المرحلة الجديدة للمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن

مقالات
نشر: 2017-02-19 11:47 آخر تحديث: 2017-02-19 11:47
كتابة: حاتم الشولي
حاتم الشولي

كانت نهاية الاسبوع حافلة بالعديد من القضايا التي انشغل بها الرأي العام الأردني على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ظهر فيديو لناشط مصري على مواقع التواصل الاجتماعي يبين فيه ان اغلب الفيديوهات التي اشتهر بها والتي صنعها بنفسه قام احد الناشطين على مواقع التواصل في الاردن الذي يتابعه الملايين في الاردن وخارجها من تقليدها ووضعها على حساباته المختلفة دون الاشارة لاصل الفكرة وصاحبها، مما استدعى من الثاني الاعتذار من الأول بعدما امتلئت مواقع التواصل بردود فعل قوية وقاسية.

من هنا سقطت اهم عوامل المصداقية والتي بدونها تضيع قيمة ما يقدمه هذا الفنان او ذاك مهما كان المحتوى، ولكن من هنا ايضا نجد انفسنا على الطريق الطويل وامام السؤال الكبير .. هل لدينا انتاج خاص ذات تأثير كبير على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن؟

من خلال الواقع يمكن تقسيم الموضوع الى اكثر من محور، الاول حول الانتاجية والابداع في الطرح والثاني حو التأثير واشكاله ومستوى انعكاسه على الرأي العام، فحول الانتاجية لا يمكن قياس او مقارنة نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن بنشطاء مواقع التواصل في الخليج مثلا، ففي الأردن لدينا نشطاء منصات معينة، ولا يوجد لدينا الناشط الشامل في جميع المنصات والذي يحظى بمتابعة متقاربة على اغلب المنصات، فهناك من هو نشط على الفيسبوك، واخر فقط على انستغرام فيما تستحوذ اخرى على سلم الشهرة في سناب شات واخرى الاكثر متابعة في تويتر مع انخفاض تام وتراجع كبير في شخصيات اليوتيوب وقنواتها ومدى انتاجيتها وهكذا، وكل ذلك يؤدي الى محدودية الطرح والابداع وربما مع غياب كبير لوجود الشخصيات التي تتميز باسلوب خاص، ومن هنا فان انتاجية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن نسبيا ليست ذات جودة عالية.

اما في محور التأثير، فمن الواضح جدا انه خلال اخر عشر سنوات اصبحت مواقع التواصل بشكل عام هي الصالون الكبير الذي تدور بداخله جميع نقاشاتنا المحلية، وخبر صغير حول اي شخصية من الشخصيات الاكثر متابعة سيظهر لنا حجم التأثير الذي تعكسه هذه الشخصيات في الشارع الاردني، التأثير لا يتم حسابه على انه سلبي ام ايجابي، بل بحجمه العام بغض النظر عن مضمونه الذي "يفترض ان يكون ايجابيا دوما" ولذلك فان بعض الشخصيات يمكن ان نطلق عليها مسمى "مؤثر منصة" ولذلك بعض المؤسسات الاجتماعية والدعائية تستنجد ببعض هذه الشخصيات لجعلها واجهة لها امام الناس لما تدركه من مستوى تأثيرهم بمن يتابعونهم.

المرحلة الجديدة للمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن دخلت حيز التنفيذ، ستظهر شخصيات جديدة وستختفي اخرى فيما ستحافظ بعضها على مكانها في الاغلب، في النهاية الموضوع نسبي، قابل للتغير في ظل ايام، وربما اكثر؛ فهذه المواقع ليست حكرا على احد، والباب مفتوح امام الجميع ليظهر ما لديه من محتوى راقي وحضاري، ولكن الحمل الكبير يقع على المتتبعين لهذه الشخصيات، فنحن من نصنع من "بعض الاغبياء مشاهير" ونحن ايضا من نصنع "من المشاهير الحقيقين اغبياء"، لذلك علينا ان نكون اكثر وعيا في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي ومحتواها وشخصياتها بشكل عام.

newsletter