لم يعلم الطفل، ابن الاثني عشر ربيعا، أنه سيكبل بالسلاسل والأقفال من قبل والده وزوجته وجدته لأبيه، ويهرب من المنزل لحماية نفسه من الإساءة في منزله ....
لم يعلم الطفل، ابن الاثني عشر ربيعا، أنه سيكبل بالسلاسل والأقفال من قبل والده وزوجته وجدته لأبيه، ويهرب من المنزل لحماية نفسه من الإساءة في منزله الذي يفترض أن يكون أساس الحنان والعطف، ليخرج للتسول، بعد أن تركته والدته وسافرت إلى إحدى الدول القريبة.
اقرأ أيضاً : "التنمية": 90% من المتسولين المضبوطين في 15 يوما يمتلكون سيارات ورواتب تقاعدية
القضية بدأت فصولها عندما غاب الطفل (ن.ع) عن المنزل، فتم فتح ملف له في مكتب الخدمة الاجتماعية شرق العاصمة عمان، إذ تمت متابعة ملفه وأشقائه في منزل الجدة لأبيه، بحسب بيان صادر عن وزارة التنمية الاجتماعية حصلت "رؤيا" على نسخة عنه.
غير أن مكتب الخدمة الاجتماعية تلقى معلومات من إحدى الهيئات الأممية تقضي بهروب الطفل من منزل ذويه بسبب تعرضه للإساءة، لتتم متابعة والده الذي أفاد بأنه يتغيب عن المنزل من أجل ممارسة أعمال التسول، ليعثر عليه رجال الأمن العام، وتم تسليمه لوزارة التنمية الاجتماعية التي احتفظت به في إحدى دور التربية والتأهيل التابعة للوزارة لمدة أسبوع.
وبعد إجراء التداخلات الاجتماعية وعقد مؤتمر حالة للطفل، قرر قاضي الأحداث المختص إيداع الطفل في إحدى دور الرعاية لمدة سنة، ليصار بعدها إلى أخذ التعهدات الإدارية اللازمة والإقرار بتسليم الطفل لوالدته والمحافظة على الطفل وعدم تعريض حياته للخطر.
اقرأ أيضاً : المعونة يعلن موعد انتهاء برنامج تكافل 3
غير أن والدة الطفل التي تم التواصل معها، وتقيم خارج البلاد في إحدى الدول القريبة، رفضت إجراء معاملة لم الشمل مع طفلها، فتم تسليمه لوالده، ليُكتشف أن الطفل ما يزال يمارس أعمال التسول هربا من سوء معاملة والده وجدته.
وعاد الطفل ليتغيب مجددا عن منزل والده وجدته، وبعد تفقد أوضاعه عبر الزيارات الميدانية المتكررة، تبين أن والده وجدته ربطاه بالجنازير والسلاسل والأقفال، ليصار إلى إحضار فريق ميداني بالتعاون مع المركز الأمني المختص إلى المنزل وفتحه وإخراج الطفل.
وزارة التنمية الاجتماعية أكدت احتفاظها بالطفل مجددا في إحدى دور الرعاية التابعة لها، وفقا لقرار قاضي الأحداث المختص، مشيرة إلى أنه تم توديع الأب والجدة إلى القضاء من جراء سوء معاملته، وتوقيفهم قضائيا.
ولفتت الوزارة إلى أن الأطفال الذين يسخرون لأعمال التسول ليسوا أصعب حالا ممن يهرب من منزل ذويه من سوء المعاملة ليجد التسول العنوان الأبرز لبدء حياة جديدة.
