Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
حقائق عن الموت المفاجئ للرضع | رؤيا الإخباري

حقائق عن الموت المفاجئ للرضع

صحة
نشر: 2016-07-03 13:08 آخر تحديث: 2023-06-18 15:32
حقائق عن الموت المفاجئ للرضع
حقائق عن الموت المفاجئ للرضع

"قد يبدو وضع طفلك حديث الولادة في صندوق للنوم فكرة غريبة للوهلة الأولى، ولكن بطبيعة الحال ليس بالضرورة أن يملك الصغار دوماً رفاهية أسرّة الأطفال الخشبية الجميلة المزودة بإكسسوارات تلائمها. ففي الماضي كان الرضيع ينام ليلاً بالدرج السفلي، هكذا تقول الكاتبة المُتخصصة بمجال الأمومة، ميلي هيل، في مقال نشرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.

 

والآن فإن ثمة خطة جديدة على وشك التجريب بمستشفى الملكة شارلوت وتشيلسي في لندن، حيث سيُعطى الوالدان صندوقاً من الورق المقوى كمكان آمن يوضع فيه الطفل من أجل النوم.

 

وتأتي تلك الصناديق، المقدمة من شركة The Baby Box الأميركية، مزوّدة بوسادة مُلائمة، وملاءة ورداء أفرول للرضيع وجوارب وقبعة، فضلاً عن مجموعة أخرى من مُستلزمات الطفل.

 

وقد استُلهِمَت الفكرة من برنامجٍ فنلندني، قامت فيه البلاد بتمويل صناديق تُزوّد بها الأمهات الجدد منذ 75 عاماً، ويرجع لها الفضل في الانخفاض الكبير بوفيات الأطفال جراء متلازمة الموت المفاجئ للرضّع " SIDS" أو ما يُعرف على نطاق واسع باسم الموت السريري للأطفال، حيث تراجعت أعداد الوفيات من 65 طفلاً بين كل 1000 طفل في عام 1938، عند بدء البرنامج، لتصل اليوم إلى طفلٍ واحد بين كل 6000 مولود.

 

فلماذا لا يثير الإعجاب بالأمر إذاً؟ إنه لمن العظيم أن نرى الآباء والأمهات الجدد يحصلون على مُستلزمات مجانية لمساعدتهم بينما يبدأون مهمتهم الشاقة المتمثلة في رعاية طفلهم.

 

وتقول الكاتبة: "إن كان المشروع التجريبي بصدد التعميم على مستوى البلاد، فأنا أشك أن هُناك أي أم أو أب سيرفض تلك المُساعدة، ودعونا نواجه الأمر، أو بالأحرى هذه الهدية الترويجية المثيرة. فالآباء من خلفيات اقتصادية واجتماعية محرومة سيستفيدون خاصة من منحهم "مجموعة الآباء الجدد". وربما الأكثر جاذبية بالأمر هو أن وضع طفلك في صندوق للنوم بإمكانه أن يُقلل بشكل كبير فرص تعرضه للموت السريري للأطفال، وهي رسالة يصعب على كل الآباء الجدد المذعورين أن يتجاهلوها".


ولكن هل الأمر بهذه السهولة؟


بحسب جمعية Lullaby Trust، فإن متلازمة الموت المفاجئ للرضع عبارة عن "موت مفاجئ وغير متوقع للرضيع دون العثور على أي سبب بعد إجراء تشرح مفصل للجثة"، ومن المثير للحيرة أنه على الرغم من حقيقة أن تلك المتلازمة تعني الوفاة دون تفسير، فالمعلومات بشأنها عادة ما تتضمن النصح بتجنب النوم المشترك مع الطفل، ما يعني أن تقاسم السرير مع الطفل في حد ذاته بإمكانه أن يتسبب في ذلك.

 

ولكن هذه ليس القضية، فتقول جيني وورد من منظمة Lullaby Trust إن "النوم المُشترك ليس مُسبباً للموت في حد ذاته، إنه فحسب عامل خطير، فما زلنا لا نعرف لماذا تحدث وفيات الأطفال بمتلازمة الموت المفاجئ، على الرغم من أن هُناك أدلة جيدة تؤكد أن سبل رعاية بعينها بإمكانها تقليل فرصة وقوع ذلك.

