان هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن واصلت مهمتها في الرقابة على الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل هيئة الطاقة الذرية الأردنية للتحقق من الالتزام بما ورد في شروط التصريح، بما في ذلك فرض عدد من نقاط التوقف في تنفيذ أعمال الإدخال في الخدمة للأنظمة والمعدات ذات العلاقة بالأمان النووي لغايات التحقق من نجاح اختبارات أعمال الإدخال الحار بالخدمة.


وتشرف هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن على استخدامات الطاقة النووية والاشعة المؤينة في اطار دورها كهيئة رقابية تعمل على حماية البيئة وصحة الانسان وممتلكاته من اخطار التلوث والتعرض للإشعاعات المؤينة والتأكد من توافر شروط ومتطلبات السلامة العامة والوقاية الاشعاعية والامان والامن النووي.


وعودا على موضوع تشغيل المفاعل البحثي قال الدكتور طوقان ان يوم الاثنين الخامس والعشرين من شهر نيسان الماضي( 2016) شهد وصول المفاعل النووي البحثي الاردني الى درجة الحراجة التي تمكن التفاعلات الانشطارية المتسلسلة من الاستمرار بشكل ذاتي مما يمكّن المشغلون من السيطرة على قدرة المفاعل والتحكم به من غرفة السيطرة الرئيسية باستخدام قضبان السيطرة الاربعة الموجودة في التصميم.

 

وقال بهذه العملية يكون المفاعل النووي البحثي الاردني اول منظومة نووية تصل الى الحالة الحرجة في الاردن. وقد تم بعدها اكمال تحميل بقية وحدات الوقود الاربعة ليكتمل العدد الى 18 وحدة وقود يورانيوم مخصب بنسبة 75ر19 بالمئة من نظير اليورانيوم-235 وعلى شكل مركب سليسيد اليورانيوم المخلوط مع مسحوق الالمنيوم النقي والذي يمثل الوقود الشائع الاستخدام عالميا الان في المفاعلات البحثية.


ويحيط بهذا الخليط صفائح من سبيكة المنيوم تمثل الدرع الحامل والحامي للوقود وعلى شكل صفائح رقيقة حيث تحوي كل وحدة من وحدات الوقود الثمانية عشرعلى 21 صفيحة من هذه الصفائح. وبين هذه الصفائح يجري ماء التبريد للتخلص من الحرارة المتولدة عن عمليات انشطار نظير اليورانيوم-235 .


وقال الدكتور طوقان ان هذه العملية توضح بجلاء ان الهدف من المفاعلات البحثية هو استخدام النيوترونات في التحاليل والدراسات العلمية في حين ان السعي في مفاعلات الطاقة الكهربائية هو الاستفادة من الحرارة لتوليد البخار الذي بدوره يدوّر التوربينات لتوليد الكهرباء.


وتابع قائلا ان العمل تواصل ليلا ونهارا لاستكمال القياسات والقراءات المطلوبة والتي افضت الى مطابقة المواصفات للتصاميم التي صمم المفاعل على أساسها وبذلك تم تحقيق افضل النتائج لشروط العقد المتضمنة تحقيق الطاقة القصوى للتشغيل باستطاعة 5 ميغاواط حراري وعلى فيض نيوتروني بمقدار(7ر1 x10^14) نيوترون/سم2.ثانية والتي هي قيمة اعلى من القيمة المطلوبة في العقد و البالغة( 45ر1 x10^14) نيوترون/سم2.ثانية كما ان معامل القوة التفاعلية لقوة المفاعل كانت سالبة، "وهذا دليل على استقرار المفاعل باعتبار ذلك أحد متطلبات الأمان الرئيسية".


كما جرت وفق الدكتور طوقان عمليات تشعيع أقراص من معدن الاريديوم لانتاج نظير الاريديوم-192المشع للاستخدامات الطبية والصناعية ومن مادة اوكسيد التيليريوم النقي لانتاج نظير اليود -131 المشع للاستخدامات الطبية وكذلك تشعيع مادة ثالث اوكسيد الموليبدينيوم النقي لانتاج نظير المليبدينيوم-99 المشع الذي يعطي عند اضمحلاله الاشعاعي نظير التكنيشيوم-99m المشع ايضا وذو الاستخدامات الطبية الواسعة ومنها تشخيص الاورام الدماغية.


وقال أن عملية التشعيع هذه جرت بنجاح تام وبرهنت قدرة المفاعل على انتاج النظائر المشعة حيث تم تشغيل المفاعل لهذا الغرض لفترة اسبوعين وبشكل مستمر بدون توقف وعمل بها المفاعل باقصى طاقته وهي 5 ميغاواط حراري مع عمل كافة منظومات التشغيل بحيث ضمنت الاداء المتلازم لكافة المنظومات وبالطاقة القصوى.

 

كما برهنت عملية التشغيل المستمر هذه لفترة اسبوعين وبدون اية مشكلة او عائق دليلا اخر يضاف الى براهين فحوصات الاداء للمفاعل ومنظوماته.


وبهذا الخصوص أشار الدكتور طوقان الى اتفاق تعاون مشترك ابرمته هيئة الطاقة الذرية الاردنية مع الخدمات الطبية الملكية للعمل يدا بيد في جميع المجالات ذات العلاقة بانتاج النظائر المشعة للاغراض الطبية واستخداماتها وتحاليلها بما في ذلك عمليات السيطرة النوعية والتسويق للمنتجات الصيدلانية المشعة وذلك انطلاقا من مبدأ استثمار الخبرة العريقة لدى الخدمات الطبية الملكية في هذه المجالات بالاضافة الى الخبرة التي توطنت لديهم من خلال بناء الكوادر المؤهلة منذ فترة طويلة.


وعن المراحل اللاحقة للمشروع قال الدكتور طوقان أن هيئة الطاقة الذرية الأردنية ستقدم إلى هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن خلال شهر تشرين الثاني تقرير التشغيل الحار للمفاعل البحثي، والتي ستقوم بدورها وبالاستعانة بالخبرات الدولية بتدقيق هذا التقرير تمهيدا لإصدار رخصة تشغيل هذا المفاعل.


واكد طوقان بهذا الخصوص ان هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، وبالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية، ودار خبرة دولية كانت تتابع نتائج التشغيل "أولا بأول" وتخلل هذه الفترة 12 نقطة توقف لمراجعة نتائج الإختبارات في كل مرحلة قبل الانتقال إلى المرحلة التي تليها.


وقال ان هيئة الطاقة الذرية الاردنية تقوم بالايفاء بالتزاماتها تجاه هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن وذلك من خلال تقديم جميع التقارير والنتائج التي يتم الحصول عليها بغية تقييمها واقرارها للمرحلة هذه ليتم بعدها الانتقال الى منح هيئة الطاقة الذرية رخصة التشغيل في غضون شهر تشرين الثاني ليتم افتتاح المفاعل النووي البحثي برعاية ملكية سامية مطلع شهر كانون الاول من هذا العام 2016.

أخبار ذات صلة

newsletter