Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
كلهم أصبحوا في قبضة العدالة | رؤيا الإخباري

كلهم أصبحوا في قبضة العدالة

مقالات
نشر: 2019-07-22 10:30 آخر تحديث: 2019-07-22 10:30
كتابة: ابراهيم عبدالمجيد القيسي
ابراهيم عبدالمجيد القيسي

قلنا؛ وكلكم تقولون، وكل من يعرف الأردن يقول : إنها بلاد الأمن والأمان، عبارة تبدو سهلة جدا على اللسان، لكنها صفة تصف الأردن، البلد الذي يحميه الله سبحانه برحمة ورعاية من لدنه تبارك وتعالى، وهي نعمة، كالرزق وسائر النعم التي يرفل بها الناس، فهو البلد الذي يقع كله وكل ما ومن فيه، في عين الرعاية الهاشمية، التي فعلت كل جميل للناس منذ ما قبل نشوء الدولة حتى اليوم، وحين تقفز المقارنات والمقاربات وتسير الى بغيتها الحراكات والمعارضات، وتشيح النظر عن مثل هذه العبارة، لكنها العبارة نفسها تقفز دوما لتحمي الثائر والسائر وحتى الطائر فوق القوانين، فكلهم يمارسون حيواتهم بشكل طبيعي، ويرفلون «بالبرطعة» وكثيرون منهم يتنمرون على البلد وعلى الناس، وما كانوا ليفعلوا لولا الحقيقة الأردنية الكبيرة «بلد الأمن والأمان»..أللهم ادمها نعمة واحفظها من الزوال.

هل نسينا أهم عنصر في هذه المعادلة، المعادلة الأمنية الانسانية أعني؟ نعم نحن ننسى حتى نعمة البصر، إلا إن غلفت العيون غشاوة أو قشة، نتذكر بسببها هذه النعمة، ولا بد أن نتذكر الذراع التنفيذية للقانون، لأننا وبين الفينة والأخرى، تغشانا سحابة الجريمة، التي تتطور وتتغير وتتعقد وتضرب في المجتمعات الانسانية كلها، فهي سحابة تخيم على النفس وتقضّ مضاجع المواطنين، وتدفعهم بشكل لا إرادي أن يفكروا ويتساءلوا ويسألوا الله أن تزول الغمامة وينجح رجال الأمن في كبح الجريمة بكشف الفاعلين وتوديعهم للقضاء..

«قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام»، عبارة يومية مألوفة قد تردني على هاتفي 10 مرات في اليوم، وفيها دوما خبر كامل، وحين أتعافى من هول المفاجأة والإثارة المؤسفة في بعض هذه الأخبار، النابعة من كونه خبر يتحدث أحيانا عن جريمة وقعت بحق آمنين أو حادث مؤسف أزهقت فيه أرواح بريئة أو غير ذلك، ليتبعه خبر آخر لا يغيب عن الأول سوى ساعة أو ساعتين وربما 24 ساعة، لكنه يعيد التوازن الى نفسي، كمواطن يخشى على واحة أمن يعيش فيها هو وأعز الناس على قلبه، خبر؛ يبين أن رجال الأمن تمكنوا من إلقاء القبض على الفاعل..فتزول الغمامة عن القلب وعن العين، لتصدح الحقيقة للمرة المليون «الأردن بلد الأمن والأمان»..علما أن كثيرا من الأخبار لا يتم نشرها تعمل عليها أجهزة أمنية وتحقق فيها نجاحات لا تنتهي، فيمنعون جرائم قبل حدوثها.

خلال أيام قليلة تعرض رجال الأمن العام وذراعه التحقيقية في متابعة الجريمة «البحث الجنائي» لاختبار كبير، حيث وقعت عدة جرائم متتابعة ومختلفة، فهذا سائق متهور يقتل أمّا بسيارته ويترك زوجها وطفلها مصابين، ثم يلوذ بالفرار، فينطلق البحث الجنائي في سباق مع الزمن ليكشف الجاني الفار، ويعيده من أحد المطارات العربية في دولة شقيقة، بعد أن ارتكب الجريمة وركن سيارته في مكان ما وتوجه فورا للمطار، ليتم جلبه والتحقيق معه فيعترف بما فعل، ثم يقوم آخر بزيارة لمنزل طليقته، يقتلها، ويضع المسدس في يدها لإظهارها أمام رجال الأمن بأنها انتحرت ولم يتم قتلها، ولم يفكر لثانية واحدة بأن هذه العيون الخبيرة المهنية ليست ككل العيون، فالخبرة، والاحتراف المهني، وسعة الاطلاع، والدربة الشرطية العالية التي ترى بنور العدالة والقانون، لا يمكن أن تقع فريسة خدعة مهما بلغ المجرم من الذكاء، وخلال سويعات تم الكشف عن الفاعل وتوديعة للقضاء، ثم خبر آخر عن مقتل سيدة من جنسية عربية، حيث تمكن الرجال من كوادر البحث الجنائي بكشف ملابسات الجريمة، وألقوا القبض على سيدة أخرى، هي من قامت بالجريمة، وجاء بعده خبر الناطق الإعلامي حول جثة لسيدة خمسينية في جبل اللويبدة، توصل رجال الأمن بأنها لم تتوفَّ وفاة طبيعية بل ثمة شبهة جنائية، وما هي الا سويعات، حتى تم اكتشاف الفاعل وتوديعه للقضاء.

هذه الهمّة وتلك الخبرات والجاهزية العالية، هي بعض سمات بيت الخبرة الأمنية الأردنية، التي تعمل بمؤسسية وصمت ولا تتحدث عن نفسها، وينساها الجميع، لأن عينه لم تتعرض لقشة ولا لغشاوة، ومهما نسينا أو أهملنا هذه الحقائق، فالحقيقة الملموسة بكل الجوارح، هي النعمة الكبيرة التي يحققها هؤلاء الرجال والتي تقول:هذا بلد الأمن والأمان، وسيبقى كذلك مادامت هذه العقول وتلك السواعد تحنو عليه كأم رؤوم وتحميه من الجريمة والشر.

ترى: كيف سيكون حال الناس لو تمكن المجرمون من الفرار والنجاة بجرائمهم؟! فهل يمكنهم العيش بهذه الطمأنينة عندئذ؟.

newsletter