 

فالصندوق في حد ذاته لا يفعل شيئاً خاصاً في الحقيقة لمنع الموت المفاجئ للرضع، ولكنه ببساطة يوفر مكاناً آمناً للرضّع من أجل النوم، فهو لا يختلف عن السرير أو المهد المعروف باسم سلّة موسى.

 

تقول جيني: "نحن لا نعرف أي علم يثبت أن استخدام صندوق قد يقلل حدوث متلازمة الموت المفاجئ للرضّع؛ ولكن استخدام الصندوق من شأنه تمكين الأسر من اتباع بعض نصائحنا، فأي شيء يُساعد على إبقاء الأطفال بمكان مُنفصل للنوم، ومزود بمرتبه مُسطحة ثابتة مضادة للماء، ويمكن وضعه بغرفة الوالدين، سيكون شيئاً مثيراً للاهتمام بالنسبة لنا".

 

فهناك حاجة إذاً للتراجع عن تلك المزاعم القائلة إن تلك الصناديق تقلل معدل متلازمة الموت المفاجئ للرضّع.

 

وقد يبدو الانحفاض الهائل في أعداد الوفيات بفنلندا عظيماً، ولكن هُناك انخفاضٌ مماثلٌ كذلك بالمملكة المُتحدة، حيث لم تكن هُناك خطط صناديق الأطفال، فالمعدل بالمملكة المُتحدة في الوقت الراهن يقدر بنحو حالة وفاة واحدة بين كل 3000 مولود. ورغم أنه يبلغ ضعف نظيره بفنلندا، إلا أنه يعتبر انخفاضاً هائلاً عما كانت عليه النسبة قبل 75 عاماً، عندما لم يكن طفلٌ بين كل 4 أطفال يتم عامه الأول بسبب عدد من العوامل، تتعلق في معظمها بالفقر وسوء التغذية والعدوى.

 

وأظهرت دراسة أُجريت عام 2014 أن الأمهات المُرضعات يحصلن على المزيد من الراحة عند النوم مع أطفالهن، فيما أشارت العديد من الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية في حد ذاتها تقلل من خطر متلازمة الموت المفاجئ للرضع، وهي أخبار لا تحظى بشعبية في الوقت الذي يتم فيه الاحتفاء بحق اختيار الرضاعة الصناعية، رغم أن المعلومة السابقة تعد حقيقة مثبتة بأدلة لا جدال فيها.

 

إذاً فالرضاعة الطبيعية تعد أسهل عندما تنام الأم بصحبه طفلها، وبإمكانها تقليل خطر حدوث الموت السريري المفاجئ للرضع، ولكن النصيحة الممنوحة للآباء الجدد غالباً ما تأتي محملة بإملاءات تقول لهم ألا يتقاسموا السرير مع أطفالهم أبداً، وتُذكرهم في الوقت نفسه بأهمية أن يتم إرضاع الأطفال طبيعياً.

 

فلا عجب أن الأمهات يقعن في حيرة وإحباط أو يلجأن إلى الرضاعة الصناعية.

 

ويبدو أن النصيحة الأكثر اتزاناً بشأن النوم المشترك ومتلازمة الموت المفاجئ للرضع تأتي من مركز معلومات نوم الرضع بجامعة درهام البريطانية، التي تقول إن "أغلب الدراسات تُبيّن أن معظم الوفيات بين الأطفال الذين يشاركون السرير مع الآباء تحدث عندما يدخن الشخص الذي ينام بصحبة الطفل أو يتناول مشروبات كحولية أو يتعاطى مخدرات أو عقاقير (سواء كانت غير قانونية أو يتم تناولها دون وصف الطبيب) وهو ما يجعله ينام بعمق. فإن كُنت تدخن أو تشرب الكحول أو تتعاطى مُخدرات سيقل خطر تعرض طفلك للوفاة غير المتوقعة إذا نام بشكل مُنفصل في سرير خاص به إلى جانب سريريك".

