عباس: لا اجتماع مزمع مع نتنياهو في موسكو

فلسطين
نشر: 2016-09-06 15:22 آخر تحديث: 2017-12-26 15:46
عباس: لا اجتماع مزمع مع نتنياهو في موسكو
عباس: لا اجتماع مزمع مع نتنياهو في موسكو

قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الثلاثاء، إن الاجتماع المقترح في موسكو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو لن يعقد في الوقت الحالي.

وأضاف عباس، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس البولندي أندريه دودا في وارسو، إن الرئيس بوتين اقترح عقد اجتماع في موسكو في التاسع من سبتمبر/ أيلول، مشيرا إلى أنه وافق على ذلك، وكان سيذهب إلى موسكو مباشرة من بولندا.

وأضاف أنه للأسف عقد ممثل بوتين في القدس وممثل نتنياهو اجتماعا أمس، الإثنين، واقترح ممثل نتنياهو تأجيل الاجتماع لوقت لاحق، ومن ثم لن يكون هناك اجتماع في التاسع من سبتمبر أيلول.

وكانت آخر جولة محادثات سلام إسرائيلية فلسطينية انهارت عام 2014.

قال مسؤولون فلسطينيون، أمس الإثنين، أن لقاء نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أخفق في التوصل إلى تفاهمات تسمح بعقد القمة الفلسطينية – الإسرائيلية – الروسية، التي دعا إليها الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو الشهر المقبل.

وأوضح المسؤولون أن بوغدانوف لم ينجح في إقناع نتنياهو بالموافقة على متطلبات إعادة إحياء المفاوضات، وفي مقدمها تجميد الاستيطان وإطلاق سراح أسرى ما قبل اتفاق أوسلو.

وقال السفير الفلسطيني في موسكو، عبد الحفيظ نوفل، إن الجانب الفلسطيني «يرحب بالجهد الروسي وباقتراح عقد اللقاء في موسكو، وهناك موافقة فلسطينية من حيث المبدأ على عقد اللقاء، إنما التفاصيل لم تناقش بعد»، وكانت وكالة «إنترفاكس» للأنباء نقلت عن مسؤول في السفارة الفلسطينية في موسكو قوله أمس، إن الرئيس عباس وافق على إجراء محادثات مباشرة مع نتنياهو في روسيا.

على خط مواز، قال مكتب نتنياهو، إن رئيس الوزراء منفتح على مثل هذا اللقاء بعد أن أجرى محادثات في القدس مع بوغدانوف، موضحا في بيان أن «رئيس الوزراء عرض موقف إسرائيل بأنه مستعد دائماً للقاء الرئيس عباس مباشرة ومن دون شروط مسبقة. لذلك، فإنه يدرس اقتراح الرئيس الروسي وتوقيت أي اجتماع مقترح». وكان بوغدانوف وصل أمس الى إسرائيل حيث التقى نتانياهو، ومن المقرر أن يزور رام الله اليوم للقاء عدد من مساعدي الرئيس محمود عباس.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الدكتور أحمد مجدلاني، الذي سيلتقي بوغدانوف، إن فرص عقد لقاء القمة في موسكو تضاءل بسبب رفض الجانب الإسرائيلي متطلبات إحياء عملية السلام، وفي مقدمها وقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى ما قبل اتفاق أوسلو.

وأوضح أن نتانياهو سعى إلى أن تقوم روسيا بالتأثير في الجانب الفلسطيني لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات المباشرة قبل موعد المؤتمر الدولي الذي دعت إليه فرنسا، بهدف تقويض المبادرة الفرنسية القائمة على مقاربة دولية، لمصلحة مقاربته القائمة على مفاوضات ثنائية مباشرة تُجرى في ظل تواصل الاستيطان.

وأضاف: «يخشى نتانياهو من الثمن الكبير الذي سيدفعه في حال مقاطعته المؤتمر الدولي في فرنسا، لذلك سعى إلى تقويضه من بعيد عبر مبادرات بديلة».

وقال أن الجانب الروسي الساعي إلى إعادة إحياء دور روسيا في المنطقة تفهّم المطالب الفلسطينية، ولم يقبل بالرؤية الإسرائيلية، وأردف: «إذا واصل الجانب الإسرائيلي رفضه وقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى ما قبل أوسلو، فإن فرص عقد لقاء القمة ستكون ضئيلة جداً».

