نبض البلد يناقش تعديلات المناهج ونبذ خطاب الكراهية وتعزيز قيم الحوار

الأردن
نشر: 2016-10-11 22:26 آخر تحديث: 2017-12-26 15:46
نبض البلد يناقش تعديلات المناهج ونبذ خطاب الكراهية وتعزيز قيم الحوار
نبض البلد يناقش تعديلات المناهج ونبذ خطاب الكراهية وتعزيز قيم الحوار

ناقشت حلقة نبض البلد، الثلاثاء قضية الاعتدال في المناهج والمنابر، وآليات مواجهة خطاب الكراهية، حيث استضافات كلا من وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور وائل عربيات، وعميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد الخطيب.
وقال الدكتور وائل عربيات إن" موضوع تغيير المناهج وفلسفة التربية والتعليم "بشكل عام" يجب ان ينبثق عن فلسفة الامة بعقيدتها وفكرها وقيمها، فلابد أن يكون المنهج موائم لبيئتها وليس من خارجها".
واضاف أن : مناهج التربية و التعليم هي مناهج دولة ولا تتعلق بحكومة ولا وزير، وأن الدولة الاردنية عبر عقود طويلة انطلقت من منهج واضح المستمد من فكرها وقيمها وعقديتها، وعملية التربية في عملية تطور مستمر ومواكبه للحضارة، ويجب ان تسبق حركة المجتمع حتى يكون الجيل قادر على مواكبة تطورات الحياة.
وأوضح أن :" المنهج في التعامل مع المناهج التعليمية وآلياتنا في التعامل مع اي قضية، أننا دولة قانون ومؤسسات وفيها حرية تعبير وديمقراطية و اجتهادات متنوعه واراء، والاصل ان يبنى الخلاف على اسس واضحة، وهنا ليس لكل انسان يريد أن يعبر عن وجهة نظرة أن يفرضها على الاخر فهناك آليات تعبير ووسائل تعبير نربأ ان ينساق المجتمع ورائها".
وتساءل عربيات :" هل درس أحد البعد السيكولوجي لحادثة حرق المناهج الدراسية، وأن الطالب حرق كتابه بيده على فرض أنه على خلاف معه هل نلجأ أو نأمر الطلبة بحرق كتبهم فاين البعد النفسي عند الطالب بغض النظر عن موقفنا من المناهج!!".
ولفت إلى أن :" هذه مناهج تجريبية، ويمكن ان يعاد النظر بها ، ولم نعهد ان الدولة تصادمت مع ارائها وقيمها فالدولة التي ترعى القدس و المقدسات الاسلامية ووضعت رسالة عمان هل يمكن أن تخالف منهجها؟".
واكد ان منهج التعامل والتواصل هو الاساس في خطابنا وتعاملنا مع بعضنا وحوارنا، وكذلك آليات تغيير التفكير من التقليد إلى الابداع ومن التلقين إلى التفكير ، كل هذه الامور هي اساس فلسفتنا".
وقال :" كنت في لجنة الاشراف على مناهج التربية الاسلامية وهي من ارقى المناهج، داعيا إلى تعزيز ثقافة المحبة بين انفسنا ومع الاخر فما نراه على التواصل الاجتماعي يعبر عن خطاب لا يليق بمجتمعا وسوء خلق وتصيد للشخصيات.
وبين أنه :" في حالة وجود خلل سيصوب وهناك لجنة الان تنظر في المناهج ولن نقبل بأي خلل أو اي شيء يصادم فكر وعقيدة الامة ومن يقول غير هذا عليه أن يثبت وسنكون معه".
واشار إلى أن :" المناهج يجب أن تواكب كل تطور عصري وفي كل فترة من الزمين يجب أن يكون هناك تطوير بما يخدم الاجيال بشرط عدم مصادمة ديننا وثوابتنا".
وقال إنني :" لم اجد اي شيء يسيء لدينا في مناهج التربية الاسلامية و المناهج الاضافية".
ونوه إلى أن :" الوطن تحمل الصعاب خلال مراحل طويلة فلابد أن نتحاور بلغة العقلانية، فالاردن حارب عصابات داعش الاجرامية والدولة التي جاهدت في سبيل الله المارقين وخوارج العصر لا يمكن إلا أن تخالف الدين و المحبة وثوابتها، وهي صاحبة رسالة عمان، فهذه قيادة شرعية مستمده من رسول الله لا يمكن أن تصادم عقيدتها وفكر الامة وثوابتنا.
وحذر عربيات :" من والانتباه لها لانه إن وجدت الفتن الجميع سيحرق بها".
وحول الخطاب الديني ومواجهة خطاب الكراهية قال إن منابرنا وجامعتنا لن تبقى مكتوفة الايدي وسنجاهد في ايصال حقيقة الاسلام، وهي حقيقة المحبة وعدم كره الاخر لشخصه فنحن نكره العمل فإن زال العمل المكروه زالت حالة الكره".
واضاف أننا :" نثق بخطبائنا وكفاءة أئمتنا، ولكن حالات متعددة لا يكون الخطيب فيها على مقدرة في خطاب الناس بشكل صحيح ولذلك الوزارة مستمرة في عملية تأهيل الخطباء والوعاظ وهذا يحتاج برنامج ووقت طويل وهناك معهد تأهيل الائمة والوعاظ لعلاج هذه المسالة".
ولفت إلى أن حادثة مقتل ناهض يجب ان نسال ما هو الحكم الشرعي في هذه الحالة ، فانسان اساء للدين ما الحكم الشرعي فيها القران بين هذا بقوله تعالى :" وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا". وهنا الله يخاطبنا بعدم القتل أو المقطاعه بل وجهنا لعدم الحديث والجلوس معه.

