تحليل: فوز طلبة "حماس" يتعدى أسوار جامعة "بيرزيت"

فلسطين
نشر: 2016-04-28 15:57 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45
تحليل: فوز طلبة "حماس" يتعدى أسوار جامعة "بيرزيت"
تحليل: فوز طلبة "حماس" يتعدى أسوار جامعة "بيرزيت"

تعدى تأثير نتائج انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت أسوار الجامعة العريقة، ولاسيما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار بعدي الزمان والمكان، وليس أدل على ذلك من التغطية الإعلامية الفريدة التي حظي بها هذا الحدث، وفق محليين وكتاب.


وكانت الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) فازت، مساء أمس، بانتخابات مؤتمر مجلس طلبة جامعة بيرزيت بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة للعام 2016- 2017.


وحصلت كتلة "الوفاء" التابعة للكتلة الإسلامية على 25 مقعدًا، مقابل 21 مقعدًا لكتلة "الشهيد ياسر عرفات" الذراع الطلابي لحركة "فتح"، فيما حصل "القطب الطلابي" التابع للجبهة الشعبية على خمسة مقاعد.


وإذا ما عدنا لدلالات ذلك، فالمكان هي مدينة رام الله معقل السلطة الفلسطينية وحركة "فتح"، أما الزمان فيأتي بعد حملة اعتقالات واستدعاءات إسرائيلية بحق أعضاء كتلة "حماس" الطلابية، ومضايقات من أجهزة الأمن الفلسطينية.


وتتهم الكتلة الإسلامية منافسها الشبيبة الفتحاوية باستغلال المال كرشى لاستقطاب أصوات الطلاب، وتقول إن وزارة التربية والتعليم "تواطأت" لدعم برنامج كتلة فتح الانتخابي.


وتمثل دعم وزارة التعليم للشبيبة، وفق الكتلة، بالكتاب الذي وجهه الوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي أنور زكريا لمنسق الشبيبة بجامعة بير زيت، والذي أعلن فيه عدم ممانعة الوزارة اعتماد الفصلين الصيفيين في حال موافقة الجامعة، الأمر الذي رفضه رئيس الجامعة.


في المقابل تقول الشبيبة الفتحاوية إنها ورغم خسارتها في الانتخابات لكنها حصلت على مقاعد بعدد أكبر من العام الماضي، وتتهم حركة حماس بمنع إجراء الانتخابات الطلابية بغزة.


صعود برنامج حماس


ويقول الكاتب صلاح حميدة إن فكر حماس تحول إلى ثقافة شعبية، رغم استمرار استهداف الحركة في الضفة الغربية، مضيفًا "أن الاستهداف أصبح لا يشكل عبئًا كبيرًا على شعبية الحركة وصعودها".



ويرى حميدة في حديث لوكالة "صفا" أن استهداف الحركة جاء بنتائج عكسية، ومن المتوقع أن يؤدي لتصدرها المشهد مستقبلًا.



ويعتقد أن ما جرى هو استفتاء على برنامج المقاومة الذي تلتزم به حماس، في الوقت الذي خاضت فيه فتح الانتخابات الطلابية بإرثها القتالي، وليس ببرنامج قيادتها السياسية الحالية.



ويضيف "فازت كل الكتل بإرساء واقع المقاومة، وهذا مؤشر إضافي على عمق أثر وحب المقاومة والإيمان بجدواها عند الشعب الفلسطيني".



وفي قراءته لنتائج الانتخابات، يقول الكاتب إن العامل الذي ألحق ضررًا بحركة فتح هو خياراتها السياسية الحالية، "وما لجوء جناحها الطلابي لتمجيد إرث الراحل ياسر عرفات ومروان البرغوثي في دعايتها الانتخابية، إلا إدراكا وقناعة منها بأن هذا البرنامج هو الأكثر قربًا لقلب الشعب الفلسطيني".



وزر سياسي



وتبنت كتلة فتح في برنامجها خطابًا مقاومًا يدعم "انتفاضة القدس"، رغم أن السلطة الفلسطينية لا تخفي محاولات وقفها، والتضييق على شبانها.



وعن ذلك، يقول أستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت نشأت الأقطش: "على الشبيبة ألا تغضب كثيرًا لأنها تحملت الوزر السياسي وتصرفات بعض القيادة السياسيين، التي لا ترضي الكثير من الناس كالاستمرار في التنسيق الأمني الذي لا يعرف أحد الكثير عنه، والتعزية بموت ضابط في الإدارة المدنية".



ويرى الاقطش في حديثه لوكالة "صفا" أن فوز حماس بهذه الظروف كان مفاجئًا مع استمرار تجفيف منابعها وإغلاق مؤسساتها، واعتقال الاحتلال قادتها بشكل متواصل واستهداف السلطة لعناصرها.


لكنه يبرر خسارة كتلة فتح الطلابية بإمساكها بزمام السلطة في الضفة الغربية، والتي هي غالبًا ما تتعرض لنقمة من الشعب، وهي ظاهرة طبيعية برأي أستاذ الإعلام.


وبحسب الاقطش، فإنه "من غير الطبيعي أن تُسخر كل الإمكانيات لكتلة فتح من الناحية المادية واللوجستية والأجهزة الأمنية، وما رافقها من اتصالات بأهالي الطلبة ومحاولات التأثير عليهم، ومع ذلك لم تنجح".



وترافقت أجواء إجراء الانتخابات مع حشد الأجهزة الأمنية لعديد عناصرها في محيط الجامعة، وشوهد مجموعة من الجنود يطوفون المكان.



ويعتقد أن الانتخابات داخل الجامعات لا تعكس بالضرورة نبض الشارع في الخارج، مضيفًا "أن وضع حركة فتح في الشارع ربما يكون أفضل أو أسوأ بكثير من هذه النتائج".



ويستدرك بقوله: "رأي الشارع بصورة عامة لا يمكن قياسه برأي الطلبة، ولا يمكن القول إنه استفتاء على برامج الفصائل، لان هناك برنامج لفتح مقبول نسبيًا وبرنامج لحماس متفوق عليه".



ويتطرق الاقطش في حديثه إلى أن الانقسامات الداخلية في حركة فتح كان لها أثر في خسارة ذراعها الطلابي في الجامعة.

أخبار ذات صلة

newsletter