طرق لتحسين أداء الراوتر و"الواي فاي"
يواجه العديد من مستخدمي الإنترنت مشكلة ضعف شبكة "الواي فاي"، وعدم عملها بنفس مستوى الجودة المطلوبة من حين لآخر، والذي يتسبب فيها عدة عوامل قد تكون تقنية أو سوء مزود الإنترنت، وهو ما يحتاج إلى إجراءات معينة لاستعادة كفاءة الراوتر وتحسين مستوى أداء “الواي فاي”.
غالبا ما يعتقد أن شبكة الواي فاي هي مجال منتظم يملأ المحيط حولنا، إلا أنه في الحقيقة هي عبارة عن إشارات مادية حقيقية يمكن اعتراضها أو حجبها أو تشتيتها بواسطة الحوائط أو الأجهزة الإلكترونية، أو حتى بواسطة الأشخاص والأشياء.
يرسل الراوتر إشارات في كل الاتجاهات حوله بشكل منتظم، لذلك فإن وضع الراوتر في أحد أركان المنزل أو بجوار أحد النوافذ يعني إهدار كمية كبيرة من هذه الإشارات، فضبط موضع الراوتر من الممكن أن يحسن بشكل كبير للغاية من الأداء العام له.
للحصول على أفضل أداء للراوتر، يفضل عدم وضعه على الأرض، لأن معظم أجهزة الراوتر مصممة بحيث تبث الإشارات لأسفل قليلا في طريق خروجها من الهوائي “antenna”، ذلك بالإضافة لأن تلك الإشارات لا تستطيع اختراق المواد الصلبة كالمعادن والخرسانة والأسمنت، الموجودة في الأرضية، كذلك عدم وضع الراوتر في مكان مغلق، أو بين الحائط وأحد قطع الأثاث الكبيرة، كون أن الإشارات الصادرة عن الراوتر يتم امتصاصها من قبل عدة مواد، ومن ثم يجب وضع الراوتر في مكان مفتوح بحيث يكون تعرضه أقل للمواد المحيطة به. كما يفضل إبعاد الراوتر عن كل الأجهزة الإلكترونية، لأنه من المحتمل أن تتداخل إشارات أي جهاز إلكتروني مع إشارات شبكة الواي فاي الصادرة من الراوتر، ومن هذه الأجهزة “المايكروويف والتلفاز والهاتف اللاسلكي”، وكل جهاز ينتج موجات كهرومغناطيسية أو يحتوي على محرك من الممكن أن يشوش على شبكة الواي فاي.
ضبط الهوائي على الوضع التقليدي المعتاد بشكل رأسي يبث الإشارات بشكل أفقي، مما يعمل على تغطية مساحة أكبر من المنزل، في حين يتم وضع الهوائي المستقبل بشكل أفقي، ووضع هوائي الراوتر بمحاذاة الهوائي المستقبل ما يحسن من جودة التقاط الإشارات، ومن ثم ضبط أحد الهوائيات بشكل أفقي والآخر بشكل رأسي يعطي كفاءة أكبر وأداء أفضل، كذلك وضع الراوتر في الغرفة التي يكثر بها استخدامك للإنترنت، ذلك لأن أقوى إشارة يمكن الحصول عليها تتواجد بالغرفة الموجود بها الراوتر.
هناك عدة تطبيقات مثل “Cloudcheck” أو “Amped’s Wi-Fi Analytics”، تعمل على رسم خريطة لشبكة الواي فاي في المكان، وتحدد مناطق الضعف في الإشارة، وهو ما يساعد على وضع الراوتر في المكان المناسب، هذا بجانب الضبط التقني للراوتر، ففي بعض الأحيان يكون هناك عدة تعديلات على البرامج تجعل الشبكة تعمل بشكل أفضل، منها تغير قناة التردد التي يعمل عليها الراوتر. وتعتبر قنوات 1، و6 و11 هي أفضل القنوات بشكل عام، لأنها الأقل تداخلا مع باقي القنوات، مما يؤدي لتشويش أقل، بالإضافة إلى تحديث برنامج الراوتر ويدعى firmware، ما يؤدي إلى تحسين أدائه.
ومن جانبه، يشير المهندس محمد أبو العزم، الخبير في الشبكات، إلى أن الطريقة الأبسط لمعرفة سبب المشكلة في جهاز الراوتر أم في مزود الخدمة؟ هي إجراء اختبار سرعة في حالتين: الأولى باستخدام الواي فاي، والثانية من خلال توصيل الكمبيوتر مباشرة بالراوتر بواسطة “سلك”، وإذا كانت السرعة بطيئة في الحالتين هنا تكون المشكلة متعلقة بمزود الإنترنت. أما إذا كان اختبار السرعة عن طريق الواي فاي أبطأ فغالبا ما تكون المشكلة في جهاز الراوتر.
ويضيف أبو العزم: الموجات الكهرومغناطيسية تنتقل خلال الهواء، فخطوط الرؤية المباشرة دليل جيد يمكن استخدامه، فإذا كان بإمكانك رؤية جهاز الراوتر من مسافة بعيدة ومن عدة زوايا مختلفة، فأنت تستخدم الراوتر بكفاءة، وتضعه في أفضل حالاته.