 

ونادراً ما تتضمن نصائح الرعاية الليلية للوالدين ذلك، ولكنها بدلاً من ذلك تذكر معلومات تحظر النوم بصحبة الطفل تماماً، كتلك التي يشملها الموقع الإلكتروني للشركة المنتجة للصناديق؛ والتي تقول: "يجب ألا ينام طفلك بسرير الكبار، وإن أحضرت طفلك إلى سريرك من أجل الرضاعة الطبيعية، تأكدي من إعادته إلى مكان مُنفصل آمن بغرفتك".

 

يبدو الأمر سهلاً، ولكن معظم الأمهات والآباء الجدد يجدونه أكثر صعوبة من ذلك، فالطفل لا يرغب في النوم بصندوقه الخاص، ولكننا قيل لنا: "لا تأخذوا أطفالكم إلى أسرّتكم".

 

ولذلك نجلس في حيرة بشأن ما علينا فعله في الرابعة صباحاً، عندما نستيقظ ونجد الطفل ينام فوقنا. وكلما وضعنا الطفل بالأسفل يستيقظ مُجدداً.

 

فلا يتم التحدث إلى الآباء بشأن هذا السيناريو الشائع، ولا يُقال لهم كيف بإمكانهم مُشاركة النوم مع الرضيع بأمان إذا رغبوا.

 

هيلين باول من مركز معلومات نوم الرُضّع تعتقد أن برنامج الشركة المُنتجة لصناديق الأطفال ربما قد أضاع تلك الفرصة؛ فتقول: "شخصياً، أنا كنت سأفضل أن أرى الآباء والمتخصصين بمجال الصحة يناقشون العناية الليلية بالطفل وخيارات النوم الآمن، فتقديم الصناديق دون نقاش حقيقة قضاء فترة الليل بصحبة طفل رضيع تبدو إضاعة لفرصة هامة لتخطي نهج (مقاس واحد يلائم الجميع)".

 

تتفق شارلوت يونغ، استشارية الرضاعة الطبيعية، ومؤلفة كتاب "لماذا تُهِم الرضاعة الطبيعية؟"، على أن محتويات الصناديق بإمكانها أن تُستخدم لتحسين المعلومات المقدمة إلى الآباء والأمهات الجدد، إلا أنها تجد أنه من المُقلق أيضاً إمكانية استخدامها لاستغلالهم.

 

فتقول: "الطرق المماثلة تقدم فرصة حقيقية لتحسين دعم الرضاعة الطبيعية، لكني أعتقد أيضاً أنه من المهم أن يكون التأثر التجاري مُنظماً بطريقة مُناسبة، وألا تكون التفاصيل المقدمة للوالدين مدفوعة بالربح التسويقي فحسب". ومن الحقيقي أن إيصال المعلومات إلى الأمهات الجدد يُعد حلماً تسويقياً.

 

فالصناديق ممولة بالكامل من قِبل "منصة تكنولوجية" تُدعى "جامعة صندوق الطفل"، والتي تمنح الآباء الذين يتلقون الصناديق أكواداً تسمح لهم بالتعلم عبر الإنترنت. وتؤكد الشركة المُنتجة ومُستشفى الملكة شارلوت أن مُحتويات الصندوق ستخضع لمعايير صارمة، ومع ذلك فإن الأمر ككل يثير الريبة، بحسب الكاتبة.

 

وتختتم ميلي قائلة "دعونا نأمل أن أكون على خطأ، وأن تلك الصناديق حقاً تُعد فرصة لإيصال معلومات مفيدة ودقيقة حقاً إلى الآباء الجدد دون قيود أو شروط. وربما أيضاً، مثلما كان حال أبي في الثلاثينيات، سيتجنب الأطفال صناديقهم في مرحلة ما؛ كما يحدث مع طفلي العزيز جران؛ الذي حاولنا وضعه في سريره ولكنه لم يُعجبه، وننام جميعاً على نحو أفضل مع بعضنا بعضاً".

 

أخبار ذات صلة

newsletter