اما الدكتور محمود الخطيب فاعتبر أن " القيم التي تنبع منها المناهج الاردنية و السياسة الاردنية من دين الدولة وهو الاسلام، وهناك 3 ثوابت في الوطن هي الله والاسلام و الوطن والملك وهذه لا خلاف عليها عند المواطن، فهنا يجب ان ننطلق في محاكمة اي قضية من خلال هذه الثوابت حتى نسطتيع ان نتحاور مع بعضنا البعض".
واضاف :" أنا كنت احد المشرفين على تاليف مناهج التربية الاسلامية وقد انطلقنا من هذه القيم، فالمحافظة على قيمة الانسان من حيث هو انسان ، وكيف يعيش ويفكر بناء على الاسلام والمحافظة على الوطن واستقرار الوطن في جو مشحون بالكراهية حول الاردن كما نعلم".
ودعا "إلى التركيز على لغة الحوار وليس اللغة "الغوغائية" التي تطغى على الحوار العقلي، فالاسلام لا يقبل التقليد بل الحوار والنقاش والقران كله حوار حتى أنه حاور ابليس وهذا ان دل علي شيء فإنه يدل أن العدو يجب حواره وهو ما ينمي في الجيل الجديد المقدرة على مواكبة الحياة المعاصرة التي نعيشها".
وقال إننا :" نجد في مدارسنا أن التلقين هو الاساس وليس بناء طالب قادر على الحوار والنقاش والابداع في نفسه".
واشار إلى أننا إن :"لم ننطلق من هذه الثوابت الثلاثة الاخلال بها سيدمر البلد ونحن نريد أن يبقى امن مستقر في ظل وجود الفتن والحروب وخطاب الكراهية".
واكد أن :" التطوير الذي تم في المناهج لم يقم على الحذف، ونعوذ بالله ان يتم ولكن من اجل أن يزيد القدرة عند الطالب لفهم دينه بعيدا عن اللبس والغموض، مضيفا أن اهم امور في تربية اطفالنا هي تعليمهم الحوار مع بعضنا، فسبب الحروب و الفتن في الدول المجاوره لعدم القدرة على الحوار".
وراى أن :" المأزق الكبير في مجتمعنا هوعدم القدرة على الحوار واقناع الغير بوجهة نظرك، فبيتنا غير قادرين على الاقناع بوجهة نظرنا، ولا قادرين على سماع وجهة النظر الاخرى".
وعن موضوع حرق الكتب المدرسية أكد انه لا يجوز لنا ان نسمح لابنائنا ولأي انسان ان يحرقها فقد يكون فيها غث وسمين فهل يجوز حرق السمين من آيات واحاديث الامر الذي سيولد لدى الطالب انتقاص منها".
وحذر من مواقع التوصال الاجتماعي التي غزت اطفالنا من خلال قيم ليست من اصولنا وليس مما تربينا عليه، مؤكدا وجود خطاب عدم الحب وتناميه ابتداء من انفسنا فمحالات الانتحار الكثيرة تدل على ذلك فحالات الانتحار زادت عن ذي قبل، وهذا دليل اننا نكره انفسنا واننا في خطر، مطالبا بدق ناقوس الخطر الذي يجب ان يقرع من خلال البيت، والمدرسة، والجامعه".
وختم حديثه بالقول :" إننا نعمل على تطوير مناهج الجامعة الاردنية لبناء ائمة ووعاظ قادرين على ايصال رسالة الاسلام السمحة فهناك خطباء غير قادرين على ايصالها بشكل صحيح، ولابد من تدريبهم بطريقة صحيحة".

 

أخبار ذات صلة

newsletter