تعرف على التعامل السلوكي للاهل مع اطفالهم

هنا وهناك
نشر: 2014-09-11 06:00 آخر تحديث: 2016-07-13 16:30
تعرف على التعامل السلوكي للاهل مع اطفالهم
تعرف على التعامل السلوكي للاهل مع اطفالهم

رؤيا - د. معتصم مسالمة - الخطأ هو جزء من الانسان لا نستطيع نكرانه، وكونك أب أو أم هو ضغط لا يستهان به وهذا ما يجعلك عرضة أكثر للخطأ عند تربيتك لأبنائك ،ومن غير السهل أن يكون الوالدين ملمين بكل جوانب الحياة وقادرين على تحمل الضغوطات التي يفرضها المجتمع لكن وسط كل هي المفاهيم هناك حقيقة لا شك فيها هي تفكير الوالدين دائما بتقديم الافضل لاولادهم لماذا لا نعيد النظر بالاساليب التي نتبعها بتربية اطفالنا ؟ 

 

من اكثر الممارسات التي تؤثر بالاطفال سلبيا بشكل دائم : 

 

-اولا : العنف بالتربية : بحسب دراسة محلية اجريت ب 2012 فإن 50 % من الأطفال في الأردن يتعرضون لإساءات جسدية، و70 % يتعرضون الى العنف اللفظي، و30 % يتعرضون الى العقاب البدني. 

 

متى يلجأ الاهل للعنف؟: - عندما يريد الاب او الام التنفيس عن العصبية والمشاكل او عندما "يظن " أحدهم انها الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها التعامل معهم 

 

العنف مثل الضرب او ، الصراخ او التهديد والسب والاهانة وهناك بعض الكلمات الي لا ننتبه لها تؤثر على الطفل مدى الحياة : مثلا: انت ما بتفهم , انت فاشل , دايما بتكرر نفس الاخطاء , مارح تنجح ! 

 

العقاب الانفعالي لا يساعد في تأديب الطفل على العكس تجعله يخاف المربي وقت حدوث المشكلة لكنها لا تمنعه من تكرار القيام بها مستقبلا . 

 

على ماذا ينشأ الابناء عندما يتربى على العنف : شعوره بالنقص ,الانسحاب والانطواء والشعور بالذنب, التردد باتخاذ القرارات , كره السلطة الوالدية , العدائية والتنمر, وتنمية صفات مثل الكذب تجنبا لاي عقاب 

 

لماذا نجعل اطفالنا يمتصون قسوة انفعالاتنا العصبية ونخلق فيهم صراعات مكبوتة وانفجارات غضب من مواقف بسيطة كان ممكن تفاديها ! . 

 

-ثانيا : الاهمال : سواء كان بتوفير الحاجات الاساسية او النفسية : افضل تشبيه للاهمال هو اقرب لصورة وضع سكون على الحرف الذي يحتاج لرفع او ضم، كأن لا تشجع ابنك أوتعزز حسناته او نجاحه، وأن لا تسمع لمشاعره واحاديثه، أو ان تتركه دون محاسبة عندما يقوم بخطأ. مثلا :ان يحصل الطفل على علامة مرتفعة فلا يكافئ معنويا ولا ماديا . 

 

الطفل المهمل ينشأ وهو مقتنع بانه شخص غير محبوب ووحيد وحزين .وتبدأ الاعراض تزداد حتى يتفاجأ الاهل بوجود مشكلات سلوكية عند سن المراهقة . 

 

ثالثا : التسلط : يحاول الاهل دفع الاطفال للمثالية في السلوك أوالدراسة او فرض رايهم والتحكم بنشاطه والوقوف امام رغباته العفوية او الزامه بمهام تفوق قدراته وتكون قائمة الممنوعات اكثر من قائمة المسموحات . مثل عندما تفرض الام على ابنها لباس او اكل معين او اصحاب من اختيارها . وبحسب الدراسات النفسية فان الاطفال اصحاب الشخصيات القلقة والخائفة والخجولين والحساسة وايضا العدائية جاؤوا من اسر متسلطة . 

 

رابعا: الحماية الزائدة والتدليل : المبالغة بالرعاية والتساهل يجعل الطفل يعتقد ان كل شيء مسموح , عندما يكبر الطفل ويخرج من بيئته الصغيرة ( البيت) الى المجتمع سيجد ان رغباته التي كانت تلبى هو شيء غير موجود في الواقع فيكثر انتقاده واحساسه بالاحباط والضعف . واذا الاهل اسرفوا بالخوف على اولادهم مثل ان يحرموهم من الخروج لوحدهم او يحلو عنهم واجباتهم المنزلية او يدافعو عنهم بحال طفل اخر اعتدى عليه بيكبر الابن وبتبقى بقايا طفولته موجودة في شخصيته فبصير يوثق بقرارات الاخرين ويعتمد عليهم كليا

 

خامسا : التناقض في التعامل معه : أن نعاقب طفلنا مرة ونتجاهله مرة اخرى , الطفل لا يفهم مزاجية الكبار والطفل يحتاج ان تفسرله سبب منعه عن سلوك معين : مثلا : أن يطلب الاب من الابن الرد على التلفون ويقول " بابا مش موجود " في الوقت الذي يستهجن فيه الاب تصرف الكذب عنده . باسلوب التناقض نكون ربينا الطفل على التردد والصعوبة في التمييز بين الصح والخطأ والتقلب المزاجي والتمرد 

 

ودائما نتذكر ان الاسرة هي المكان الآمن للابناء ليس بمكان بارد لا يهتم بهم او مكان معتد لا بد ان يحمو انفسهم منه . نتفادى عواقب ممارسات التربيه الخاطئة من البداية من خلال الاسلوب الامثل الي هو الدعم والاستماع والعناية والصداقة.

أخبار ذات صلة

newsletter