Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
معدلات البطالة المرتفعة .. بيئة التطرف المؤاتية | رؤيا الإخباري

معدلات البطالة المرتفعة .. بيئة التطرف المؤاتية

الأردن
نشر: 2016-09-16 20:13 آخر تحديث: 2020-07-23 12:20
تحرير: محمد ابوعريضة
معدلات البطالة المرتفعة .. بيئة التطرف المؤاتية
معدلات البطالة المرتفعة .. بيئة التطرف المؤاتية

حبس الناس أنفاسهم وهم يستمعون إلى بيانات دائرة الإحصاءات العامة عن معدلات البطالة في الربع الثاني من العام الحالي، فمع أن خبراء ومراقبين شككوا في صحة هذه النسب، واعتبروا أن الحقيقة تفوقها بكثير، إلا أن رقم أربعة عشر وثمانية في العشرة بالمئة من الأردنيين عاطلين عن العمل، كبير ومخيف.

 

دائرة الإحصاءات العامة تؤكد أن أرقامها صحيحة ومستندة إلى منهجية عالمية، لكنها لا تنكر أن النظر إلى الأمر من زاوية مختلفة قد يرفع معدلات البطالة.

 

المعضلة، على خطورة النسبة الرسمية للبطالة، لا تتوقف عليها، ولا تتوقف على البيانات الرسمية المستولدة من عمليات مسح البطالة، بل تكمن في تباينات واضحة بين خبير وآخر، ما يضع علامة استفهام على قدرة الحكومة على انتزاع ثقة الناس في بياناتها.

 

معدلات البطالة الرسمية، وغيرها لا تحدد نسبة البطالة وسط الأردنيين فحسب، لكنها تتحدث عن التحولات العميقة في المجتمع الأردني خلال السنوات الخمس الماضية، ومقدار ما أصاب المجتمع الأردني من تغييرات أصابت أدق التفاصيل، ومنها معدلات البطالة.

 

لا أحد ينكر أن الموارد البشرية هي رأسمال الأردن، وإلا لما ظلت مقولة الراحل الحسين: "الإنسان أغلى ما نملك"، ديدن الأردنيين جميعًا، لكن هل الواقع، وإفرازات مخرجات التعليم تؤكد هذه الحقيقة، أم أننا بعيدون عن المأمول؟

 

يدخل سوق العمل أكثر من مئة ألف باحث جديد عن العمل سنويًا، لا تسوعب السوق منهم سوى الثلث، أو النصف في أحسن الأحوال، ما يولّد عشرات آلاف الأردنيين الشباب الباحين عن عمل بلا طائل، فيصابون بالإحباط، فيعزفون عن البحث عن فرص للعمل، وهم من يطلق عليهم: "جيل الانتظار".

 

إحباط الشباب، بسبب غياب فرص العمل، والشعور بعدم اكتراث المجتمع بهم، يدفع شريحة واسعة منهم إلى الخروج على طبيعتهم، سواء بانتهاج سلوك جرمي، أو اللجوء إلى حضن الإرهاب.

 

يعتقد خبراء أن التربية الأسرية والمناهج المدرسية لا تساعد على تنشئة جيل يمتلك وعيًا صحيحًا تجاه العمل، لذا فإنه من الممكن اجتراح حلول يسيرة لمعالجة معضلة البطالة، تتمثل في إشاعة ثقافة العمل، وبالتدريج إحلال العمالة السورية ابتداءً مكان المصرية، ومن ثم إحلال العمالة الوطنية مكان السورية.

 

لكن يرى خبراء آخرون أن الحلول هي طويلة ومتوسطة الأمد، مع أهمية وضع حلول سريعة آنية، لا تتناقض مع الخطط الاستراتيجية.

 

عشرات آلاف العاطلين عن العمل يتحركون بيننا، وإذا ما أضيف إليهم العاطلون عن العمل من السوريين، تمسي الأعداد مخيفة، لجهة ما قد يشكل هؤلاء بيئة خصبة للجريمة والتطرف، خاصة إذا ما علمنا أن نسبة مرتفعة منهم من الشباب المحبط، الباحث عن فرصة لحياة كريمة لا يجدها.

 

 

أخبار ذات صلة

newsletter