وليس مستغرباً، لمتتبع الأحداث الميدانية في سوريا، أن يرى الثوار يستخدمون الأسلحة البدائية أو الأسلحة المصنوعة محلياً لمواجهة جيش الأسد الذي كان لعقود من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط.

لكن أن يرى الألمان مدفعاً بدأوا صنعه عام 1930، أي قبل الحرب العالمية بتسعة أعوام، واستخدم بكثافة من قبل الجيش "الهتلري"، فمن الطبيعي أن يثير الأمر استغرابهم، لأنهم كانوا يتوقعون مشاهدة مثل هذه الأسلحة المتهالكة نظرياً في المتاحف وليس في ميادين المعركة وجبهات القتال المشتعلة حالياً.

وعلى إثر نشر "أحرار الشام" هذا الفيديو على موقع "يوتيوب"، قامت صحيفة "بيلد" الألمانية بتحليل الصور، وكشفت أن المدفع المُستخدم من قبل الثوار في المعارك الدائرة قرب حلب، اسمه "إف. إتش. 18"، وهو من عيار 105 مللم واستخدمه جيش هتلر بكثرة في الحرب العالمية الثانية، حسب الإذاعة الفرنسية الناطقة بالفارسية.

ولا يعرف أحد كيف وصل هذا المدفع إلى سوريا إلا أن بعض الخبراء تكهنوا بأن الجيش السوري كان يحتفظ بنماذج لهذا المدفع في ترسانته، ومن المحتمل أن تكون زوِّدت سوريا بهذا المدفع بواسطة الاتحاد السوفييتي أو ألمانيا الشرقية. وخلال الحرب الداخلية بسوريا وقع عدد من هذه المدافع بيد الثوار.

مما لا شك فيه أن أسلحة من هذا النوع ليست متطورة ولا تمتلك قدرات مثيلاتها الحديثة والمعقدة، إلا أن الثوار يفضلونها بسبب سهولة استخدامها وإمكانية تطوريها من خلال بعض الإضافات البسيطة.

وكان تنظيم "التوحيد" قد نشر في عام 2012 فيديو لمخزن أسلحة يحتوي على رشاشات "إس. تي. جي. 44 إس"، وهي الجيل الأول للرشاشات المتطورة في العالم، وكانت أيضاً من صناعة ألمانيا "الهتلرية".