الإنهاك ينال من طواقم إيطاليا الطبية تحت ضغط العمل بكافحة كورونا

عربي دولي
نشر: 2020-03-14 17:34 آخر تحديث: 2020-07-16 16:41
الصورة أرشيفية
الصورة أرشيفية

باتت صورة الممرضة المنهكة التي تلقي برأسها على لوح مفاتيح حاسوب وتمت مشاركتها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، رمزاً لحالة استنزاف الطواقم الطبية التي تكافح فيروس كورونا المستجد في شمال إيطاليا.


اقرأ أيضاً : كورونا ينشر الفوضى في العالم ودول تقاومه بعزل نفسها


وتعمل الممرضة إيلينا باغلياريني في مستشفى كريمونا في شمال إيطاليا الذي وجد في الخط الأول لمكافحة العدوى. 

وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة 1300 إيطالي، ووضع 1300 في العناية الفائقة، ما يعادل ربع الأسرة الموجودة في المنشآت الطبية في البلاد. وأعلن الجمعة عن 2500 حالة إصابة إضافية. 

ويتمتع إقليم لومبارديا، الرئة الاقتصادية للبلاد والذي توفي فيه 890 شخصاً حتى الآن جراء الوباء، بأفضل الأنظمة الصحية في العالم، لكن العاملين فيه، مثل إيلينا، استُنفدت طاقتهم إلى حدّ كبير. 

وعن صورتها التي التقطها زميل في غرفة الطوارئ في خضم ليلة عمل، قالت هذه الممرضة لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية "من جهة، شعرت بالانزعاج لانتشار صورتي بكل مكان، خجلت من إظهار هشاشتي. لكن مع ذلك أنا سعيدة، فقد تلقيت الكثير من الرسائل الجميلة من أشخاص تأثروا بقصتي". 

وأضافت "في الواقع، لا أشعر بتعب جسدي، يمكن أن أعمل 24 ساعة متتالية إذا لزم الأمر، لكن لا أخفي أنني في هذه اللحظة قلقة لأنني أحارب عدواً لا أعرفه". 

ويتحدث العديد من الأطباء والممرضين ومساعدي التمريض لوسائل الإعلام أو يشاركون يومياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عن امتلاء وحدات الرعاية المركزة وحاجتهم إلى "فرز" المرضى. 

يروي دانييلي ماكشيني الطبيب في بيرغامو في شمال البلاد، عبر موقع فيسبوك، "لم يعد هناك نوبات عمل، ولا ساعات محددة. الحياة الاجتماعية معلقة بالنسبة لنا... لم أر ابني وعائلتي منذ نحو أسبوعين خشية من أن أنقل إليهم العدوى". 

وأضاف "أكتفي ببعض الصور لابني أشاهدها دامعاً وبعض الاتصالات عبر الفيديو". 

جنوباً، بدأت المستشفيات في توسكانا تواجه المعاناة نفسها. وفي غروسيتو في إقليم توسكانا، نشرت الممرضة أليسيا بوناري صورةً على تطبيق انستغرام تظهر فيها علامات القناع الجراحي على وجهها بعد يوم طويل. 

أشعر بالخوف

وكتبت هذه الممرضة "أشعر بالخوف لأن القناع لا يلتصق بالوجه تماماً، أخشى أيضاً أن أكون قد لمست عن طريق الخطأ قفازات ملوثة، أو أن لا تغطي النظارات عيني تماماً، أو أن يكون فاتني شيء ما". 

تخبر أنها لم تعثر على وقت للذهاب إلى الحمام أو شرب المياه لمدة ست ساعات، وأنها "متعبة نفسياً"، كما كل زملائها منذ أسابيع.

في مستشفى سان جيوفاني بوسكو في تورينو في الشمال أيضاً، شكل منذ الأربعاء فريق مساعدة نفسية لدعم الطواقم الطبية الرازحة تحت الضغط. 

وأوضحت المعالجة النفسية مونيكا أنييسوني، وهي من ضمن فريق من 20 معالجاً نفسياً انخرطوا في المهمة، لصحيفة "لا ستامبا" الإيطالية أن "المبادرة تهدف أساساً لدعم العاملين في الإنعاش والطوارئ". 

وأضافت "لكن كل من هم بحاجة يمكن لهم الطلب، نحن متاحون للجميع". 

ولفتت إلى أن الضغط والتوتر يتصاعد في أوساط العاملين بسبب الوتيرة الجنونية للعمل، لكن أيضاً بسبب "التوتر المتواصل وبالتالي الخوف"، لا سيما "الخوف من ارتكاب خطأ، من تلقي العدوى، من عدم القدرة على مواصلة العمل في ظل هذه الظروف". 

وأفادت الخميس وسائل إعلام إيطالية عن إصابة 50 طبيباً بفيروس كورونا المستجد في مدينة بيرغامو الشمالية وحدها. 

وفي جنوب البلاد، يتصاعد الضغط أيضاً. في محافظة فودجا، وضع 76 عاملاً في مستشفى سان جيوفاني روتوندو في الحجر الصحي، بعدما خالطوا مرضى مصابين بفيروس كورونا، كما ذكرت وسائل إعلام إيطالية السبت. ويعالج ستة منهم في المستشفى وأحدهم في العناية الفائقة. 

وأوضحت المعالجة مونيكا أنييسوني أنها وزملاءها يعلمون الطواقم الطبية كيفية إدارة مشاعرهم وتوترهم، "عبر الانقطاع عن العمل للحظات، وإعادة التركيز، وخفض التوتر عبر تمارين تنفسية، وتركيز الانتباه على أمر آخر"، وإلا "فسينال التوتر من طاقتهم".

أخبار ذات صلة

newsletter