Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
الاستبسال حتى آخر طلقة.. سردية صنعها الجيش العربي المصطفوي في حرب حزيران 1967 | رؤيا الإخباري

الاستبسال حتى آخر طلقة.. سردية صنعها الجيش العربي المصطفوي في حرب حزيران 1967

الأردن
نشر: 2021-06-04 17:10 آخر تحديث: 2023-06-18 15:17
الصورة من أرشيف حرب حزيران
الصورة من أرشيف حرب حزيران

كأنه استوحى من مجاز مفردة "تل الذخيرة"، في حي الشيخ جراح في القدس الشريف، معاني البطولة والشرف والاقدام والشجاعة، فقاتل الجيش العربي الاردني المصطفوي في حرب حزيران 1967 بذخيرته الحية، حتى آخر طلقة، وآخر شهيد، مسطرا ملحمة في النبل والبطولة والاستبسال والدفاع عن الارض والحق، قاصدا احدى الحسنيين النصر أو الشهادة، فكانت لهم حسنى "أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر".


اقرأ أيضاً : 75 عاماً من الاستقلال.. مسيرة إنجاز لا تتوقف


وها هو حي الشيخ جراح التاريخي في القدس الصامدة، يشهد مجددا صلابة على الموقف الاردني المتشبث في الدفاع عن هويته العربية الفلسطينية، وهو الحي عينه، الذي شهد أشرس المعارك في حرب غير متكافئة بين قوة الجيوش العربية المشفوعة بالحق، وقوة العدو الاسرائيلي المتكئة على الباطل، فلم يترك الجيش العربي الاردني ترابا فلسطينيا الا وجبله بدمائه الزكية، حاملا روحه على كفه، باحتراف وتفان، وهو يكبر ويهلل، مستمدا عزيمته من عقيدة الثوابت الاردنية الراسخة المرتكزة على قيم الحق والعدل والحرية والتحرير.

ورغم أنها الحرب "التي ما اردناها " كما قال المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه في كتابه "حربنا مع اسرائيل" الصادر عام 1969، الا أن الجيش الاردني نازل عدوا مسلحا بعتاد وعدة وغطاء جوي، فكان في مرمى النيران وقنابل "النابالم" الحارقة، مقدما الشهداء والجرحى والاسرى في سبيل الحق الفلسطيني.

كتاب ومؤرخون يؤكدون لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، أن الاردن بقيادته الهاشمية، وعلى مدى عمر القضية الفلسطينية، حمل أمانة المسؤولة التاريخية في الدفاع عن فلسطين، ولم يتوان يوماً عن واجبه العروبي، وبأي وسيلة، عسكرية كانت أم دبلوماسية، لابراز عدالة القضية، والتصدي للسياسات الاسرائيلية التعسفية في القضم والاستيطان والتهويد والاحتلال، مشددين على أن خسارة الحرب حينذاك أعقبه، اصرارا أردنيا على النصر، الذي تجلى في معركة الكرامة الخالدة، إذ كُسرت وقتذاك، شوكة "الجيش الذي لا يقهر".

يقول الباحث والمؤرخ الدكتور جورج طريف، بداية، لابد من التأكيد على أن الأردن بقيادته الهاشمية الفذة قد حمل مسؤولية الدفاع عن القضية الفلسطينية بشتى الوسائل السلمية والعسكرية، وقدم الشهداء دفاعاً عن القدس وفلسطين، وما يزال حتى اللحظة، يواصل التصدي لتهديدات المستوطنين الاسرائيليين لترحيل اصحاب الحق في حي الشيخ جراح، الأمر الذي يعتبره الأردن جريمة حرب لا بد من التصدي لها عربيا واسلاميا ودوليا.

وحول حرب حزيران 1967، يقول: بعد أن تم توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين الأردن ومصر، وضع الجيش العربي الأردني في حالة تأهب قصوى، وجرت معارك على طول الجبهة الأردنية، بينه وبين قوات العدو الاسرائيلي، في باب الواد وتل الشيخ عبد العزيز وتل النبي صموئيل وتل الرادر ومنطقة الشيخ جراح واللطرون، والخليل وطولكرم وجنين ونابلس.

ويواصل طريف، أنه وبالرغم من قلة العدد والعدة وانعدام الغطاء الجوي فقد حارب جيشنا الاردني ببسالة واقتدار، واستمرت روح التضحية والشجاعة والإصرار على القتال حتى آخر طلقة، حيث كانت معارك القدس من أهم المعارك التي خاضها حينذاك، وكان لواء طلال يتولى مسؤولية الدفاع عن المدينة المقدسة بقيادة العقيد عطا علي، الذي تألف من كتائب: "الحسين" وهي الكتيبة الثانية بقيادة الرائد منصور كريشان التي تمركزت من باب العامود الى الطرف الشمالي من حي الشيخ جراح في منطقة تل المدورة، حيث أطلق عليها العدو "تل الذخيرة"، والكتيبة الرابعة "حسن" بقيادة الرائد احمد مرشد المومني في الطور وجبل الزيتون والكتيبة الثامنة "علي" بقيادة الرائد صالح محمود البطاينة داخل الأسوار في المدينة القديمة والكتيبة " أسامة 31" بقيادة الرائد بادي عواد، التي تمركزت في سفوح جبل المكبر، والكتيبة الخامسة "مدفعية الميدان"، وكانت وراء تل الفول شمال شرق جبل الطور.

أخبار ذات صلة

newsletter