وكانت الملكة في حينها تنظر إلى عرض جوي احتفالي، وهي إلى يسار الأمير وليام تحيي المحتشدين بالآلاف، ومعها آخرين من أفراد العائلة العريقة على شرفة قصر باكنغهام الشهير.

 

الاحتفال بعيد ميلادها كان شعبيا، وشارك فيه الآلاف من البريطانيين، وسط وجود عسكري من 1400 جندي وموكب مهيب من الخيول، مع 200 حصان وأكثر من 400 عازف على الأرض، وفي الجو مشاركة قامت بها طائرات سلاح الجو الملكي.

 

فجأة ترك حفيدها وليام كل شيء، ونزل ليكون عند مستوى ابنه الصغير، الأمير جورج، الواقف إلى يمينه على الشرفة، وراح يحدثه ربما عن الطائرات التي كانت في الجو تروح وتجيء بسماء لندن، غير عابئ بالمشاركين بالاحتفال، وكأنه في عالم وهم في عالم آخر.

 

ولاحظت الجدة هفوة حفيدها الذي أهمل البروتوكول والجماهير وكل ما كان يبدو أمامه من فعاليات الاحتفال، فنهرته على كتفه، وأشارت إليه بيمناها بأن ينهض، وملامحها غاضبة بعض الشيء، فتنبه ثاني وريث للعرش البريطاني بعد أبيه، وامتثل لأمرها ونهض سريعا ليعود واقفا في الصف الأمامي، في الوضع المفروض أن يكون عليه، ليراه المتجمهرون ويراهم ويشاركهم بما كانوا فرحين به ومسرورين.