ومن المتوقع أن تواصل روسيا إجراء اتصالات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بهدف جسر الهوة بين مواقفهما، لكن التوقعات بحدوث ذلك متواضعة جداً.

وتعد السلطة الفلسطينية لتقديم مشروع قرار عربي إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان. وقال مسؤول فلسطيني رفيع أن مشروع القرار معد منذ آذار (مارس) الماضي، وأنه عرض على مجلس السفراء العرب في المنظمة الدولية لدرسه قبل تقديمه في شكل جماعي، وأن عدداً من الدول العربية طالب الجانب الفلسطيني بتأجيل عرض مشروع القرار على مجلس الأمن تحت مبررات عدة».

وقال مفوّض فلسطين لدى المنظمة الدولية الدكتور رياض منصور أن مجلس وزراء الخارجية العرب سيبحث مشروع القرار في القاهرة اليوم، مضيفاً أن الجانب الفلسطيني سيطالب في اجتماع اليوم بعرض المشروع في الدورة الحالية للأمم المتحدة التي تعقد قبل نهاية الشهر الجاري. ورجح أن يحظى مشروع القرار بـ14 صوتاً من أصوات مجلس الأمن الـ15. وقال أن أميركا هي العضو الوحيد في المجلس الذي يرجح أن يصوّت ضد مشروع القرار، إما باستخدام حق النقض «الفيتو» أو بالتصويت العادي.

التدخلات العربية

وتأتي محاولات عقد القمة الثلاثية في موسكو في وقت تمارس دول عربية ضغوطاً على السلطة الفلسطينية، في حين تداولت مواقع إخبارية خطة قالت أن اللجنة الرباعية العربية أعدتها بهدف إحياء عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية. كما أشار الرئيس عباس في كلمة الأحد أمام جمع من ذوي الحاجات الخاصة في مكتبه برام الله، إلى وجود تدخلات عربية.

وقال مجدلاني لوكالة «فرانس برس» أمس: «صحيح، هناك ضغوط عربية تمارس علينا، ومنها ما نتج من اللجنة الرباعية العربية من خطة تحت مسمى تحريك الملف السياسي الفلسطيني».

وتابع: «منذ السبعينات وعقب الاعتراف بمنظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، رفعنا شعار: لا للوصاية علينا. لا يجوز بعد كل هذا أن يتدخل أي طرف عربي في أجندتنا الداخلية لأن عهد الوصاية انتهى، ويجب أن يحترم قرارنا الفلسطيني المستقل كما نحترم استقلالية العرب».

وكانت مواقع إخبارية فلسطينية تحدثت عن خطة قالت إن اللجنة الرباعية العربية أعدتها. ووفق هذه المواقع، جاء في الوثيقة أنها تهدف إلى توحيد حركة «فتح»، وتحقيق المصالحة بينها وبين «حماس»، وتحريك عملية السلام على أساس المبادرة العربية، وتوفير الدعم للفلسطينيين في الداخل والشتات.

وفي ما يخص توحيد «فتح»، تقترح الوثيقة «إعادة المفصولين من الحركة والسلطة الفلسطينية إلى مكانهم السابق، وعودة القيادي في فتح محمد دحلان إلى عضوية اللجنة المركزية للحركة».

وتذكر الخطة «الاعتماد على عملية ضاغطة على الأطراف المعطلة أياً كانت هذه الأطراف».

وقال عباس في حديث عبر تليفزيون «فلسطين» أول من أمس: «كفى امتدادات هنا وهناك، الذي له خيوط هنا أو هناك الأفضل له أن يقطعها، وإذا لم يقطعها نحن سنقطعها». وزاد: «هذا وطننا، وعلاقتنا مع الجميع يجب أن تكون جيدة، لكن لا أحد يملي علينا موقفاً، ولا أحد يملي علينا قراراً». وتابع بلهجة قوية: «نحن أصحاب القرار، ونحن الذين نقرر، ونحن الذين ننفذ، ولا سلطة لأحد علينا».

أخبار ذات صلة

newsletter